أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


أول تعليق لروحاني على الاحتجاجات: نرحب بالانتقاد لكن يجب أن يجري في إطار القانون

أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني، في أول تعليق له على الاحتجاجات التي تعمّ إيران منذ 4 أيام، أن الشعب الإيراني لديه الحق في التظاهر والانتقاد دون الخروج عن الإطار القانوني.

نرحب بالانتقاد لكن هناك فرق كبير بين الاحتجاج وتدمير الممتلكات العامة

وقال روحاني، في كلمة ألقاها اليوم الأحد، خلال جلسة لمجلس الوزراء، على خلفية استمرار التظاهرات في البلاد، إن الحكومة الإيرانية ترحب بالانتقادات الموجهة إليها، مشددا على أن أجهزة سلطات الدولة عليها السماح للإيرانيين بالمظاهرات والتجمعات للتعبير عن مطالبهم، وهذا من حقهم.

وأوضح روحاني: “ينبغي أن يكون واضحا للجميع أن شعبنا حر ومن حقه وفقا للدستور وحقوق المواطنة، الانتقاد بل وحتى الاحتجاج، ولكن ينبغي علينا في نفس الوقت أن نعلم أن طريقة الانتقاد والاحتجاج يجب أن تقود في النهاية إلى تحسين أوضاع البلاد ومعيشة الشعب”.

وأكد روحاني أن تسوية بعض القضايا لم تكن بالأمر الهين وتحتاج إلى وقت، مشددا على أن كلا من الحكومة والشعب عليهما أن يضعا يدهما بيد الآخر لتجاوز هذه المشاكل.

وأضاف روحاني: “نؤمن بأن الحكومة والبلاد هما ملك للشعب وعلى الشعب أن يبين ما يريد على أحسن وجه”.

وأكد روحاني مع ذلك أن الانتقاد يختلف بشكل كامل عن العنف وتدمير الممتلكات العامة، وقال: “نحن في نفس الوقت نرحب بالانتقاد وعلى الأجهزة المسؤولة في البلاد تمهيد الأرضية للانتقاد والاحتجاج القانوني للشعب بل وحتى السماح بالتظاهرات والتجمعات القانونية فهذا حق الشعب ولكن لا ينبغي في نفس الوقت أن نسمح للأجواء بأن تثير القلق لدى محبي الثورة والشعب خوفا على حياتهم وأمنهم”.

الرد على ترامب

وهاجم روحاني، في كلمته، من وصفهم بـ”أعداء الثورة الإيرانية”، في إشارة إلى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قائلا: “هذا السيد الذي يريد اليوم في أمريكا التعاطف مع شعبنا نسي أنه وصف الشعب الإيراني بالإرهابي… فهذا الشخص الذي يكن العداء لإيران من رأسه إلى أخمص قدمه لا يحق له أن يشفق على الشعب الإيراني”.

واعتبر الرئيس الإيراني أن ترامب “بادر منذ اليوم الأول من تسلمه الرئاسة باتخاذ إجراءات ضد الشعب الإيراني ووضع عراقيل أمام تردد الرعايا الإيرانيين إلى الولايات المتحدة، ويخلق مشاكل في منح تأشيرات الدخول والقضايا المالية والمصرفية للشعب الإيراني”، مؤكدا أنه “يعمل يوميا وباستمرار ضد الشعب الإيراني ولا يمكنه أن يكون حريصا عليه”.

بعض الدول العربية ترقص فرحا

كما أشار روحاني إلى أن “بعض الدول العربية في المنطقة والتي لم تكن لها علاقة جيدة مع الشعب الإيراني أخذت ترقص فرحا هذه الأيام”، معتبرا أن “دولة أو دولتين عربيين في المنطقة عملتا طيلة السنوات الماضية ضد الشعب الإيراني.. ولا يمكن أن تكونا حريصتين على الشعب الإيراني”.

وأضاف في هذا السياق: “علينا أن ندرك هل هذا الأسلوب من الاحتجاج يخدم الشعب الإيراني، أم يخدم الآخرين”.

وتابع روحاني: “من الضروري ألا نسمح للأعداء باستغلال الظروف التي تعيشها البلاد”.

الشعب يريد اجتثاث الفساد ويجب حل المشاكل سوية

وفي تطرقه إلى مطالب الاحتجاجات، أشار روحاني إلى أن “الشعب الإيراني يريد الشفافية واجتثاث الفساد إلى جانب حل المشاكل الاقتصادية”، مشددا على أن “المسؤولين الحكوميين عليهم أن يعرضوا المشاكل على الشعب من دون توقف”.

وأشار إلى أن الشعب الإيراني يقرر دوما حسب مصالحه القومية، معتبرا أن الحكومة والشعب سوف يحلان المشاكل سوية.

وأوضح روحاني أن الإيرانيين يطالبون “بمحاربة الفساد بشكل أكثر جدية”، لافتا إلى أنه يجب على التلفزيون في البلاد أن “يستمع إلى صوت جميع أفراد الشعب ولجميع التيارات”.

واعتبر روحاني أن جميع المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية تشير إلى أن أوضاع البلاد، من بينها الشؤون الصحية والاستقرار الاقتصادي وظروف القرى، أفضل مما كانت عليه قبل 4 سنوات.

وقال: “نتمتع اليوم بظروف أفضل من حيث العقوبات وتأثيرها في الأمن والاستقرار الإقليمي مقارنة بالسابق”.

واعترف روحاني مع ذلك بأن الشعب الإيراني يعاني من مشاكل اقتصادية ينبغي أن تحل، داعيا إلى “الهدوء والوحدة الوطنية” و”بذل الجهود إلى جانب الحكومة لحل المشاكل التي تعاني منها البلاد”.

وأشار روحاني إلى أن “جذور بعض المشاكل الاقتصادية تعود إلى الأعوام الماضية وبعضها الوقت الراهن”.

وقال الرئيس الإيراني “ليس دقيقا القول إن احتجاجات الشعب موجهة ضد الحكومة مثلما يروجه التلفزيون… من الضروري ألا يؤدي الاحتجاج إلى الإخلال بالعمل والاستثمار في البلاد لأن ذلك يفرح الأعداء”.