أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


لقاءات سوتشي – سورية تخطّت الأزمة: الحدود التركية بطول 875 كلم آمنة

– إعلان مصالحة تاريخية تركية – سورية؟ (حسان الحسن)

***

جاء إنعقاد اللقاء بين الرئيسين السوري بشار الأسد والروسي فلاديمير بوتني في سوتشي في الأيام القليلة الفائتة، ليكون بمثابة ضربة اخرى للمتآمرين على سوريا، وذلك بعد الضربة التي سجلها هذا المحور في الميدان، خصوصا في ما حمله هذا اللقاء في الشكل من حفاوة وترحيب بالضيف الذي خاض جيشه اقوى معارك الدفاع والصمود في وجه جحافل الدول التي شنت حربا هوجاء على سوريا.

ففي الميدان، إستعاد الجيش السوري وحلفاؤه مدينة البوكمال الواقعة قرب الحدود السورية- العراقية، وفرض السيادة السورية على هذه الحدود، وإعاد وصل الخط الاستراتيجي الممتد من طهران الى بيروت مروراً بالعراق وسوريا، وقد تم إعلان ذلك من قبل كل الجهات الروحية والرسمية والعسكرية في إيران، وايضا من قبل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي حسم موضوع نهاية “دولة تنظيم داعش” الإرهابي تحت وقع ضربات محور المقاومة.
وفي السياسة، سبق هذا الاجتماع صدور بيان وزراء الخارجية العرب الذي ندد “بميليشات إيران في المنطقة” ووصف حزب الله “بالإرهابي”، لتدخله العسكري في عدد من الدول العربية، بحسب هذا البيان.

لا ريب أن لقاء سوتشي بين الرئيسين الاسد وبوتين يؤشر الى بدء مرحلة ما بعد “داعش”، حيث سقطت معها كل المراهنات الإقليمية والدولية على سقوط الدولة السورية، وعلى تقسيم أراضيها، من هنا صعدت الدول الخليجية في مواقفها، كما ورد آنفاً، بعدما ضاق الهامش الميداني في المعركة في الجارة الأقرب أمام المحور المعادي للمقاومة، ولم يعد بالامكان التأثير في الشؤون الداخلية السورية، بالتالي فُتحت الآفاق أمام السوريين وحدهم من دون سواهم، لتقرير مصيرهم ومستقلبهم .

واللافت أيضاً أنه سبق هذا اللقاء، اجتماع بين بوتين والرئيس التركي رجب الطيب أردوغان في المكان عينه خلال الأسبوع الفائت، وكان “الطبق الأدسم” الحاضر على طاولة البحث، هو الملف السوري، والتعاون الروسي- التركي مع المستجدات الأخيرة، أي نجاح محور المقاومة في إسقاط “خلافة داعش”، بحسب معلومات مصادر سياسية سورية .

وترجح المصادر أن جلّ ما تطرق إليه اللقاء الروسي- السوري، هو البحث في إعادة صياغة العلاقة السورية- التركية، ثم إعلان مصالحة تاريخية بين دمشق وأنقرة، دائما برأي المصادر ، التي ترى ايضا ان اللقاء تطرق الى مستقبل الدور التركي في العملية السياسية الهادفة الى حل الأزمة السورية والمرحلة التي تليها، وان الدور التركي المستقبلي في سوريا، سيكون عقلانياً ومشذباً، وضمن تفاهمٍ إقليميٍ قد يتلبور لاحقا، ويعطي كل الدول الإقليمية الفاعلة دوراً في الشؤون الحساسة في المنقطة، وتعود هذه المصادر لتجزم أن زمن التدخل التركي العسكري والسياسي في سوريا، ولى الى غير رجعة، ودنت ساعة إنهاء الخلاف التركي- السوري، على حد قولها.

في ضوء ما ورد آنفا، يُطرح السؤال: ما هو مستقبل “المعارضات السورية” المرتبطة بقطر وتركيا ؟ وهل سيكون لها دور مرتقب في العملية الساسية السورية ومرحلة ما بعد إنتهاء الأزمة ؟
يكشف مرجع في المعارضة أن “الهيئة العليا للتفاوض” أو ما يعرف “منصة الرياض” هي في مرحلة إعادة فرز لأعضاء وفدٍ جديد يمثلها في المفاوضات، بعدما أبعدت الأعضاء التابعين لقطر وتركيا.

ويشكك المرجع في نجاح لقاء المعارضة المنعقد في الرياض في التوافق على وفد موحد يمثلها في اللقاءات المرتقبة، لاسيما لقاء جنيف المزمع عقده أواخر الجاري، يليه لقاء سوتشي في أوائل الشهر المقبل الذي قد يحضره نحو 1500 مشارك، عازياً السبب الى الخلافات التقنية بين “منصة موسكو” الممثلة بعلاء عرفات الموجود راهناً في الرياض من جهة، وبين “الهيئة العليا للتفاوض” التي لم يصار الى حلها حتى الساعة، من جهة اخرى .

ويعتبر المرجع اعلاه، أن إستقالة الرئيس السابق لـ”وفد الرياض” رياض حجاب ومعه عدد من أعضاء الوفد، يعكس عدم قدرة السعودية في التعاطي مع الملف السوري راهناً على الأقل، أضف الى ذلك أن هذه الاستقالات اتت بعدما لم تبادر المملكة بدعوتهم الى مؤتمر الرياض لانهم يُعتبرون من “الصقور”، ولانهم لن يقبلوا بسقف جديد وهو تحييد موضوع بقاء الرئيس السوري بشار الاسد عن أي تفاوض .

و يختم المرجع المعارض بالقول: “اذا تُوِّجت الجهود الروسية التي يبذلها الرئيس الروسي ويعمل من خلالها على إتمام مصالحة بين الأسد وأردوغان، تكون سوريا بذلك قد تخطت أزمتها، نظرا لتأثير تركيا الكبير في الأزمة، خصوصا أن طول الحدود بين الدولتين، يبلغ نحو 875 كلم، أما باقي الدول المؤثرة في الازمة ، فدورها محدود جداً، مقارنة مع دور انقرة الذي كان اكثر تأثيرا من الناحية السلبية في تسعير الازمة السورية منذ بداياتها.

المصدر: المردة
لقراءة الخبر من المصدر (إضغط هنا)