أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


الأب لوران لاروك عن العذراء مريم: اسمحوا لي أن أقودكم في ظلمة امتحان الكنيسة

– الرسالة العامّة السنوية للمسؤول العام للحركة الكهنوتية المريمية في العالم

***

جيش “أولاد مريم” المؤلَّف من الصغار، قد تمّ تجميعه، وقد أصبح جاهزاً للمعركة. وبواسطة هؤلاء الصغار فقط، سيتمّ انتصار قلب مريم الطاهر.

السلام لكِ يا مريم، البندقية 1-1-2018

أخوتي وأخواتي الأعزاء في الحركة الكهنوتية المريمية،

تسألنا العذراء مريم في رسالتها في 4 كانون الأول 1976 رقمها (113): “ما الذي تخافونه؟”
العالم المهدِّد؟ حالة القلق في الكنيسة؟ المسيح الدجّال؟ المعاناة؟ الاستشهاد؟ تُردِّد أمنا مريم العذراء أن هذا كله جزء من مخطَّط الله، كما كان الصليب سبيلا لخلاص البشرية، وذلك من أجل انتصار قلبها الطاهر.

أبنائي المفضَّلين، إسعوا دائماً أن تكونوا خاضعين لي، واسمحوا لي أن أقودكم بثقة تامّة. في ظلمة ساعة الامتحان هذه للكنيسة، أدعوكم لتسيروا في النور. إنّ النور يخرج من قلبي الطاهر ويَصِل إليكم، لكي يغلِّفكم وينير طريقكم. كونوا حازمين، لا تشكّوا بعد أبداً! إن المسار الذي تسلكونه هو آمِن، لأن أمكم السماوية هي التي قد رسمته لكم”.

إنه درب الإيمان الكاثوليكي الصحيح للأسرار السبعة والوصايا العشر: هو ليس بدربٍ معيَّنة، ولكن يجب أن نجتازه في أوقاتٍ معيَّنة: ” أوقات التطهير والمحنة الكبرى “، أوقات الامتحان الكبير الذي يتحدّث عنه سفر الرؤيا ف:12-13.
فقط، الذين اعتادوا أن يضعوا ثقتهم بمريم، سيستطيعون البقاء في النعمة والإيمان.

تأمل: تحدّي إبليس
” أنتم الان على وشك الوصول إلى النقطة الأكثر ألماً ودمويةً للتطهير الذي سيجري في هذه السنوات قبل انتصار قلبي الطاهر، بوصول مُلْك المسيح المُمجَّد إليكم. إنه مخطَّط هذا القرن. في عام 1917، لقد سبق وأعلنته لكم مثل نبؤة في فاطيما، حيث كان ظاهراً بشكلٍ واضح القتال الكبير بين المرأة الملتحفة بالشمس من جهة، والتنين الأحمر من جهةٍ أخرى، والذي سيدوم طيلة هذا القرن، مثل تحدٍّ متعجرفٍ من جانب خصمي ضدّ الله، مع يقينه في النجاح بتدمير الكنيسة، وجرّ البشرية كلها إلى رفضٍ كونيٍّ لله. لقد أعطاهُ الرب هذا المُتّسع من الوقت ، لانه في النهاية، كبرياء التنين الأحمر سيُسحَق ويُغلَب بواسطة تواضع، وصغَر، وقوة، أمكم السماوية، المرأة الملتحفة بالشمس، التي تجمع جميع أولادها الصغار في جيشها المصطفّ للمعركة “. رسالة رقم 297 في 9/11/ 1984.

“لقد قالت العذراء مريم بأنّ الله قبِلَ التحدي، ليس فقط للانتصار على الشيطان، إنّما لإذلاله أيضاً، إستناداً إلى رؤيا البابا لاون الثالث عشر في 13 تشرين الأول 1884 ، والتي استند اليها دائماً الأب ستيفانو غوبي.

في رسالتها بتاريخ 13 أكتوبر 1987 بعنوان (الذكرى السبعين للظهور الأخير في فاطيما) قالت مريم بأنها ستضع حدًا للعبودية” : ” لقد مرَّ 70 عاماً على خروج إبليس من الجحيم في وسطكم على صورة التنين الاحمر مع كل قوته الرهيبة “.

