أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


شرح “أوريجانوس” لكلام “لا تدعنا ننجرف وراء التجربة”..

– التفسير الجديد للأبانا..

***

بعد دخول الترجمة الجديدة لصلاة الأبانا حيّز التنفيذ في فرنسا، أشار قداسة البابا الى أنّ الله لا يدخلنا في التجربة بل هذا “عمل الشيطان”.

في الفيديو السابع من السلسلة الصادرة حول صلاة الأبانا التي ستنشر في السادس من شهر كانون الأول على إذاعة المجلس الأسقفي الإيطالي TV2000، شدد البابا على أنّ الترجمة الإيطالية “لا تدخلنا في التجارب” ليست بصحيحة.

وأضاف بأنّ الفرنسيين قد غيّروا النص بترجمة “لا تدعنا ندخل في التجربة”. أنا هو من يقع، ليس هو من يرميني في التجربة لينظر فيما بعد كيف وقعت. إنّ الأب لا يقوم بذلك، الأب يساعد على النهوض بسرعة”.

في المقابل، أكّد البابا بأنّ من “يوقعنا في التجربة هو الشيطان، إنه عمل الشيطان”.

ودخلت الترجمة الجديدة لصلاة الأبانا حيّز التنفيذ في 3 كانون الأول في فرنسا وبات الطلب السادس فيها “لا تدعنا ندخل في التجربة” عوض “لا تدخلنا في التجارب”.

وأشار بيان صادر عن المونسنيور أوليفييه ريبادو دوماس، المتحدّث باسم مجلس الأساقفة في فرنسا بأنّ النسخة القديمة كانت قد دخلت حيّز التنفيذ منذ العام 1966. إنّ الصيغة القديمة لم تكن خاطئة بل تحدث الارتباك… تاركة الاعتقاد بأنّ الله يجرّب الإنسان طوعًا”. لهذا شعر مفسّرو الكتاب المقدس بضرورة تبديل الأفعال بهدف التوضيح وقد تم تأكيد الترجمة الجديدة على يد مجمع العبادة الإلهية وتنظبم الأسرار في روما في 12 حزيران 2013 وقد طبّق الأساقفة الفرنسيون هذه الترجمة ابتداءً من 3 كانون الأول في الأحد الأول من زمن المجيء بحسب الطقس اللاتيني.

ويرى الحبر الأعظم أنه لدى تلاوة هذه الصلاة باللغة الإنكليزية أو بعض اللغات الأخرى، يمكن أن يتولد شعور لدى البعض بأن الرب قد يكون هو الذي يدفع إلى “التجربة”، أي أنه مصدر الغواية.

ويقول ألكسي يميليانوف رئيس قسم الدراسات الإنجيلية في كلية أصول الدين في جامعة القديس تيخون الأرثوذوكسية، إن يسوع ردد صلاة “أبانا الذي” بإحدى اللغات السامية ووصلتنا عبر الترجمة اليونانية.

وأضاف يمليانوف قائلا: “يوجد في نهاية الصلاة جملة تفهم حرفياً وكأن الرب هو الذي يدفعنا للتجربة (الغواية). لذلك فإن الترجمة السلافية لهذه الجملة تطابق تماما النص اليوناني”. فقد أجاب المترجمون القدماء على السؤال الذي يقول، هل الرب نفسه هو الذي يدفع الإنسان إلى الغواية، باستخدام العهد الجديد، فالرب لا يغوي بالشر وهو لا يغوي أحدا بالأساس.

وتابع يميليانوف أن الكنيسة لديها أدلة على التفسيرات الأخرى في اللغة اللاتينية في المخطوطات اليدوية القديمة لهذا المقطع، حيث تقول: “لا تدخلنا في التجربة”، وهذا يعني أنها قادمة من الشيطان.

واعتمد مفسروا الكنائس اللاتينية (ترتليان وكبريان) هذا الشرح في بداية القرن الثالث، أما البديل الذي يريد اعتماده قداسة بابا الفاتيكان، فهو الشرح الذي قدمه “أوريجانوس” المفكر اللاهوتي الذي يعود أيضا للقرن الثالث: “لا تدعنا ننجرف وراء التجربة/الغواية”.