أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


سقف التيار الوطني الحر المرتفع ونبرته العالية في شأن قضية القدس مصلحة وطنية

– القدس ليست رمزاً للنضال الفلسطيني فقط ولا للمسلمين وحدهم، وإنما هي رمزٌ للمسيحيين وفي طليعة مقدّساتهم، كما هي قضية عربية…

نتفهم بعض ردات الفعل على بعض التصرفات المسيئة لا بل المضرة بالقضية الفلسطينية كما حصل في تظاهرة عوكر امام السفارة الأميركية، وبات واضحا ان ليس الفلسطينيين هم الجهة التي خططت لهذه الأعمال المشينة بحق الممتلكات العامة والخاصة وأضرت بسكان المنطقة المحيطة، بل تم توجيههم للتخريب كما ظهر، فالمخطط والموجه كان بعض الأحزاب اليسارية الداعية للتظاهرة (وكانت الشعارات المكتوبة على الحيطان واضحة وتدل الى صاحبها)، ولكن ما لا نفهمه أن يضيع البعض البوصلة التي حددها لبنان الرسمي بوزير خارجيته جبران باسيل في قمة وزراء الخارجية العرب في القاهرة، وجاء خطابه مشرفاً لكل مشرقي وعربي، وبدل إدانة ما حصل من شغب في التظاهرة، حولوا القضية الى تناحر حزبي لا بل طائفي مقيت، يستحضر في كل محطة مهمة يمر بها لبنان، في حين لا علاقة للطائفية بما حصل في عوكر لا من قريب ولا من بعيد.

مظاهرة السفارة في عوكر

وفي مطلق الأحوال الصورة واضحة أمامنا، ولن يلهينا الهجوم على التيار الوطني الحر بسبب السقف العالي لخطابه في ما خص القضية الفلسطينية ولن تحبطنا االانتقادات المساقة ضدنا بسبب النبرة العالية لوزير الخارجية جبران باسيل في شأن قضية القدس، لأن الرسالة من هذا الخطاب والنبرة العالية، الى مَن فاته واختلطت عليه الأمور، “أنّ القدسَ ليست رمزاً للنضال الفلسطيني فقط ولا للمسلمين وحدهم، وإنما هي رمزٌ للمسيحيين وفي طليعة مقدّساتهم، كما هي قضية عربية، وعلى العالم المسيحي التدخّل لإنقاذ مقدّساته في القدس، كما على العرب الذين أهملوا القضية الفلسطينية الى حدود النسيان أن يعودوا الى المسار الصحيح ويدافعوا عن القدس”، في حين ان لبنان هو المتضرر الأكبر من إنهاء القضية الفلسطينية، لأنها ستأتي على حساب ديموغرافيته وأمنه كما جاءت في عامي 1948 و1976 على حسابه حين هجر العدو الاسرائيلي القسم الأكبر من سكان أرض فلسطين الأصليين وهم الفلسطينيون إلى أرضنا فباتوا لاجئين عندنا الى ما شاء الله، وخطر توطينهم في لبنان يزداد اليوم مع قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل…

إذا هذا هو موقع لبنان الطبيعي بالدفاع بشراسة عن القضية الفلسطينية والتصدي لمحاولات تهويد القدس، لأنه الوطن الذي دفع الثمن الأكبر بسبب القضية الفلسطينية وهو سيكون المتضرر الأكبر لا بل الخطر عليه سيكون وجوديا في حال نجحت إسرائيل بتصفية القضية الفلسطينية.

“نسيم بو سمرا”

مظاهرة عوكر