أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


“الخوذ البيضاء”.. ماكينة دعائية متماهية مع التنظيمات الإرهابية

“الخوذ البيضاء” أو فرق “الاتجار بالموت” كما أطلقت عليها بعض المنظمات المستقلة شكل من أشكال تآمر القوى المعادية لسورية فإضافة إلى التدخل العسكري المباشر وتمويل الإرهاب واستجلابه من شتى أصقاع الأرض وتسخير الإعلام ضد الدولة السورية وشعبها وجيشها وقيادتها عمدت تلك القوى لاختلاق كيانات موازية للتنظيمات الإرهابية لتبرير دعمها للإرهاب وعدوانها على السوريين ودولتهم.

وأشارت العديد من التقارير الإعلامية حول ما يسمى “الخوذ البيضاء” إلى أنها “تعمل ضمن سوق بازارات الإعلام الرخيص لبوسها إنساني وحقيقتها تزييف الحقائق واختلاق الأكاذيب خدمة لداعميها ومموليها من الدول المعادية لسورية واستجلاب التدخل الخارجي فيها”.

بالأمس القريب أفاد مركز التنسيق الروسي في حميميم بأن تنظيم جبهة النصرة الإرهابي يقوم بالتعاون مع مجموعة “الخوذ البيضاء” بالتحضير والترويج لاستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في إدلب لاتهام الجيش السوري بذلك حيث أبلغ أحد الأشخاص من مدينة سراقب المركز عن “التحضير لاستفزاز باستعمال مواد كيميائية لبث ذلك عبر قناة أجنبية وبالتحريض السافر الذي قام به تنظيم جبهة النصرة الإرهابي بين المواطنين”.

وأشار المركز إلى أن إرهابيي “جبهة النصرة” جلبوا إلى سراقب أكثر من عشرين أسطوانة مملؤة بغاز الكلور والى قيام ما يسمى أصحاب “الخوذ البيضاء” مسبقا بتمثيل بروفات لإسعافات أولية وهمية وهم يرتدون وسائل حماية فردية ويزعمون بأنهم يقومون بإنقاذ السكان من التسمم بغازات سامة أطلقت عليهم.

ويشكل هذا الكشف الجديد عن الأفعال الإرهابية لأصحاب “الخوذ البيضاء” وتعاملها مع تنظيم جبهة النصرة المدرج على لائحة الإرهاب الدولية إضافة إلى تمويلها المشبوه من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا ومشيخة قطر وغيرها دليلا آخر على صحة التقارير الإعلامية التي صدرت سابقا والمؤكدة أن مؤسسها وفق المعلومات المتداولة هو خبير أمني وضابط بريطاني سابق يدعى جيمس لو ميجرر وأنه أسسها بهدف فبركة أحداث إعلامية وكسب تعاطف الرأي العام العالمي عبر اختلاق كوارث إنسانية واستعمالها منصة للعدوان على سورية عبر اتهامها باستخدام الأسلحة الكيميائية وبالتالي تكون ذريعة لتدخل غربي أوسع في سورية.

وفي سياق جرائمها بحق السوريين وبعد تحرير الأحياء الشرقية لمدينة حلب وإعلان المدينة خالية من الإرهاب في كانون الأول من عام 2016 انكشف زيف ادعاء شركات الإعلام الغربية التي اعتمدت بشكل كبير على حملة أصحاب “الخوذ البيضاء” الدعائية أو روايتها بأنها منظمة غير حكومية إنسانية حيث دلت القرائن على عكس ذلك بعد تمشيط الجيش العربي السوري لتلك الأحياء وعثورهم على أوكار لـ “جبهة النصرة” وغيرها من التنظيمات الإرهابية المنضوية تحت إمرتها تحوي كميات من المواد السامة والسجون وغيرها تقدمها لما يسمى “الخوذ البيضاء” وتتعاون معهم في سجن المدنيين واستغلالهم في حرب دعائية اعتمدت عليها الدول المعادية لسورية وخاصة الغربية منها من أجل تبرير اعتدائها على السوريين ودولتهم.

