أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


علا بطرس لمن يفكّر بضرب العهد وغسل اليدين لأن “الدّين” قد سُدّد له؟

التيار الوطني صبر كثيراً لما تعرّض له رئيسه منذ اطلالة الميادين: “عم نفخّ اللبن لأنو كواني”

***

من أحبّ العماد ميشال عون يوماً لم تكن الطبقة السياسية التقليدية أو الخارجة من رحم الحرب الأهلية، ولم تكن السلطة السياسية بعد العام 1990 التي أدخلت منطق المليشيات في إدارة الدولة وعاثت بالفساد في بنيانها وقوّضت الديمقراطية التوافقية بإحداث فراغ رئاسي بمنع وصوله المحقّ وضربت الديمقراطية بتمديد متكرّر لمجلس النواب دون تجديد أو تداول.

من أحبّ العماد ميشال عون كان الناس البسطاء الذين أرهقتهم “خوات” الحواجز الطائفية، فرأوا في بدلته العسكرية المنقذ من الفوضى والتدخلات الخارجية.

من أحبّ العماد ميشال عون كان المواطنون الذين رأوا فيه أملاً بدولة المؤسسات والقانون.

من أحبّ العماد ميشال عون كان الشعب العظيم الذي أحاط به هالة البطولة بعد خروجه في 13 تشرين وأوصله رئيساً بعد نضال سياسي عمره 26 سنة.

من أحب العماد عون كان المثقفون والمنتشرون والفلاحون والعمال والأباء والأطفال وأمهات الشهداء فكانوا له أوفياء لأنّه صاحب التحولات الكبيرة في السياسة اللبنانية وهو لم يُعط له شيء بل هو من سلّف الجميع دون استثناء بوعي وإدراك ورفعة وبرؤية والأهم بحبّ الوطن.

في التاريخ القديم والحديث للبنان، كانت الجماعات تشعر بالخوف من بعضها الآخر. وكانت القوى الخارجية توهم كل جماعة أنّها حاميتها وضمانتها وعندما تختلف مع بعضها على المصالح والنفوذ كان صراعها ينتقل الى المشرق ولبنان البؤرة الصالحة بتحريض الجماعات ضد بعضها. وهكذا كانت تمرّ فترات من الهدوء يتخلّلها فتن وأحداث عنف وحرب أهلية لم ينجُ منها بيت أو عائلة والنتيجة تسوية على قاعدة “لا غالب ولا مغلوب” ولكن بعد تدمير البلد.

وهكذا كانت الطوائف أقوى من الدولة والعصبيات أقوى من الوحدة الوطنية حتى جاء العماد ميشال عون وقلب هذه المفاهيم رأساً على عقب.

دعم “حزب الله” في حرب تموز والأدق أنّه منع “عزل” الطائفة الشيعية ما حصّن الوحدة الوطنية وحقّق الإنتصار على إسرائيل. ولو لم يفعل ذلك لكانت واجهت الطائفة الشيعية مصير الطائفة المسيحية بعد العام 1990 من انكسار عسكري وضعف في النظام السياسي وتهميش… أهكذا يُكافأ الرّجل بضرب عهده وبغسل اليدين بأن الدّين قد سُدّد له مع وصوله الى قصر بعبدا؟

إنّ من يُفكّر هكذا فهو مخطىء لأن إسرائيل تتحيّن الفرصة لإيجاد ثغرة في البيئة الداخلية الداعمة للمقاومة للإنقضاض على إنجازاتها في سوريا. ومن يعتقد أن تفاهم مار مخايل انتهى فليُفكّر للحظة بالبيئة الحاضنة للمقاومة مسيحياً فهل تريدونها أن تكون في موقف المتفرّج على فظاعات إسرائيل وارتكاباتها؟

إن من يعتقد أن لديه فائضاً من القوة ترجمها عملياً بالعنف في الشارع وترهيب المواطنين يكون خنجراً في بناء الدولة القوية. وإن محاربة إسرائيل لن تكون بمنع “فيلم” الذي سينتشر آجلاً على وسائل التواصل ويُشاهد بل بمحاربة الفساد والإستثمارات في التربية والتعليم والتنمية والنمو، والعبرة في ذلك أمثولة الدول العربية التي أعلت قانون الطوارىء وحرمت شعوبها من النهضة التي وعدتها بها فكانت الثورة والتدمير وبقيت إسرائيل آمنة في نعيم.

فهل تتذكّرون عبارة نتنياهو يوم قال للعرب بأن “الأمن مقابل السلامبدلالأرض مقابل السلام” وها هو يسقط الإستقرار العربي وفلسطين معها وأنتم تفكرون بحصص طائفية وكأنكم في ترف السلام مع إسرائيل!

إن التيار الوطني قد صبر كثيراً لما تعرّض له رئيسه الوزير جبران باسيل من خلال الهجوم الإلكتروني والإعلامي عليه منذ اطلالته مع قناة “الميادين” والحبل الجرار عليه، وإن الكلمة التي أفاضت “الكأس” تُشبه القصة التي تقول” ليه عم بتنفخّ اللبن لأنو كواني هو وحليب”

ونحن هنا نذكّركم بما أننا لم نكن يوماً جزءاً منكم وإنّ “الحجر الذي رذله البناؤون أصبح حجر الزاوية”!

المصدر: tayyar.org