أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


ميشال عون.. قِمَّة الفخامة المسيحية، في القِمَّة الإسلامية!

– عون… بولس الشرق المعاصر ( أمين أبوراشد )

***

عشية إضاءته شجرة الميلاد في القصر الجمهوري، نبض قلبه قداسة القُدس، وأدلى بكلماتٍ صلوات، عن كنيسة المهد وكنيسة القيامة، وتوَّج قدسية فكره بكلماتٍ عن المسجد الأقصى، هو فخامة الرئيس المسيحي ميشال عون، الذي تلقى في اليوم نفسه دعوة رسمية من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمشاركة في القِمَّة الإسلامية الأربعاء المُقبِل.

وقبل يومٍ واحدٍ من إضاءة فخامته شجرة قصر بعبدا، وتوجيه كلماته العاطفية الصادقة في تعاطفه مع القدس، كانت إطلالة لشريكه في القِيَم الإنسانية والوطنية النبيلة سماحة السيد حسن نصرالله، الذي اعتدنا على سموِّ أدبيات خطابه، إطلالة خصَّصها للقُدس، والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة، وكأننا بالإطلالتين، حلَّقنا مع الرجُلين الكبيرين على أجنحة النعمة الإلهية التي مُنَّ الله بها على لبنان، في سابقةٍ لم يعرفها تاريخه من تناغمٍ وطني إستحضر قداسة الأديان وكل حوارات الحضارات والقِيم والأخلاق السماوية!

وفي سابقةٍ لم يعرفها تاريخ لبنان أيضاً، يذهب الرئيس المسيحي الى القِمَّة الإسلامية، حاملاً زاداً لبنانياً شعبياً من الإيمان اللبناني الجامع حوله، وثقافةً تُعانق الآخر وتدعوه لأن يحجز للبنان مقعداً بل عرشاً في أي لقاءٍ إقليميٍّ أو دوليّ لحوار الأديان والحضارات، وإنجازاتٍ معجزات من وطن المقاومة التي حقَّقت ما عجِز العرب والمسلمون عنه.

وعندما نتحدَّث عن الثقافة الوطنية اللبنانية والإنسانية لفخامة ميشال عون، كرئيسٍ مسيحيٍّ مشاركٍ في القِمَّة الإسلامية، فنحن بكل ثقة، من حقنا أن نُطلق عليه لقب “بولس الشرق المعاصر“، هو الذي حجَّ الى براد والى معلولا، وهو الذي نبضت إيماناُ به قلوب مسيحيي المشرق في زمنِ الجلجلة الطويلة التي أحدثها “ربيع العرب”، ودفع المسيحيون كما سواهم أثمان هذا الإنتحار، وما ترك ميشال عون قبل الرئاسة وخلالها منبراً دُعِي إليه، سواء كان عربياً أو دولياً، إلا وكان رائداً في لبنانيته وعروبته ومسيحيته المشرقية، صِفاتٌ اختطفتنا الى زمن رُهبان المغاور، وبدايات تباشير النهضة التي كان المسيحيون اللبنانيون روَّادها، منذ المطبعة العربية الأولى ومروراً بعصر جبران ونعيمة وكل جهابذة الفكر المسيحي المشرقي، الذي حمل العروبة مشعلاً حضارياً قبل أن يقرر بعض العرب الإرتحال الى عصر أبي جهل وثقافة البداوة ورؤوسهم كما النعام في رمال الذلّ!

أيها المسلمون المُشاركون في القِمَّة الإسلامية:
إجعلوا في صدر القاعة الإسلامية عرشاً للمسيحي ميشال عون، لأنه حفيد من كتبوا أمجاد النهضة المشرقية، ولأنه رغم الجلاجل المسيحية، قرر أن يسلك درب الحق كتفاً الى كتف مع المقاومة الشريفة في تحرير الأرض اللبنانية المحتلة، من رَجَس المُحتلّ الإسرائيلي ومن نجاسة الشيطان التكفيري، وأنه مهما صدحت في تلك القاعة خطابات الإدانة والإستنكار تضامناً مع القدس، كما اعتدنا في القِمَم العربية والإسلامية، فإن الوطن اللبناني العظيم الذي رئيسه ميشال عون قد حقَّق بجيشه ومقاومته ما عجِزت عنه أمَّة العرب والأمَّة الإسلامية مجتمعة وما تعجز عنه كل الأمم… وهنيئاً لكم في صدر قاعتكم، أن يتواجد ميشال عون حامل كل القِيَم الإنسانية والدينية والوطنية، لوطنٍ يجمع الأديان والطوائف والمذاهب، ويرفع القُدس على مذبح التقديس على وقع أجراس كنائسه وترانيم الآذان…