وعثرت وحدات الهندسة في الجيش العربي السوري في الحادي عشر من كانون الثاني عام 2017 على مواد كيميائية سعودية المصدر من مخلفات المجموعات الإرهابية المسلحة في أحد أحياء حلب القديمة وذلك خلال تمشيط الأحياء الشرقية والمواد عبارة عن كبريت وكلور ومواد أولية للحبيبات البلاستيكية كانت تستخدم من قبل الإرهابيين لاستهداف المناطق السكنية في حلب.

والعام الماضي أكد الصحفي الفرنسي بيير لو كورف مؤسس مبادرة “نحن أبطال خارقون” الإنسانية في رسالة وجهها إلى الرئيس الفرنسي أن هذه الجماعة المسماة “الخوذ البيضاء” “تزعم بأنها تقوم بعمليات إغاثة في النهار لكن أعضاءها يعملون إرهابيين في الليل” بينما كشفت منظمة أطباء سويديين من أجل حقوق الإنسان المستقلة في تقريرها العام الماضي أن هذه الجماعة ارتكبت جرائم مروعة بحق السوريين وقتلت أطفالا أبرياء عمدا من أجل تصويرهم في مشاهد مفبركة حول هجوم كيميائي مزعوم سواء في خان شيخون أو غيرها من المناطق السورية.

ورقة توت أخرى أسقطها اعتراف الإرهابي وليد هندي بمشاركته في فبركة أفلام وصور أعدتها قناة تلفزيونية تركية أثناء عمله مع ما يسمى “الخوذ البيضاء” حول تعرض أحياء ومناطق في حلب للقصف بالسلاح الكيميائي لإلقاء اللوم على الجيش العربي السوري حيث أقر في اعترافات بثها التلفزيون العربي السوري في أيار الماضي أنه عمل منذ انضمامه لأحد التنظيمات الإرهابية في إطار “الخوذ البيضاء” مقابل تلقيه مبالغ مالية من قبل ما يسمى “المجلس المحلي” وممولين من دول خليجية كاشفا أنه تم توزيع ألبسة واقية وأقنعة للقيام بتمثيلية صورتها قناة تركية على أنها ضربة كيماوية حيث تم تصوير التمثيلية وهم يطلقون صفارات الإنذار ويحضرون النقالات لنقل المصابين ثم يبثون المقاطع على الانترنت لاتهام الجيش السوري بأنه هو من نفذ الضربة المزعومة.

وكما يقول المثل “أهل مكة أدرى بشعابها” فقد أكد رئيس تحرير صحيفة تقويم التركية الكاتب أرغون ديلر أن ما تسمى “منظمة الخوذ البيضاء” هي التي تقف وراء استخدام السلاح الكيميائي في خان شيخون بريف إدلب وقال “إن منظمة الخوذ البيضاء التي تمولها الحكومة البريطانية وتدعمها الولايات المتحدة وتنظيم القاعدة تقف وراء الهجوم الكيميائي على بلدة خان شيخون”.

وفضحت مصادر تمويل هذه المنظمة حقيقة عملها تحت عباءة داعمي الإرهاب في سورية حيث توضح بهذا الصدد الخبيرة البريطانية بشؤون الشرق الأوسط فانيسا بيلي في مقال لها أن هذه المنظمة “تستدعي الظروف للتدخل العسكري الخارجي في سورية وتعمل بالتنسيق مع المجموعات الإرهابية لأنها تنتشر أصلا في مناطق تتواجد فيها تنظيمات إرهابية مثل جبهة النصرة وغيرها ولا تتجاهل جرائم الإرهابيين فحسب بل تصنع لهم صورة إيجابية في وسائل الإعلام الغربية”.

وتكشف الصور والتعليقات للعديد من أصحاب “الخوذ البيضاء” والتي نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي حقيقة انتمائهم إلى المجموعات الإرهابية وأنهم ليسوا كما يدعون “منظمة إنسانية” بل عبارة عن غطاء لتقديم العون للإرهابيين كذراع إرهابي آخر أوجده الغرب في سورية.

-العالم-