أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


إستدعوا العذراء مريم “سيّدة الأحزان” لطرد الشرّ ومواجهته والتغلّب عليه…

– صلاة الى مريم العذراء أمّ الحكمة الإلهية (Nasra Rohana)

***

الأب تشاد ريبرغر، كاهن مقسّم مؤلّف كتاب صلوات خاصة ضد الشر للتحرير من المس الشيطاني للأفراد والعائلات. في كتابه يشرح الأب ريبرغر كيف أن أفراد العائلة يتمتّعون بسلطان على الشياطين التي تطارد أحباءهم، وكيف تُنير مريم العالم الروحي من حولنا – وتكشف الشر الذي قد يُعثرنا.

يقول الأب ريبرغر: “من تجربتي، يعترف معظم المقسّمين بأن هناك قدرة على أمر الشياطين بالمغادرة فيما يتعلق بأفراد العائلة (الوالدين والأولاد)”. “يبدو أنه نظراً لطبيعة واجبات الوصية الرابعة (اكرم أباك وأمك)، أن الأبناء، عندما يتلون صلاة تحرير أو أي صلاة أخرى من هذا النوع من أجل والديهم، تعطي مفعول جيد ومؤثّر.”

“قد ينبع هذا من حقيقة أن لديهم واجب رعايتهم والاهتمام بحاجاتهم نتيجة للقانون الطبيعي. لهذا السبب، لاحظ المقسّمون الفائدة عندما يجرى ترديد الصلوات من اجل أفراد العائلة.

صلوات من أجل الحماية الشخصية، والعائلة، والصحة والمنزل، صلوات للتحرّر من شياطين الجنس، اللعنات، رباط الشعوذة… كلها تشكّل محيط حماية ضد قائمة كبيرة من الأضرار المحتملة.

عندما لا يكون للمرء سلطة على الأرواح المؤذية، يؤكد الأب ريبرغر، بدلاً من التقسيم المباشر، يمكن للمرء أن يستخدم صلوات نابعة من القلب مثل: “ربي يسوع، أومن أنك حاضر ولا تتركني في آلامي. أطلب منك أن تُقيّد روح… (هنا تسمّي نوع معين من روح الشر، مثل روح الكسل ، روح الكبرياء، روح الشراهة… )”.

“لكن هناك قوة تحرير خاصة وذات قدرة عظيمة في استدعاء السيدة العذراء بلقبها “سيّدة الأحزان” . من خلالها نحصل على سلطان حقيقي للتحرّر من الأرواح النجسة. وذلك لسببين:

السبب الأول –

“عندما أخذ القديس يوسف ومريم العذراء الطفل يسوع ليقدّماه الى الله في الهيكل قال سمعان الشيخ للعذراء القديسة : «وَأَنْتِ أَيْضًا يَجُوزُ فِي نَفْسِكِ سَيْفٌ، لِتُعْلَنَ أَفْكَارٌ مِنْ قُلُوبٍ كَثِيرَةٍ».(لو 2: 35). سيّدتنا العذراء بخضوعها وتحمّلها الآلام التي قاستها مع ابنها الرب يسوع يوم الجمعة العظيمة، نالت استحقاق الاتّحاد مع الله بشكل لم يحصل عليه مخلوق آخر.

“ونتيجة لذلك، يكشف لها عن أمور لا يكشفها للآخرين. فالرب يسمح لنا بالتشفّع بها حتى تكشف لنا عن الأشياء الخفية المتعلقة بالحياة الروحية. بعبارة أخرى: مريم تستطيع أن توجّهنا الى ما نحتاج للصلاة من أجله. ففي الحرب الروحية، الدقة هي أهم شيء”.

هذا هو السبب في أن العديد من الطوائف المسيحية تُعلّم منذ زمن طويل تسمية أرواح معينة – أي منحهم كنية او لقب. روح الكسل. روح الغرور. روح الخبث والرياء. كلما كان السلاح محدّداً أكثر، كلما ازدادت فعاليته.

إذا كنا نصلي إلى سيدة الأحزان، فسوف تكشف لنا العذراء عن طبيعة الشيطان الذي نتعامل معه – سواء في حياتنا الخاصة أو في حياة أحد أفراد عائلتنا.

