أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


إنتفاضتي الأولى ضدّ الظلم.. وبكل صف فسيّد (إيلي أسود)

الحياة وقفة عزّ أكانت باتجاه الكرامة، او الى جحيم الذل…

***

عندما كنا صغارا” في داخلية اليسوعية ، كان في كل صف فسّيد ( الشدة فوق السين ) او اكثر ، شغلتهم نقل الاخبار الى الادارة اليسوعية ، المعروفة بشدتها تجاه كل رأي حر …

انتفاضتي الاولى كانت ضد الظلم ، ولم اكن بعد قد تجاوزت العشر سنوات ، فاشتريت من مدخراتي ” كلل ” ووزعتهم على الطلاب ، واقنعتهم بان يخربوا الارض عند فرصة الساعة العاشرة ، وهكذا كان ، فقلبوا الطاولات ونزلوا الى الملعب ، وهنا توقفت الانتفاضة ، وبدأت الادارة التدقيق عن الرأس المدبر ، فكان لهم ما ارادوا ، فاصطحبوني الى كرسي الاعتراف للاقرار عن جرمي ، مع الف سطر كل حرف بلون ، وماية مرة ابانا والسلام … ومنعت من قراءة الكتب الترفيهية الى حين اتمامي القصاص ..

وعليه ،
في نهاية العام اتصلوا بوالدي الذي حضر ، وطلبوني الى غرفة المدير اليسوعي ، وقالوا لوالدي : ” ايلي حاز على معدل ٢٠/١٦ ولكننا لا نستطيع تحمل بقائه ، فهو قادر على ادارة مجموعات ، meneur de gens “… ( التعبير الذي استعملوه ) ..

حمل والدي الحقائب ووضعهم في صندوق السيارة ، واثناء قيادته ، كان ينظر الي بين الفينة والاخرى ، دون ان يتفوه بكلمة ، الى حين وصولنا الى البيت ، فسألني : ” اخبرني ماذا حدث ” ، فرويت له الحادثة واسبابها ، بدءا” من الطعام السيء ، الى الحمامات الوسخة ، الى القساوة .. الخ ..

التفت باتجاهي وقال لي : بلاهم هال …. !!
عندها ارتحت ، وكنت منتظرا” الاسوأ …
من حينها ، الظلم والرياء والنميمة دفعوني للمشاركة في انتفاضات اخرى ،

واليوم ، اقف متفرجا” على بلد سياسة بعض القادة فيه تتسم بالكذب والتملق والتبعية وبوس الايادي ، فيما هم يفلتون ابواقهم للكلام عن تضحياتهم ووطنيتهم وتعبهم وتعلقهم بالسيادة ..

الدنيا يا سادة .. وقفة عز ..
لن يذكر التاريخ سوى ذلك ..
فمن شب على شيء … شاب عليه ..
أكان باتجاه الكرامة … او الى جحيم الذل …