أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة

خروج آخر مسلح من دوما

تحرير الغوطة سيعيد تشكيل الخارطة الجيو- سياسية للعالم

دوما تلقي السلاح وخاصرة دمشق تتحرر وصاحب النصر رجل استثنائي في مرحلة إستثنائيةنسيم بو سمرا*

***

هو الواثق من النصر، وتدل حركته ومواقفه على ذلك، هو الرئيس السوري بشار الأسد، الرجل الاستثنائي في مرحلة إستثنائية، جريئ وحازم، صبور ورؤيوي، ثابت على مواقفه بصدق في مقابل براغماتية تستند الى منطق وتحليل، قرأ جيدا التحولات الدولية الحاصلة، ثمّر الأحداث التي تعصف بوطنه لتثبيت الدولة في سوريا وإيقاذ الروح الوطنية العالية التي يملكها الشعب السوري والتي ظهرت خلال هذه الأحداث، هذا الشعب وكما يملك في صفوفه الإنتهازيين والفاسدين الذين استفادوا من قبضة نظام البعث سابقا لتحقيق مصالحهم وزيادة ثرواتهم، وهؤلاء انشقوا في بداية الأزمة السورية وانضموا الى المعارضة، يضمّ الشعب السوري كذلك في صفوفه الوطنيين الثابتين على مبادئ العروبة والمنخرطين بقناعة في مسار المقاومة، وهؤلاء سيوجهون سوريا مستقبلا نحو منحى أكثر ديمقراطية، ليعيدوا للعروبة بعدها الحضاري بعد تحريف مضامينها، خلال الخمسين سنة الفائتة، فبعدما حمت القوة العسكرية المنطقة من الخطر التكفيري الذي كاد أن ينجح في تدمير سوريا والعراق والمشرق العربي برمته، سيثبت مسار الدولة السورية ما بعد الحرب، نهج الاعتدال، ويعيد انتاج الدين الاسلامي الحنيف الذي تميز في منطقة المشرق، منذ نشوء الاسلام بالانفتاح والتفاعل مع الجماعات الدينية الاخرى.

خروج آخر مسلح من دوما

فبعد تحرير الغوطة أمس بسقوط آخر معاقل المعارضة الارهابية فيها، دوما، دخل المشرق بمفصل تاريخي واستثنائي، سيقرّر بنتيجته مصير دول المنطقة وشعوبها، لا بل مصير العالم، ليعاد من خلاله تشكيل الخارطة الجيو- سياسية في العالم، لمئات السنين المقبلة، وهذا ما سيؤدي الى إنتاج النظام العالمي الجديد الذي يتكوّن اليوم في رحم مشرقنا العربي، وطبيعة هذا النظام الناشئ عادلة، تقوم على تعدد الأقطاب،( بعد انهيار الأحادية القطبية التي مثلتها الولايات المتحدة الاميركية لعقود)، من قطب القيصرية الروسية والتنين الآسيوي الى قطب دول البريكس مرورا بدول الممانعة وصولا الى قطب دول الألبا.

هي مرحلة إستثنائية إذا، سيدون التاريخ فيها المنتصرون، بعد هذه الحرب المدمرة لمشرقنا على الصعد كافة، هم قادة دول شكلت العالم القديم واطلقت الحضارة الانسانية، بفلسفتها وأديانها، ولكن نجمها أفل لعقود طويلة، ليشع اليوم مجددا، من إيران التي نهضت بعد الثورة الخمينية مرورا بدمشق الضاربة في الحضارة والعراقة الى بغداد مدينة العلماء والعلم، وصولا الى لبنان الذي يعيد تكوين حضوره ودوره الرائدين في النهضة، أما القادة الاستثنائيون والذين بصنعهم الحاضر سيقودون العالم في المستقبل نحو مصير مشرق، فهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي اعطاه الشعب الروسي ثقته مجددا لقيادة روسيا للست سنوات المقبلة، الى جانب الرئيس السوري بشار الاسد، الذي لم تهتز اساسا ثقة شعبه به طوال المحنة القاسية التي مرت بها سوريا، لنصل الى ختام المسك مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي لولا انخراطه في الدفاع عن آخر حصن صامد امام المشروع الاميركي- الصهيوني وتحطيمه له على ابواب دمشق، لكنا في عالم آخر اليوم شبيه بعالم الامس لا بل أكثر ظلامية،  وكل التحية في الختام بعد هذا النصر المبين في الغوطة، للجيش السوري والتهنئة للشعب السوري على بدء نهاية عذاباته.

أسماء وبشار الاسد

في الصورة الرئيس السوري بشار الأسد وعقيلته السيدة أسماء في زيارة لمنزل كريستين حوراني في باب توما لمعايدتها في عيد الفصح المجيد. “كريستين كانت قد أصيبت بداية هذا العام بشظايا قذيفة إرهابية مصدرها جوبر أثناء عودتها من مدرستها وأدت إصابتها إلى بتر قدمها.”

*صحافي وباحث