أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


قراءة في اسقاط الطائرة الاسرائيلية (مالك أبي نادر)

منذ مجىء ترامب وواشنطن تسعى لنقض الاتفاق الاميركي الروسي بشان سوريا ولكنها تعلم ان ما قامت به روسيا لا يمكن خربتطه بواسطة قوى ضعيفة وبديلة كالثوار والاكراد وغيرهم ولا تستطيع ان تتدخل مباشرة ولذلك تسعى الى افشال المساعي الروسية للتسوية السلمية من خلال تحريض الاكراد وادخال اسرائيل في لعبة الخوف من تعاظم قوة حزب الله وتضخيم الدور الايراني في سوريا ولكن جميع هذه التحركات لم تستطع ان توقف انتصارات الجيش السوري في كافة محاور القتال مع المعارضين فبعد افشال مؤتمر سوتشي ودعم الاكراد للوقوف بوجه تركيا تدخلت مباشرة فسربت للنصرة صواريخ متطورة اسقطت احدى الطائرات الروسية وقصفت مباشرة رتلا للجيش السوري كان مقدرا له ان يهاجم قوات قسد في دير الزور وهنا راى بوتين ان هناك بداية تدخل اميركي مباشر لافشال ما حققته روسيا منذ تدخلها في الازمة السورية وبالمقابل ازدادت الهجومات الاسرائيلية على المراكز السورية بحجج واهية كنقل اسلحة لحزب الله او تطوير اسلحة او غيرها الامر الذي عزز قناعة بوتين بان هدف واشنطن بعد الخلاص من داعش والنصرة ايجاد اطار سوري معارض لاستيعاب جميع المعارضين للاسد واستمرار الحرب اطول مدة ممكنة الامر الذي يناقض ما عملت له روسيا منذ عام 2013.

ومنذ دخول روسيا مباشرة في الجحيم السوري ارست تفاهم غير معلن مع اسرائيل بان تدخلها لن يؤثر على الصراع العربي- الاسرائيلي ولكنها لن تسمح لاسرائيل بالمشاركة باسقاط الاسد مباشرة ولكنها مؤخرا بدات تشعر بان اسرائيل تحاول التملص من هذا التفاهم بحجج واهية فلجأت الى اشاعة اخبار مفادها انها زودت الجيش السوري بمنظومات دفاعية حديثة مضادة للطيران ولكن اسرائيل واصلت خطواتها المناقضة للتفاهم فكان التصدي الروسي – السوري اليوم لاحدث الطائرات الاميركية العاملة في اسرائيل لافهام ترامب وتل ابيب بان روسيا تنظر الى النظام السوري كما تنظر واشنطن الى اسرائيل وان العمل ضد عمليات الجيشين الروسي والسوري لن يكون نزهة وستدفع اسرائيل ثمنه بالاسلحة الروسية الحديثة المتواجدة في سوريا والمتوسط.

واعتقد بان هذه الصدمة التي وجهتها روسيا للقوات الاميركية – الاسرائيلية ستكون نتائجها مشابهة لتلك التي وجهتها للولايات المتحدة حين اسقطت صواريخ عابرة للقارات اطلقت من القاعدة الاميركية في اسبانيا على اثر اتهام سوريا باستعمال الاسلحة الكيماوية عام 2014 وستسلم واشنطن بدور اكبر لروسيا في سوريا.