لذلك، في 2017، يمكننا أن نقرأ : لقد مرَّ 100 عام على خروج خصمي إبليس من الهاوية في ما بينكم…”

لا يُقلقكم حساب الوقت. ليبق في ذهننا أنّ (رؤ12 -13 ) هو أعمق مفتاح للقراءة في زمننا. نحن في خضمّ القتال الكبير بين المرأة الملتحفة بالشمس والتنين العظيم أي الشيطان، ” مُضلِّل الأرض بكاملها “. لهذا السبب كان الأب ستيفانو غوبي، يقرأ ويُصرّ دوماً على قراءة هذا المقطع في الندوات. لقد اختاره البابا يوحنا بولس الثاني أيضاً في 13/5/2000، في زيارته إلى فاطيما، من أجل إعلان تطويب جاسنتا وفرانشيسكو.

“وفقا لمخطّط الله، نزلت من السماء (… ) ” امرأة ملتحفة بالشمس”…
إنّ رسالة فاطيما، هي دعوة إلى الارتداد، وهي تدعو البشرية جمعاء للتوقّف عن لَعِب لعبة إبليس”….“
وهذا يعني أن في فاطيما، المرأة الملتحفة بالشمس تجمع أولادها لكي – لا – يلعبوا لعبة ” التنين” في المعركة الأخيرة النهيوية. المرأة الملتحفة بالشمس تجمع جميع أولادها. وإذا كانوا صغاراً، فهي ستضعهم تحت ذيل حماية معطفها الأمومي، من خلال تكرّسهم لقلبها الطاهر.

لكن هذا القتال ليس ليدلّ على سلطة إبليس، إنّما هو فقط “تنازل” منحهُ إيّاه الله حسب مخطّطه، والذي تجاهه قالت مريم “ثالث نعَم”، بعد نعَم التجسّد والفداء.

“لقد حان الوقت لبدء الكشف عن جزء من مخطّطي. قبل كل شيء، من الضروري أن يكون للعدوّ انطباع بأنه قد سيطر على كل شيء، وبأن كل شيء أصبح في قبضة يديه”. لأجل ذلك، “سيُسمَحْ” له أن يدخل إلى داخل كنيستي … ” لدرجة أنّ خصمي سيعتقد في يوم من الأيام، بأنه سيتمكّن من أن يتغنّى بانتصاره الكامل: على العالم، على الكنيسة وعلى النفوس. وعندها فقط، سأتدخل – رهيبةً ومُنتصِرةً – لكي تكون هزيمته أكبر وأقوى، من يقينه المؤكَّد بأنه قد انتصر الى الأبد” (18/10/1975).

إنه جزء من مخطّط الله، ليُهزَم ” العدوّ “، من قِبَل خليقته الصغيرة، خادمة الرب المتواضعة: “مريم“. يجب عليها أن تسحق رأس الحيّة القديمة بعَقِبها الصغير ” 8/9/1976

إنّ عَقِب مريم هذا، هو: نحن… ( أبنائها المكرَّسين لها). “يجب أن تكونوا صغاراً لصُنْع هذا العَقِب المتواضع، الذي سيسعى الشيطان ليعُضَّه، والذي بواسطته ( العَقِب ) أنا سأسحَق له رأسه”. ( 8أيلول 1976).

بالكبرياء سيطر إبليس على الأرض. لذلك، ومن أجل التصدّي له، تقوم مريم العذراء بتجميع بقيّة صغيرة أمينة، تتألّف فقط من الصغار، المتواضعين، الفقراء، والبُسطاء. هذا الجيش من الصغار قد تمَّ تجميعه، وأصبح “مستعدّاً للمعركة “. إنه فقط وبواسطة هؤلاء الصغار، سينتصر قلب مريم الطاهر.

انتصار قلب الطاهر مريم في إيماننا

الإيمان، قد أصبح انتصار مريم، “وما غلب العالم هذه الغلبة هو الإيمان “(يو1 5،4)
“ثمّ، نتيجةً لغضبه من المرأة، ولمعرفته بأن أيامه باتت معدودة، ذهب التنين لمحاربة بقية نسلها الذين يحفظون وصايا الله وعندهم شهادة يسوع المسيح.” (رؤ 12، 17)

ها نحن قد وصلنا إلى ذلك! ففي هذه الأوقات الختاميّة لهذا الزمن، حيث أكثر من أيّ وقتٍ مضى يبقى وقت قليل ممنوح لإبليس، هنالك بقيّة صغيرة تبقى أمينة وفق الآيات التّي قرأناها:

1)- مثل البقيّة من أولاد “المرأة”: البقيّة من أولاد مريم، أي الذين يتبعون يسوع، “باكورة إخوة كثيرين” (رو 8، 29)؛
2)- مثل “الذين يحفظون وصايا الله”؛
3)- مثل “الذين يحفظون وصايا يسوع المسيح” الذي هو الرّوح القدس في داخلنا ، والذي يشهد أنّ يسوع هو الرّب (1كو12، 3؛ يو 15، 26). يعني أولئك الّذين يحفظون الايمان الحقّ.

