أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


غلوريا بولو – الموت الروحي.. عن كتاب الحياة (6)

– أن نشي هو أن نسرق… والكره هو الموت.
– الله يبكي، رؤية أولاده يتألّمون بسبب لامبالاتنا.. اللامبالون هم الفاترون، وأنا أتقيئهم!

***

الوصيّة السّادسة: الزّنى

في هذه الوصية فكرّت، لم ازل مليئة بالكبرياء: هنا لن يجدوا عليّ أي خطأ، لأنه لم يكن لي عشيق أبداً، كنت دائماً مخلِصة!

في واقع الأمر، بعد الزواج، لم أعطِ حتى قبلة للآخرين، فقط لزوجي. لكن أظهر لي الرب كيف عرضت معظم جسدي، عندما كنتُ أتجوّل مع صدرَي الظاهرَين، مع الجوارب الضيقة، مع تلك الثياب التي كنتُ أستعملها….

اعتقدتُ أن الرجال ينظرون إلي، لإعجابهم بي ببساطة… لكن الرب أراني كيف خطِئوا معي: لأنه لسنا نتعامل مع الإعجاب هنا، كما اعتقدت، لكن مع الإثارة، وكانوا يتهيّجون بسببي. اقترفتُ الزِّنى، بتعريض جسدي. لم أفهم الحساسيّة الذكوريّة. إعتقدتُ أنهم يفكّرون مثلي، بنظرهم إلي سيقولون: ” يا للجسد الجميل!” عوَضاً عن ذلك لقد خطِئوا بسبب غلطتي.

لم أكن أبداً غير مخلصة برمْيِ ذاتي بين ذراعَيْ رجل، لكن الأمر كان كأنني عاهرة بالروح. والأكثر بعد، فكّرتُ بالدّفاع عن نفسي، لو كان زوجي خائن لي، كما نصحتُ نساء أخريات في فعل هذا، عندما اكتشفتُ أن أزواجهن قد خانهنّ.

” لا تكنَّ حمقاوات! دافعن عن أنفسكن، لا تسامحن. اظهرن كيْدَكن! فلهذا السبب نحن النساء مستعبَدون من الرجال، مُداسون!” أتعلمون، بهذه النصائح، أنا وصديقاتي نجحنا بإنفصال إحدى صديقاتنا! لقد فاجأت زوْجها في المكتب وهو يقبّل السكريتيرة.

نحن، بنصائحنا، لم ندعْها تصالح، حتى أنّه طلب منها السّماح، تائباً حقاً. حتى أنها أرادت الغفران له. في النهاية تطلّقوا، وبعد سنتيْن تزوّجت مدنيّاً، بأرجنتيني. هل تفهمون؟ عندما نصحتُ بهذه الطريقة، كنتُ في الداخل زانية.
أراني يسوع، ورأيت جيداً، كيف أن خطايا الجسد هي ممقوتة، لأن الإنسان يُدين ذاته، حتى لو كان العالم كلّه يؤكّد أن كل شيء على ما يرام.

طوال حياتي كان لي رجل واحد فقط، زوجي، لكن الخطايا هي أيضاً بالأفكار، في الكلمات، في الأفعال: كنتُ حزينة جداً عندما رأيتُ ما فعله بنا خطايا وزنى أبي من أذيّة. في وضعي أنا، لقد حوّلتني إلى شخص مستاء، غارقة في الحقد والضغينة ضد الرّجال، بينما إخوَتي أضحوا نسخات مطابقة لأبي. هل يظنون أنهم سعداء بإحساسهم أنهم جداً رُجوليّون؟ إنهم زيرو نساء، هم يسكرون، هم لا يدركون الشر الذي يفعلونه لأولادهم.

لهذا كان أبي ينوح بألمٍ عظيم، في المطهر، فاهماً عواقب خطيئتهِ ومثالهِ الذي أعطاه لهم.

نحن ندين أنفسنا، بالتشويش، لأننا نحيا كالحيوانات: فئران، كلاب… هنا وهناك…..

الوصّية السابعة: لا تسرق

أن نشي هو أيضاً أن نسرق. تخيّلوا فقط أنني قلت أنني لم أسرق أبداً.

