أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


كيف حالكم شباب عايشين أو ميتين (Si vive – Si muori).. (تيهامِر طُت)

– الأمر بهذه الأهمية والخطورة.. الخليع يسلب ذاته: كنوزه الثمينة…

***

لا بدّ أنّك سمعت بهذه النباتات التي تأكل الحشرات. تأتي الحشرة فتحطّ دونما حذر، على أوراقها المزغبرة، وفي هذه اللحظة بالذات تطبق الورقة عليها إطباقاً نهماً… لقد إمتصّت الورقة حيوتها..

كيف حالكم..؟ (Come sta) كان جواب المدن بالقرب من روما، حيث المستنقعات والروائح الكريهة، بعكس ما يقوله الطليان عادة عايشيبن (Si vive) كانوا بهذه البقعة البائسة: ميتين (Si muori)..

هذا الشيء طبيعي، لأن السنديانة لا تنبت في الأنفاق ولا الورود في الكهوف المظلمة التي تعطي نباتات بطيئة النمو وسط حشرات قبيحة المنظر… من كانت نفسه سجينة فلا مجال للفضائل أن تزدهر فيها

هكذا تمتصّ رذيلة الدنس حيوية الشاب الذي وقع في شركها.. ومن الطبيعي أن يكون مصير هكذا شبان..

  • لا يستطيعون إستيعاب أي جديد في ميدان الفكر
  • يتآكل كل إحساس بالرفق ليترك المكان للقسوة
  • لم يعد بامكانهم التركيز علىهدف والتقدّم بأي مهنة
  • خيالهم مشغول بالتصورات القبيحة ونشاطهم مشلول وأرادتهم خانعة

فيصبحون جبناء، خبثاء، كذابين، ذوي وجهين وبلا أخلاق. حيثما يمرّون يزرعون وراءهم عدم الإرتياح. يرسمون في بيوت الخلاء وفي الحمامات رسوماً قبيحة. عصبيتهم لا تُطاق ودماغهم مشحون بالأفكار الدنسة، وكيف يمكن أن يكون الأمر خلاف ذلك؟ هل بإمكان النار الاّ تشتعل؟ السارق يسلب الآخرين؛ أمّا الخليع فيسلب ذاته: كنوزه الثمينة.. إنّهم على طريق الهلاك…

لو لم يكن بهذه الأهمية والخطورة، لإستبدّ بنا الضحك لدى سماعنا فتياناً يهزأون، برفع الكتفين تهكماً، بكل ما يتعلّق بالأخلاق والدين والله سبحانه..

هكذا تتلاشى كلياً العزيمة والصفات الحميدة، الواحدة تلو الأخرى، فيأتي الإنحلال الخُلقي حتى الإلحاد..

طبعاً هناك أمثال “كبلر” و “نيوتن” و “بويل” ، “لينه” ، “هرشل” ، “لوفيريه” “فاراداي” ، لافوازيه” ، “باسكال” ، “أمبير” “غالغاني” ، “فولتا” ، “باستور”.. يعرفون أكثر ممّا يعرفه رفاقك في الصف، أو في الجامعة..

ما أصدق الكتاب: “الإنسان الحيواني لا يفهم ما هو لروح الله ( 1 كور 2 – 14)  ليس الخطر في العلم بل في بعض المعلمين.. العلم الحقيقي يقود الى الله دائماً؛ القلب الفاسد هو وحده يبعد عنه.. (يقول الرب بفم أشعيا النبي: خطاياكم أبعدتكم عني)…

… (ص: 65 – 67 – 68 – 69 – 70 – 71)

***

مقدمة الـ 14 للطبعة المجرية

عن كتاب عفاف الفتوة ، تأليف المطران تيهامر طُت Thiamer Toth، ترجمة الأب نعمة الله العاقوري.

بعد 6 أسابيع من ظهور الكتاب أعيد طبعه مرة ثانية، ومرة ثالثة بعد شهرين. رواج منقطع النظير لكتابعن التربية. وهو برهان قاطع على ميل الشباب لقراءة الكتب المفيدة.

الطبعة الأولى استقبلتها البلاد بهوس كبير. حرّض وزير التربية الوطنية على وضع الكتاب بين أيدي طلاب المدارس الثانوية. إتحاد الكشاف أوصى به ككتاب مطالعة للكشافة. لجنة المطالعة للشباب نصحت المكتبات المدرسية بشرائه. ترجم الى لغات أوروبية، كما أن مؤسسة العميان نشرت قسماً منه بأبجدية (Braille) للمكفوفين.

استلم المؤلف بفرح رسائل شكر من كافة انحاء البلاد لقراء شباب لا يعرفهم. أحدهم كتب: ليباركك الرب، على عدد حروف كتابك، لا بل على عدد الآهات التي ارتفعت من قلوب الشباب”.. وتأسف الشبان لعدم صدور الكتاب منذ صغرهم..

في هذه الأيام الت نشهد فيها عالماً مضعضعاً ومهدداً بالدمار في مختلف الميادين ، لا بدّ من نهضة وصحوة إجتماعيتين بواسطة إنضباط الأخلاق والحياة النظيفة المثلى…