البقاء في نعمة الله
ما يسعى الشيطان لكي يُخسِّرنا إيّاه هو أن نتوقّف عن ممارسة الوصايا العشر؛ فقد قاد البشرية إلى أن “تلعب لعبته” من خلال مجموعة من قوانين الموت والأنانية والدّنس، التي هي بكليّتها مخالفة لشريعة الله المقدّسة. وانتصاره هو: “النّسبية الأخلاقية” (حيث لم يعد هنالك فرق كبير بين الخير والشر)، والتي تسلّلت بعمق إلى عقول الجميع، مع فقدان عامّ لحسّ الخطيئة، وبالتّالي لسرّ الاعتراف. نفوس كثيرة من الأموات تتهيّأ للهبوط في جهنّم الأبديّة… “إنّهم الكهنة والرّهبان أنفسهم الذين يفقدون حتّى حسّ الخطيئة...” ( 20 تشرين الثاني 1976).

ولكن إبليس يجد صعوبة أكبر مع “أولاد مريم” الذين جمّعتهم “هي” في هذه الأوقات النّهيويّة، ممّا لديه مع البقيّة الأخرى في الأرض الّتي ضلّلها. إنّ أولاد مريم هؤلاء يريدون البقاء في ممارسة الوصايا العشر، والاشتراك في الأسرار السّبعة ، والبقاء في حال نعمة الله.
” لم يكن أبدًا ضروريّ، كما في أيامنا هذه، القيام باعترافات متواترة بالخطايا.” (08 كانون الأول 1983 )

البقاء في الإيمان الحقّ
إنّ ما يسعى اليه إبليس أيضًا هو فقدان الإيمان، لأنّه هو مصدر الحياة (يو 20، 31)، الإيمان الكاثوليكي في الكنيسة “الواحدة المقدسة الجامعة الرّسولية، المتّحدة مع بابا روما.”(17 أيار 1987).

فلنتذكّر مرّةً أخرى نبوءة البابا بولس السّادس، الموجودة في مقدّمة كتابنا الأزرق: “هنالك روح غير كاثوليكية” تغلغلت الى داخل الكنيسة الكاثوليكيّة، حتّى إنّها توصّلت لتكون هي الأقوى؛ ولنتذكّر العبارة الموازية للبابا المستقبلي بندكتوس السّادس عشر: “يتمّ إنشاء ديكتاتوريّة النّسبيّة“، بحيث أنّه لأجل أن يكون لدينا ايمان واضح وفق قانون ايمان الكنيسة، يتمّ نَعْتنا داخل الكنيسة بالأصوليّين” (عظة الدّخول إلى مجمع الكرادلة، 18/04/2005). هذه الدّيكتاتوريّة تريد جَعْل الايمان الكاثوليكي مثل رأيٍ ضمن آراء أخرى، أي شيء نسبيّ وليس بعد شيء مطلق، وليس بعد قبول البشارة التّي صنعها الله عن نفسه، والّتي نقتبلها في الرّوح القدس. بإمكاننا أن نتكلّم عن “سنهدريم خفي” (17/04/1981) الذي يفرض هذه الديكتاتوريّة داخل الكنيسة.

“كثيرون سيواجهون خطر أن يصبحوا ضحايا هذه الفوضى العامّة. وحتى داخل كنيستي يحاول أن ينتشر روح مزيَّف، ليس هو روح يسوع، ابن الله”. ومثل سحابة سامّة غير مرئية سينتشر روح الخلط بين الله والعالم...” (08/ك1/1982)
ولكن مع “أولاد مريم”، يجد إبليس صعوبة أكبر، ممّا مع البقيّة الّتي على الأرض، والّتي ضلّلها بواسطة الإلحاد، عدم التّقوى، الجحود، والمسيح الدّجّال. أولاد مريم هؤلاء، يريدون البقاء في الإيمان الحقّ.

اضطهاد جديد
“…قريباً ستهتزّ الكنيسة نتيجة اضطّهاد رهيب جديد، لم تشهد نظيره حتّى هذا اليوم.” (12/11/1988)
سيحين وقت المواجهة الرّهيبة، مع الكهنة مروّجي الأخطاء والّذين سيقفون ضدّ البابا الأمين، وضدّ كنيستي… (04/01/1975)
” انّها الأزمنة التي فيها سيعارض الكرادلة بعضهم بعضًا، وأساقفة بعضهم بعضًا، وكهنة بعضهم بعضًا…” (06/09/1986)

“وذلك في هدف إنشاء وحدة دينيّة وعالميّة، من أجل الدفاع عن القيَم الإنسانيّة…” (27/10/1986)
سيجلب المسيح الدجال للبشريّة جمعاء حلولًا ظاهرية لكلّ مشاكلها، لقاء ثمن جحود حقيقة يسوع المسيح” (التّعليم المسيحي الكاثوليكي ف675).

