أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


وحدة “الثنائي الشيعي”، والثنائية المسيحية المُمَزَّقة!

– تعليقاً على كلام ملحم رياشي: أحسد الثنائي الشيعي.. (أمين أبوراشد)

***

سُئل يوم أمس وزير الإعلام ملحم رياشي عن العلاقة بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر فأجاب: أنا أحسد الثنائي الشيعي!
وإننا إذ نهنىء الثنائي الشيعي على وحدته التي أسَّس لها الإمام المُغَيَّب السيد موسى الصدر، فإننا نُشفق على وضعنا كمسيحيين، ولو أرسل الله لنا من هو شبيه بالإمام الصدر، لأقدمنا على طعنه في الصدر والظهر والخاصرة، لأننا غير مؤهلين لأية وحدة نتيجة الأطماع والطموحات الشخصية، ولأننا عبر تاريخنا اعتدنا على ثُنائية المواقف حتى لو تحاور إثنان مسيحيان أو كانوا مئة محاوِر، وسماحة الإمام الصدر الذي أخرج المارد الشيعي من القمقم وبنى له عقيدة الدفاع عن حق الوجود بكرامة، رَسَم له خارطة طريق – بسيطة على عظمة رؤيتها- أن الوحدة المُجتمعية المتماسكة هي السلاح الأقوى.

وإننا كمسيحيين، نعيش اليوم في عهد الرجُل المسيحي الحُلم، الذي اعتبرنا أنه آخر الآمال وآخرة الآلام في هذا الشرق، مَدِينون لأحد الأطراف الشيعية بوصول أقوى رجُل مسيحي في الشرق الى قصر بعبدا، وتلقَّى قبل إنتخابه وبعده وخلال ممارسة مهامه، دعماً إسلامياً أكثر من أي دعمٍ مسيحي، ولو غُصنا في التفاصيل، لتبيَّن لنا أن غالبية السلبيات التي يُواجَه بها فخامة الرئيس ميشال عون هي من أطراف مسيحية اعتادت على نهش “الجبنة” ونهش بعضها، ومن بعدها الطوفان.

وكي نغتنم الفُرصة التاريخية التي لا تتكرر، والتي أتاحها لنا الشريك المُسلِم، في شرقٍ تنزح منه الأقليات والمسيحيون طليعتهم، وبدل أن ننعَم بالخصوصية المسيحية مع الآخر في لبنان، وقبل أن نُطالب بحقوقنا كمسيحيين، علينا على الأقل أن نتخلى عن الكيدية في ثُنائية الرؤية، الناجمة عن “المصلحية الشخصية، ونحمل خارطة طريق مُستحدثة منذ انتخاب فخامة الرئيس عون، مروراً بالإنتخابات البلدية، ووصولاُ الى الإنتخابات النيابية القادمة، ويتبيَّن لنا باختصار الوضع المسيحي المُهترىء الذي لا يُرمِّمُه من يُشبه سماحة الإمام الصدر ولا من يُشبه فخامة الرئيس عون.

نبدأ من الشمال ونتساءل، عن نوع الحقد الذي يضمره سليمان فرنجية على العهد، لمجرَّد أنه لم يتمكَّن أن يكون هو “سيِّد العهد”، وما هي القوَّة الشعبية الوطنية للمردة على مستوى الشمال والوطن ليكون فرنجية – “الزعيم الزغرتاوي حصراً” – رئيساً على مستوى وطن، وأين هي المكاتب الحزبية للمردة في المناطق اللبنانية التي تُعطي هذا التيار بُعداً سياسياً خارج العباءة العائلية؟

وننتقل الى جبيل كسروان، والى إقطاع المشايخ الذي يرفض الأحزاب، لأنه يرفض رفع مجد وصايته عن “طبقة الفلاحين” منذ القرن السابع عشر، وكل كفاءات شباب جبيل أو كسروان غير مؤهلة للنيابة إلا إذا كان المُرشَّح “شيخاً” ولو كان يحمل شهادة متوسطة أو لا يحملها كما زعيم زغرتا.

ونُعرِّج على بكركي، في طريقنا الى المتن ونقول لصاحب الغبطة:
عندما كنت يا سيدي مطراناً على جبيل، قُلت أن المسيحيين فريقان: مسيحيون شيعة في إشارةٍ الى مسيحيين مؤيدين وطنياً للمقاومة، ومسيحون سُنَّة في إشارةٍ الى من كانوا لغاية ثلاثة أيام مضت في كنف بيت الحريري، وللأسف لم يجد البعض منهم مقعداً في البيال للمشاركة في ذكرى المرحوم رفيق الحريري، وأنت في تصنيفك مُحِق يا سيدي، لأن “المسيحي الشيعي” قرر أن يكون شريكاُ في وطن، و”المسيحي السُنّي” قرر أن يكون شريكاً في ثروة مالية وسياسية تبدَّدت وبقي الوطن.

ونكتفي في جولتنا بأن نتوقَّف في المتن، ونقول لحزب “الله والوطن والعائلة”، أن الكتائب عندما كان يعتلي “عرشها” شخصٌ من غير آل الجميل، كان الحزب ينهار، ويُعاد تعويمه عبر الأب والإبن، مما يعني أن في المتن من لديهم عُشق لله في وطنٍ بحجم بكفيا وبعض الجوار ويحكمه أحد أفراد “العائلة المالكة” الذي يفرز حالياً ما هو أكثر سُمِّية من النفايات بمواجهة عهدٍ رئيسه مسيحيٌ قوي، ولأنه قويَ على مستوى وطن يُلاحقه الحقد من زعماء زواريب، وألف رحمة على وحدة مسيحية، طالما لدينا دائماً ثُنائية رؤية حتى لو التقى مسيحيان إثنان !