أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة

1

عن البلد الصغير صاحب الكرامة التي هي بحجم ” العالم كلو”

العميد شارل ابي نادر-
عندما تسمع عبارة من رئيس جمهورية بلدك في بلد اجنبي يقول فيها : ” لا يوجد دولة أكبر من لبنان او اصغر منه ، وصحيح أن عددنا قليل ولكن كرامتنا كبيرة وهي بحجم انتشارنا في العالم ” ، ثم تقارنها مع عبارة اخرى كان قد قالها ” نفس الرجل ” ، العماد عون ، رئيس الحكومة الانتقالية عام 1989 و فيها : ” لبنان اكبر من ان يُبلع واصغر من ان يُقسّم ” ، تستطيع ، ومهما كان موقفك السياسي ، مؤيدا او معارضا ، ان تفهم الحد الادنى من عناصر ومقومات الكرامة التي نتكلم عنها .

واذا كنت من اصحاب العقول الجامدة والقلوب الجاحدة ، وصَعُبَ عليك ان تستوعب ماذا تعني الكرامة كما قصدها فخامة الرئيس بالامس في روما ، او كما كان قد قصدها منذ اكثر من 28 عاما في بعبدا ، فحرّك ذاكرتك قليلا ، و ستجدها حتما في عبارة اخرى كان قد قالها الرجل ، ومنذ زمن بعيد ايضا : ” يستطيع العالم ان يسحقني ولن يستطيع ان ياخذ توقيعي ” .

واذا بقيت مُصرّاً على عدم فهم معنى الكرامة ( فقط لانك لا تريد ان تفهم ) ، فاسال او عُد بارشيف الصحف والاعلام الى تلك الفترة من ايام الحكومة الانتقالية ، وحاول ان تكتشف معنى الكرامة ، عندما وقف رئيس تلك الحكومة يومها بوجه الولايات المتحدة الاميركية وقراراتها ، وعندما طرد يومها سفير تلك الدولة العظمى من قصر بعبدا ورفض استقباله .

واذا كنت محدودا لهذه الدرجة التي لم تكتشف فيها معنى الكرامة كما يقصدها الرجل ، وكانت ذاكرتك ضعيفة ولم تساعدك على العودة الى الوراء لتلك المرحلة ، ولم تجد بقربك من يذكرك بتلك المرحلة ، اذ انكم ” كفريق حقود ” فقدتم الذاكرة جميعا ، او ربما تجمعكم المحدودية في التركيز والمقارنة ، فعد بالذاكرة قليلا ولفترة لا تتجاوز الشهر فقط ، وحاول ان تستنتجها من موقف فخامته في معالجة الاستقالة الملتبسة لرئيس الحكومة من خارج لبنان ، و كيف استطاع توحيد كلمة وموقف اللبنانيين جميعا من اصحاب ” الكرامة ” ، وبمعزل عن مواقفهم السياسية المتباعدة ، والتي بقيت كما هي لم تتغير ، ولم يطلب منهم احد ان تتغير ، خرجوا جميعا بموقف موحد تجمعه ” الكرامة ” بمواجهة العالم والمجتمع الدولي ، وليس فقط بمواجهة الدولة التي حاولت التعرض لسيادتنا ، واجبروا الجميع ان يعملوا لحل المشكلة ، و في ذلك الموقف ايضا برهن لبنان ” البلد الصغير” ان كرامته اكبر من العالم كله .

انها الكرامة يا عزيزي … لا تختلف في معناها او في مضمونها عبر التاريخ ، ، وانهم اصحاب الكرامة يا صديقي لا يتغيرون مهما مرّت بهم السنوات ، و لا يتزحزحون مهما تغيرت معهم الاحداث او قست او تبدّلت .
ضابط متقاعد في الجيش اللبناني-

-موقع التيار الوطني الحر-