سيبدو وكأنّ الكنيسة قد غرقت بسبب الأخطاء التّي ستُقبَل وتنتشر، وهكذا يصل الجحود إلى تمامه (…)
إنّ الرّعاة والقطيع الموكَل لرعايتهم سيُضرَبون؛ سيسمح الرّبّ، ولوقتٍ محدّد، وكأنّه قد ترك الكنيسة (…) ستكون ساعة الشّهداء الّذين وبعددٍ كبير سيسفكون دمهم، وساعة الأحياء الّذين سيحسدون من رأوهم يُضطهَدون ويُقتلون. عندها فقط سيفهمون كل ما فعلته لأجلكم.” (10/02/1978)

وذلك يعني، انّه سيُفهَم بأنّ ما جاء في رؤ 12-13 هو حقًّا مفتاح القراءة لأوقاتنا، وأنّه كان يجب علينا أن نتكرّس لمريم (كما طلبت منّا العذراء في فاطيما)، لكي لا نكون في عداد ضحايا إبليس الّتي لا تُحصى.

هذا الاضطهاد الجديد، سيكون اضطهاد الروح “الغير الكاثوليكي” ضدّ “الروح الكاثوليكي”؛ روح “ديكتاتوريّة النسبية” والّذي يقودها محفل “السّنهدريم الخفيّ”، الّذي استولى على الكنيسة، ضدّ المثابرين في الإيمان الحقّ.

إنّها ساعة الشّهادة (للمسيح)، مثل القدّيس بطرس أمام محفل السّنهدريم (أع 5، 29-32)، إنه استشهاد جديد داخل الكنيسة نفسها، من أجل الحفاظ على روح المسيح الحقيقي ضدّ كنيسة مزيّفة ومسيح مزيّف.

ان المعيار الحاسم لهذا التزييف منصوص عليه في رسالة 31/12/1992 ” الإشارة الرابعة” : يسوع في الإفخارستيا، سرّ الإيمان.

يسوع في الإفخارستيا، سر الإيمان


ايماننا ليس رأيًا يتساوى مع رأيٍ آخر (كالّذي تفرضه الديكتاتوريّة النسبيّة)، إنّما حقيقة مطلقة يشهد لها روح الله بنفسه في قلوبنا. لذلك لا يستطيع قلبنا أن يخضع لهذه الديكتاتوريّة النسبية، ولكن، أن يشهد دائمًا لحقيقة يسوع المسيح المطلقة، خصوصًا في عبادة حضوره الحقيقيّ في الافخارستيّا، حتّى الإستشهاد.

“أنتم مدعوّون لأن تصبحوا أكثر فأكثر الرّسُل والشّهداء الجدُد ليسوع الحاضر في الإفخارستيّا. ( 13/07/1978
اليوم نحن نُحارَب بالكلام (محافظون، أصوليّون، مجمعيّون، متصلّبون، إلخ…)، ومن الممكن غدًا بالأفعال، أي بالاستشهاد (ويجب علينا أن نطلب نعمة أن نفهم متى يلزم أن نصمد في الدّفاع عن الايمان الحقّ، ومتى يتعلّق الأمر فقط في الحساسيّة اللّيتورجيّة).

مع “أولاد مريم”، المرأة الملتحفة بالشمس التي تجمع أولادها في هذه الأزمنة النّهيويّة، سيجد العدوّ الكثير من الصعوبات، حتى ولو انبهرت به كل الخليقة، حتى ولو غزت الكنيسة المزيَّفة الكنيسة الحقيقية. فإن أولاد مريم سيكونون المنتصرين. لكن لا بالمفهوم البشري، أي بالقدرة البشريّة، بل بقدرة يسوع المصلوب: قدرة العدالة والبرّ؛ قدرة الحقيقة؛ قدرة التّطويبات؛ قدرة التّواضع. إنّه انتصار الشهداء.

