أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


محروسة يا شام

في العام 2012، باتت دمشق التي نعرفها مختصرة في بضعة أحياء أشبه بمنطقة عسكرية مغلقة. المسلحون على تخوم أوتوستراد المزّة في قلب العاصمة. أعين «الثوار» لا تحتاج لمنظار لترى ساحة الأمويين أو أي نقطة أخرى. كان العالم ينتظر خبر «اجتياح الشام… كل الشام».

 

أيقنوا أن سوريا إن خسرت معظم مدنها وبقيت العاصمة عصية يعني أن الحرب مستمرة. استمرت الحرب. كان «بركان دمشق» في 17 تموز من العام نفسه. اقترب الثوار من الظفر. فُجّر مبنى الأمن القومي.

 

هبّت «الخلايا» في القدم والعسالي والتضامن وكفرسوسة ودف الشوك وبساتين المزة وداريا والمعضمية… وفي الحجر الأسود أيضاً، هو الحيّ ذاته الذي انتظر حتى أمس «ليعود». متنفسان بقيا للملايين من السكان. منفذان يعنيان الرحيل، والاثنان خطران ومقنوصان، واحد إلى حمص وآخر إلى بيروت.

 

صمدت دمشق. النتيجة بدت أشبه بلغز محيّر لا يشبه قواعد الرياضيات. بعد عام جاء بندر بما حمل في «ملفّه السوري» ليعيد الكرّة. لفظته الشام من على أسوارها. سنوات والعاصمة تنزف وتضمّد نفسها.

 

لا معين على الأرض سوى أصدقاء هبّوا فرادى. قرية خلف قرية أعادت ترتيب خريطتها. من الغوطة الغربية فالشرقية إلى شرايينها الجنوبية، «اكتمل» الجسم المنهك. يوم أمس، رُميَ الترياق وخرجت دمشق من «العناية».

محروسة يا شام.

-الأخبار-