والسبب الثاني في استدعاء العذراء “سيّدة الأحزان” هو وعدها لنا

في ظهوراتها للقديسة بريجيت طلبت منها نشر التعبّد لأحزان قلبها السبعة وفي الوعد الخامس قالت العذراء الطوباوية: سوف أدافع عنهم في معاركهم الروحية ضدّ العدو الجهنّمي، وسأحميهم في كل لحظة من حياتهم.

التعبّد لمريم العذراء “سيدة الأحزان” هو خير وقاية ضد هجمات الشياطين لأنها هي التي ستحارب عنا، ولها أعطي النصر والغلبة على الشيطان وأبالسته.

***

أحزان العذراء مريم ال7 في الكتاب الـمقدس:

1- نبؤة سمعان الشيخ (لوقا33:2-35)،
2- الهروب لأرض مصر (متى13:2-21)،
3- فقد يسوع لـمدة ثلاثة ايام فـى الهيكل (لوقا41:2-50)
4- الطريق الى جبل الجلجثـة (يوحنا17:19)،
5- الصلب وموت يسوع (يوحنا18:19-30)،
6- إنزال يسوع من على الصليب (يوحنا39:19-40)،
7- وضع يسوع فى القبـر (يوحنا40:19-42).

أحزان مريم هي جزء من التعبّد لقلبها الطاهر والذي أمر به المسيح وأعلنت عنه العذراء للرائية لوسيا في فاطيما: ”ان يسوع يرغب في ان تؤسسي في العالم إكراماً خاصاً لقلبي الطاهر”.

وللقديسة فيرونيكا من بيناسكو قال: “اعلمي يا ابنتي أنه مقبول لديّ جداً ذرف الدموع من عبيدي حين تأمّلهم بآلامي، ولكني لأجل حبي لوالدتي حباً لا حد له، فأكثر قبولاً لديَّ هو التأمل في أحزانها وأوجاعها التي احتملتها حين موتي، من التذكر بآلامي أنا عينها”.

كما اعلنت القديسة مريم في احدى ظهوراتها للقديسة بريجيتا قائلة انه يوجد عدد قليل جداً من المؤمنين الذين يعزّونها في احزانها و”ان القسم الأكبر من العالم يحيا في تجاهل ونسيان تلك الأحزان”،”وأنا أنظر حول من هم في الأرض لأرى ولو بالمصادفة من يقدم التعزية لي ويتأمل فى أحزاني، فلم أجد إلاّ القليل. لذلك يا إبنتي  حيث انني قد نُسيت من الكثيرين، فعلى الأقل لا تنسيني أنتِ وتذّكري ألامي وأحزاني وضعيها أمامِك بقدر الإمكان”.

ولأجل هذا الغرض أيضاً ظهرت القديسة مريم في عام 1239 لمؤسسوا رهبنة ”خدّام مريم” وطلبت منهم إنشاء رهبنة خاصة لمشاركة العذراء فى أحزانها.

والقديسون عن ضرورة التعبّد لأحزان مريم وآلامها:

– القديس انطونينوس قال: ”ان القديسة مريم قد عانت بالتضحية بحياة إبنها – الحياة التى احبتها اكثر من نفسها – وانها ليس فقط عانت في نفسها من الألام التي قاساها ابنها فى جسده ولكن الأكثر ان تنظر وليدها فى ألامه مما احزن قلبها وجعلها تشعر انها تعاني من نفس الألام”.

– القديس الفونس دي ليجوري: ”لو لم نستطيع ان نرّد دات الحب الذي أحبّته القديسة مريم العذراء لنا، فعلى الأقل فلنتوقف قليلاً ولو للحظات، لنتأمل فى عِظم معاناة مريم والتي اصبح يُطلق عليها سلطانة الشهداء لأن معاناتها قد فاقت ما عاناه جميع هؤلاء الشهداء”.

– القديس برنارد :”ان أوجاع يسوع بدأت منذ مولده وهكذا ايضاً مريم التي عانت مثل ابنها طوال حياتها”.

– القديس برناردين من سيينا: ”إن حزن مريم لعظيم حتى انه لو تم تقسيمه على كل البشر لسبّب لهم الموت على الفور”.