“كونوا في الفرح”
نعم، بالرغم من فرضيّة أو حتميّة الشّهادة، ” كونوا في الفرح”. هذا هو عنوان رسالة العذراء في 18/10/1975 والتي شاء أن يقرأها ويتأمّل بها الأب ستيفانو غوبي مع إخوته قبل مماته. الأب ستيفانو قال حينها :” إقراؤها جيداً، تجدون كل شيء هنا”. بالنّسبة لنا، فإنّنا نعتبرها وصيّته الخاصّة ضمن وصيّته الرّوحيّة العامّة، الّتي هي “الكتاب الأزرق” بأكمله.

كونوا في الفرح” لأنّ كل هذا يدخل في مخطّط الله الخلاصي، في مخطّط انتصار قلب مريم الطاهر، حتى ولو كنّا لا نزال، ولوقتٍ أصبح قصيرًا جدًّا، في الزّمن المعطى لإبليس، الذي سيعتلن قريبًا بكلّ قوّة ” المسيح الدّجال ” والذي سيجلس على عرش الله” (2تسال 2، 4) داخل كنيسةٍ أصبحت “الكنيسة المزيّفة”.

“لا تفقدوا شجاعتكم” (01/01/1993 ) إنّ أوقات التّطهير والمحنة الكبرى يجب حكمًا أن تسبق انتصار قلب مريم الطّاهر، الذي سيتحقّق في عودة يسوع بالمجد، ممجّدًا بذلك وجوده الحقيقي في الإفخارستيا، و”مُجَدِّداً كل شيء“( رؤ 21،5).

دعونا نحافظ على الفرح والرّجاء غير المتزعزعين بانتصار قلب مريم الطاهر. “اليوم (سبت النّور) أريدكم جميعاً بجانبي، أنا الأم المتألمة، لتكونوا عزائي، ولأعلّمكم كيف تصلّون بثقة، كيف تتألّمون بطواعيّة، كيف تحبّون بقلب نقيّ، كيف تؤمنون بإيمان لا يتزعزع، وكيف ترجون ببطولة، رغم كون الأمور تسير بشكلٍ معاكس.” ( 2 نيسان 1988)
ونحن لا نغيِّر شيئاً من “فعل التكريس لقلب مريم الطاهر” الموجود لدينا، كما يميل البعض للقيام به، بخصوص البابا. فالشخص الوحيد المؤهَّل لتغيير فعل التكريس هو العذراء مريم نفسها. فلا يوجد شيء للتغيير.

“ليكن ردّكم فقط ودومًا: الثقة البطوليّة فيَّ. هذا كل ما أحتاجه منكم يا أبنائي الصغار لأسحق رأس خصمي، حين سيحاول عَضَّ عَقِب قدمي، من خلال نَصْب الفخاخ لكم يا أحبائي” 08/07/1977

“ما الذي تخافّونه؟”
دعونا نلقي الضوء على رسالة 4/12/ 1976: “كنيستي، التي أنا أمّها، تعيش مرّةً أخرى حياة المسيح، وهي مدعوّة اليوم أن تسير من جديد دربه الخاصّ (ك.ت.ك. فقرة677) . فما الذي يجعلكم تخافون إذن؟ العالم! الذي بكرهه ثار بكلّيّته ضدكم؟ أو الشيطان! الذي تمكن من التسلّل إلى الكنيسة وجَنْي ضحاياه بين الكهنة والرّعاة أنفسهم؟ (…) هذا الوقت، يا أبنائي المفضلين، لا يزال بالنسبة للكنيسة هو ساعة إبليس وقدرة الظلمات. فالكنيسة ستكون، هي أيضًا، مذبوحةً كالمسيح على الصّليب، وسوف تُدعى لتموت من أجل خلاص العالم وتجديده. هذه الساعة، بالنسبة لكم، هي ساعة التّطهير، فهي إذًا ساعة الألم بشكل خاص. ربّما هذا هو سبب خوفكم؟ ولكن، ماذا لو كان الله الآب ملك الدهور قد دعاكم واحداً تلو الآخر لهذه الساعة؟ ماذا لو لأجل هذه الساعة أمكم السماوية قد اختارتكم وهيّأتكم منذ فترة طويلة ؟

لا نخافنّ إذن من المعاناة، أيّها الإخوة والأخوات الأعزاء، لأن كل شيء يدخل في مخطّط الله، الذي عهد إلى خادمة الرّب الوضيعة، ومن خلالنا، وفقط إذا كنّا صغارًا، دور الانتصار النّهائي على إبليس.

عيشوا إذا في هدوء الروح ودون خوف، حتى وسط مخاوف وتهديدات زمنكم.”
إني أتَّكِل على صلواتكم، كما تأكّدوا أنتم أيضًا من صلواتي لكم.

أخوكم الصّغير، الأب لوران لاروك.