أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


14 شباط: “إنفخت الدفّ وتفرَّقوا العشاق”!

ما حاجته لمفلسين شعبياً الجميل وحكيم وشدياق (أمين أبوراشد)

***

لا عجب من عدم وجود مقعد لكلٍّ من نديم الجميل وآلان حكيم ومي شدياق في إحتفالية البيال، لأن المذكورين ينتمون للصفَّين الثاني والثالث ولم تصِلهم الرسالة بعد، عن أسباب غياب مَن هم أكبر منهم مِن جماعة الصفّ الأول، ولم يلتفتوا خلال مغادرة القاعة الى الصفوف الخلفية التي تحتشد فيها عائلات “مستقبلية” أحضرت معها أطفالاً دون العاشرة من عمرهم ليصدحوا للشيخ سعد، ولم يفهموا ربما بعد مغادرتهم، أسباب وقوف الجمهور لفترة طويلة مع تصفيقٍ حاد عندما قال الحريري:…”ونحن تيار المستقبل لن نتحالف مع حزب الله…منيح؟”، وكانت مشهدية مذهبية بامتياز، وكان يجب على كل مسيحيي 14 شباط قراءتها منذ العام 2005، أنهم ليسوا أكثر من “جماعة زقِّيفة” يشتغلون عند بيت الحريري.

ولعل الحريري عندما ضرب على الوتر المذهبي السني بقوله “منيح؟” عن عدم نيَّته التحالف مع حزب الله، قد أعفاه من “منيح؟” الأولى عند إعلان عدم توفُّر المال الإنتخابي، وأعفاه ربما من دفع ثمن بونات البنزين المستحقة من الدورات الإنتخابية السابقة، وما دام الرجل يُعلن “إفلاسه” المادي جهاراً، فليس يحتاج الى مُفلسين سياسياً وشعبياً من أمثال الجميل وحكيم وشدياق، خاصة أن 14 آذار لن تقوم لها قيامة بعد مواراتها بعيداً عن “الضريح”، و”ثورة الأرز” التي حاول النائب جورج عدوان إقامتها من بين الأموات أمام البيال، ما هي سوى “زعامة حريرية” بأموال كانت متوفِّرة سابقاً، وأُهدرت في سوريا على “الحليب والحفاضات”.

ما يُميّز الرئيس سعد الحريري عن سواه من “جماعة 14″، أنه رجلٌ قرر إعادة التموضع في شارعه لمواجهة من حاولوا إحتلاله في غيابه، وخصومه من أهل السنَّة أمثال ريفي والضاهر والمرعبي، ليسوا بمستوى مواجهته، ولو أنهم قادرون على تسميم الشارع مذهبياً ويستدرجونه الى مواجهة إنتخابية في الساحة السنِّية، لكن الفروع المسيحية في “جماعة 14” لم تعُد لديها الى حدٍّ ما شوارع إنتخابية، وبالتالي فإن فارس سعيد الغائب عن البيال يملك من الوعي لواقع “ثوار الأرز” أكثر من الذين حضروا ولم يجدوا مقاعداً تأويهم لأنها محجوزة لأبناء “طريق الجديدة”.

وكما تموضع الحريري في شارعه، على مسيحيي “جماعة 14” البحث عن مرقد عنزة في شوارعهم، وكي يجدوا مرقداً، عليهم الإقرار بخسارتهم “الثورة”، وأن الحقد على مَن يمتلك قلوب غالبية الشارع المسيحي والتصويب على عهدٍ سيِّده ميشال عون يُشبه طريقة “القواص العكاري” الذي يُهدر ذخيرتهم ولا يُصيب، ومَن ينتقد أداء العهد في أزمة الكهرباء عليه اجتراح البدائل، ومن يهدر وقته بالتنزُّه بين مكبات النفايات أن يًقدِّم طروحات بعيداً عن الزعيق، ومَن تريد أن تُتاجر بشهادتها الحيَّة مدى الحياة أن تتوقَّف عن نفث السموم دون جدوى، ومَن نال في كسروان 39 صوتاً عام 2009، عليه أن يحتسب من توفي منهم ليحصل مُسبقاً على نتائج اقتراع 2018.

نسأل للرئيس رفيق الحريري الرحمة، ونسأل لمن تباكوا سابقاً على ضريحه من مسيحيي 14 آذار، أن يرحموا أنفسهم من رهانات الخيبة، لأن أضرحتهم على الساحة السياسية باتت جاهزة…