– القديس البرت الكبير: ”بما اننا مُلزمون كثيرا نحو يسوع لألامه بسبب حبه لنا، فنحن ايضا مُلزمون نحو مريم فى إستشهادها لأنها عانت عند موت إبنها”.

يا أم المصلوب ارحمينا – وفي آلامكِ أشـركينا

بجراح يسوع  أخفينا – ومن دمه الزكي اسقينا

في نار حبّه اضرمينا – وفي مجد السماء متـِّعينا

صلي لأجلنا أيتها البتول الكلية الأوجاع

لِكي نستحق مواعيد المسيح. آمين

وعود الرب يسوع

يجب ألّا نجهل عظمة النعم والمواهب التي وعد بها الرب يسوع لكل من يتأمل بتواتر في أوجاع والدته البتول القديسة. وعد الرب يسوع بأنه يهب المتعبّدين لأحزان أمه وآلام قلبها، أربع نِعَم خاصة:

 1- من يستغيث بهذه الأم الإلهية باستحقاقات أوجاعها، يكتسب قبل موته نعمة أن يصنع التوبة الحقيقية على جميع خطاياه.

2- يحفظ الله هؤلاء المتعبّدين حين شدائدهم وتجاربهم التي تلمّ بهم لا سيما في ساعة الموت.

3- يطبع في قلوبهم تذكرة لأمه، فتعدّ لهم المكافأة الغنية في السماء.

4- يضع هؤلاء المتعبّدين في يد مريم عينها لكي تتصرف هي بهم حسبما تشاء وتريد، وأن تستمد لهم كل النِعَم التي ترغبها لهم.

وعود العذراء مريم القديسة للمتعبّدين لأحزانها الذين يتلون بتواتر مسبحة الأحزان:

طوبى للذين يتلون يومياً فرض وطلبة أحزاني، ويذرفون الدموع السخية على آلامي القاسية، وأوجاعي الموجعة. فأستمد لهم حياة بارّة، وميتة صالحة، وعند ساعة موتهم احتضنهم بين ذراعي.

1- سأمنحهم السلام في عائلاتهم.

2- سوف ينيرهم الله حول الأسرار الإلهية.

3- سأعزّيهم في آلامهم وأرافقهم في أعمالهم.

4- سوف أعطيهم بقدر ما يطلبون طالما أنها لا تتعارض مع إرادة ابني الإلهي المعبود وتقديس نفوسهم.

5- سوف أدافع عنهم في معاركهم الروحية ضدّ العدو الجهنّمي، وسأحميهم في كل لحظة من حياتهم.

6- سأساعدهم بشكل مرئي في لحظة وفاتهم، سيشاهدون وجه أمهم.

7- لقد حصلت من ابني الإلهي، أن أولئك الذين ينشرون هذا التعبّد لدموعي وأحزاني، وسوف يصعدون مباشرة من هذه الحياة الدنيوية إلى السعادة الأبدية بحيث أن كل ذنوبهم ستُغفر، وابني وأنا سوف نكون عزاءهم وسعادتهم الأبدية.

تكريم آلام مريم العذراء وخاصة عند الصليب يرجع الى القرن الرابع، فالقديس افرام السرياني (373م) كتب “مراثي مريم” والذي لخّص فيها ما عانته من آلام، وكذلك القديس رومانوس (500م)، والقديس أمبروز والقديس أنسلم والقديس برنارد والذين تأملوا فى ألام الصليب وعلاقة مريم بتلك الآلام.

بدأ في الإحتفال بعيد “سيدة الأحزان” من بداية القرن الثاني عشر ثـم بدأ في الإنتشار بين مكرمي العذراء في كل العالم وتمت إضافته إلى قائمة الأعياد المريمية بمعرفة البابا بنديكتوس الثامن في عام 1482 وأعلن إمتداد هذا العيد البابا بيوس السابع في عام 1814 لكل الكنيسة في العالم أجمع.

المصدر: الحركة المريمية في الأراضي المقدسة
لقراءة الخبر من المصدر 1 (إضغط هنا)
لقراءة الخبر من المصدر 2 (إضغط هنا)