أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


رندلى جبور عن أمثولة بيع “جزر القمر” جنسيتها: نصرخ دائماً “لا للتجنيس وقطعاً لا للتوطين” (Audio)

260 مليون $ لم تتشفع بالجزر.. المشاكل تفاقمت

***

الإعلامية رندلى جبور عن بيع دولة “جزر القمر” جنسيتها: (21 كانون2 – 2018)

منذ العام 2008، طرحت دولة جزر القمر الواقعة في المحيط الهندي على بعد 320 كلم من الساحل الشرقي لأفريقيا، والمنضوية في جامعة الدول العربية.

طرحت شعار الجنسية مقابل المال، وترجمت شعارها بقانونٍ رسمي أخد إسم، “الجنسية الاقتصادية” ومنّت جزر القمر الفقيرة نفسها باللبن والعسل والطاقة والطرقات، والبنى التحتية والإزدهار من جراء المال الذي ستجنيه من بيع الجنسية، وسوق الجنسية القمرية كان يستهدف خصوصاً عديمي الجنسية الذين يعيشون في دول الخليج، وأصحاب الأموال الكبيرة التي يُمكن أن يستثمروا في جزر تُشبه بجمالها جزر “سيشال” ولكنها ما زالت بكراً ويعاني نصف سكانها البالغ عددهم حوالي 800 الف نسمة من الفقر.

وبعد أقل عقد من الزمن “طلعت الصرخة”، فالمال لم ينتشل جزر القمر من وضعها المتردّي، والجنسيات ذهبت الى حيث لا يُريد المسؤولون، فقد أعلن وزير خارجية جزر القمر انّ هناك انتهاكات أدّت الى قيام بعض الإيرانيين بشراء جوازات سفر بلاده، وهو ما أثار توترات مع الحلفاء الخليجيين، وأن غالبية الذين حصلوا على جوازات سفر هم من أصل إيراني أو يعملون لحساب إيران، بالإضافة الى تدخّر بعض الأموال الذي لا نستطيع أين ذهبت، وفق المُحققين، كما أنّ مبلغ 260 مليون $ الذي تقاضته الدولة من بيع جنسيتها لحوالي 52 الف أجنبي ، ولو يساوي 40% من الناتج المحلي للبلاد، الاّ أنّه لم ينقلها الى بلد متطوّر، كما كان يحلم البعض ، وأي مشاريع لم ترى النور.

ونشرت رويترز تقريراً أشارت فيه الى أنّ بعض الأشخاص الذين إشتروا جنسية “جزر القمر” انتهكوا العقوبات المفروضة على ايران، وأعلن وزير داخلية جزر القمر ، محمد داوود، أنّ السلطات أوقفت بيع الجوازات الجديدة، وتجديد القديمة التي حصل عليها الأجانب، لحين إنتهاء إستجواب البرلمان والتحقيقات في بيعها لأشخاص خارج الاتفاق الرسمي.

حزر القمر في ورطة.. بيع جنسيتها جعلها تخسر سيادتها ووضعها في دائرة من المخاوف السياسية والإستراتيجية، ولم ينفعها إقتصادياً ومالياً.. وهذا التقرير ليس الاّ إشارة إضافية الى أنّ بيع الجنسية يعني بيع الوطن، والسيادة، والأمان، وأنّ كل أموال الدنيا لا تساوي الحفاظ على الوطن، وعلى مواطنيه الحقيقيين فقط لا غير..

الجنسية ليست سلعة تُباع وتُشترى، بل هي إنتماء حقيقي، ولذلك نصرخ دائماً : “لا للتجنيس وقطعاً لا للتوطين”.

@رصد Agoraleaks.com