أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


“بيت الوسط” وتطيير بعض مقتاتي “المعلف” منذ زمن “قريطم

– سعد وجماعة “السعودة”.. و”رقصة السعادين” (أمين أبوراشد)

***

بصرف النظر عما آلت إليه الأمور في الجلسات الحوارية التي أجراها الرئيس ميشال عون، فهي على الأقل حصلت فوق الطاولة، وأدلى كل فريق بدلوه، وبقيت حقائق ما حصل للرئيس سعد الحريري خلال الأسبوعين الماضيين تحت الطاولة في السعودية رهينة التسريبات والاجتهادات، خصوصاً أن الحريري وفي مقابلة مع إحدى وسائل الإعلام الفرنسية قال: “أريد أن أحتفظ بما حصل في السعودية لنفسي”، ولو أن الناشط السعودي “مجتهد” اختصرها في آخر تغريداته؛ بأن محمد بن سلمان دخل في لعبة مع لبنان وانقلبت عليه، وأن قدرات الرئيس ماكرون أقوى من مكر بن سلمان، سيما أن الرئيس عون جيّش كل لبنان، وكان على استعداد لـ”نشر غسيل” المملكة على سطوح بيروت.

ما يلفت خلال محنة الرئيس الحريري في “المعتقل”، هذه المزايدات في “السعودة”؛ بين أبناء البيت الواحد في لبنان، والتي رافقتها مزايدات بعض من كانوا حلفاء.. وإذا كانت النائب بهية الحريري استطاعت ضبط إيقاع “البيت الحريري” ومنعت – بالتفاهم والتناغم مع السيدة نازك – استخدام بهاء لنسف شقيقه سعد، فإن “بيت الوسط” قد تشظى، وطار وسيطير منه بعض من كانوا على “المعلف” منذ زمن “قريطم”، وكذلك بعض الحلفاء الذين زايدوا بالولاء للسعودية أكثر من الرئيس الحريري، إضافة إلى اللواء أشرف ريفي، الذي اعتبرها فرصة العمر ليكون “الرجل الأول” عن يمين بهاء، الذي أريد له وراثة أخيه وهو حيّ.

لا ضرورة للعودة بالتفاصيل إلى ظروف احتجاز الرئيس الحريري، لكن مشكلته أنه جاء حاملاً لواء “النأي بالنفس” كشرط لتجميد استقالته، في وقت باتت فيه هذه المقولة من قبيل التحصيل الحاصل بعد انتصار المقاومة على الإرهاب، في الأمكنة التي كان من واجبها القيام بذلك لتحصين محيط لبنان، وما قاله سماحة السيد نصرالله كافٍ في هذا الإطار، لكن المضحك في الموضوع أن الحديث في لبنان – من اللبنانيين المهزومين في سورية – عن النأي بالنفس، تزامنت مطالبهم مع مؤتمر دعت إليه السعودية لتحالف الدول الإسلامية لمكافحة الإرهاب، بعد أن زهقت روح هذا الإرهاب في العراق، وتكاد تزهق في سورية، وهو الآن في بادية الأنبار يطرق أبواب المملكة. نأى الحريري بنفسه عن مصافحة السفير السوري للسنة الثانية على التوالي، لكن بمصافحته أو بدونها فإن العلاقات شبه طبيعية بين البلدين، ويجب أن تكون كذلك، والحريري الذي كان يواجه في السعودية شتى الاتهامات؛ من علاقته بالفريق الانقلابي، إلى التورُّط بالصفقات، ما زال يعاند في عدم “مصافحة” سورية، رغم كل التقارير التي تداولتها وكالات الأنباء العالمية عن تورُّط المملكة السعودية مع “إسرائيل” بكل الجرائم؛ منذ اغتيال والده وحتى محاولة اغتيال عمّته بهية، وصولاً إلى ما أفضى به المتهم زياد أحمد عيتاني في سيرة عمالته لـ”إسرائيل”، وإذا كانت “إسرائيل” تعتبر أية معلومات عن قياديين في حزب الله ثمينة بالنسبة إليها، فإن حياكة مخطط قتل النائب بهية الحريري ومعها الوزير نهاد المشنوق والوزير الأسبق عبد الرحيم مراد، جميعها مطلوبة سعودياً، لأن كل من يتمرد على أوامر “ولي الأمر” يجب أن تتم تصفيته، وكفى رمي الحرام ما دامت هناك محكمة دولية يدفع لها لبنان الملايين سنوياً، وإذا كان من حق الحريري الظن بسورية، فلماذا ممنوع عليه الظن بالسعودية؟ خصوصاً بعد الذي أدلى به السيناتور الأميركي البارز تشاك غراسلي في اتهامه الصريح للمملكة السعودية باغتيال رئيس حكومة لبنان الأسبق رفيق الحريري، ولماذا لا يطالب سعد الحريري تلك المحكمة الدولية بضم بعض الوثائق التي تم الحصول عليها حديثاً، وأظهرت أن “إسرائيل” نفّذت عملية اغتيال والده بمساعدة من السعودية، والتي أكد على وجودها “غراسلي” في مقابلته مع مجلة “بوليتيكو”؟

يبدو وكأنه لا يراد للرئيس الحريري أن يكون وسطياً في شيء، وهو ملزم بأن يبقى “متسعوداً” مهما كانت الظروف، وبانتظار أن يفصل متاعبه ومصالحه الشخصية مع السعودية، ويقتنع أن التسوية الرئاسية في لبنان لا تشبه تسوية وضع “سعودي أوجيه” وباقي التفاصيل المتورط بها سعودياً، فإن التسوية ليست على حساب خرطوشة واحدة من سلاح المقاومة، وما على الحريري سوى أن ينأى بنفسه عن العلاقة مع سورية إذا شاء، لأن الشعور متبادَل بالقطيعة، وأن يرمم شارعه تمهيداً للانتخابات النيابية التي لن تكون لصالحه في الشارع السُّني المتسعود، وعليه الرد على المزايدات في طاعة “ولي الأمر”، وعلى الراقصين على مسرح “السعادين المتسعودين”، وإنزال بعض الراقصين عنه، الذين رقصوا سابقاً على ضريح والده، وأرادوا الرقص على ضريح حياته السياسية، وليراجع علاقاته وليُعِدْ نسجها دون حلفاء مزيَّفين غدروا به، وأن ينأى بنفسه عن سلاح المقاومة وعن السخفاء الذين يطالبون بتسليمه إلى الدولة، ما دامت هناك أرض لبنانية محتلة، وسلاح غير لبناني في المخيمات ينتظر قرارات دولية بشأن حق العودة.

المصدر: الثبات
لقراءة الخبر من المصدر (إضغط هنا)