إعتبرت نفسي شريفة: لكنني سرقت الله. نعم، سرقتُ الله. لقد خلقت وولدت ومن أجل مساعدة خلق عالم أفضل، للمشاركة في بسط ملكوت السماء على الأرض. لكن، أكثر من أنني لم اتمم هذه المّهمة، لقد اعطيت النصيحة الخاطئة ودمرّت كثير من الأشخاص. لم اعرف كيف أستعمل الهبات التي أعطاني إياها الله. لذلك سرقت، سرقت بوضوح! كم من أشخاص سرقتُ اسماءهم، مثيرة النماءم ونشرتها؟ لا يمكنكم التخيّل فظاعة خطايا ألسُننا !… وبأي طريقة نعوّض…!

كيف نعوّض عن شرف أحد، بعد ان تنتشر الإشاعات، والنمائم ؟!
كيف نرمّم اسم الشخص ؟! نعم هذا صعب ! لهذا السبب في المطهر، هؤلاء الذين فعلوا الشر لأحد ما بالكلمات، عليهم ان يتألّموا كثيرا”. الكل تقريبا” يستعملون اللّسان لينتقدوا، ليدمّروا، ليجرحوا، ليخرّبوا أسماء الناس. تلك الألسن، هناك في الأسفل، هي السبب لآلام عظيمة! إنها تحترق !!! كيف تحترق! لا يمكنكم أن تتخيلوا! أراني الرب كيف نخدع أنفسَنا، عندما ندين الآخرين. بينما نحن، على سبيل المثال، ننظر بإزدراء إالى عاهرة، ينظر إليها الرب بحب لا محدود، برحمة لا حد لها. هو يرى في داخلها، هو يعرف حياتها بالكامل، ويعلم ما الذي أوصلها إلى البغاء. أوَتعلمون أن الكثير منهن يعشن بهذه الطريقة بسبب خطايانا، وأيضاً بسبب إزدراءاتنا وحتى بسبب عدم محبة القريب. هل حرّك أحد يوماً يده لمساعدة عاهرة ؟ أو اتجاه أحد ضُبط سارقاً ؟ نحن نحكم على حياة الآخرين ونرى عيوب الآخرين، أخطاءهم، وندينهم. لكن عندما نرى أحد يفعل شيئاً خاطئ، على الأقل لنغلق الأفواه، لنركع ونصلي لهذا الشخص. في الأوقات التي لا نستطيع أن نفعل أكثر: أما الله يستطيع. دعونا لا نحكم عليها. دعونا لا ننتقدها، وإلا نحن نخطئ أكثر منها.

بالتأكيد نحن لا نستطيع نشر شهادة خاطئة، أو التواطؤ في نشرها، لا حتى الحكم، ولا الكذب، لأنه بفعل هذا نسرق السلاح من القريب. وحذاري، الكذبة هي دائماً كذبة، ليس هناك من كبيرة أو صغيرة، خضراء أو صفراء، أو حمراء اللون: أن نكذب هو دائماً خطير، وأبو الكذبة هو الشيطان.

في وضعي أنا، كذبتُ كثيراً ولِما ؟ كُشفت حياتي، على نور الله. وأنتم؟ … لكن أتعلمون أن في المقلب الثاني، لا أحد يتقدم ليناقش او ليطالب… هناك، يوجد فقط ضميرك والله! في دينونتي، مثلاً، كان والديْ هناك يريان أكاذيبي، لكن أمي لم تتّهمني. فقط نظرت إليْ برقّةٍ لا متناهية. الكذبة الأشنع، حينئذٍ، كانت انني كذبة على نفسي عندما قلت ” أنني لم أقتل، لم أسرق، أنني كنت شخص جيّد، أنني لم أفعل الشر لأحد، وأن الله ليس موجود، وبأنني صاعدة إلى الجنة بأي حال! يا له من عار، إختبرته الآن!

تابع الرب بالكشف لي، بينما كان الغِذاء يُتلف في منزلي، كان هناك جوع في منازل أخرى من العالم، ثم قال لي:” شاهدي: كنتُ جائعاً، وانطري ما فعلتِ بما أعطيتكِ، لقد أتلفتِه. كنتُ جائعاً، وانظري ما فعلتِ، عبدة الموضة أو ما يقوله الناس عنك عن الشكليات: إبتعتِ المواد الإستهلاكية المعروفة، مجوهرات، وصلتِ إلى حد انفاق 150.000 بيزوس على كل حقنة، لتكوني نحيفة، عبدة جسدكِ… إلى حد الجعل منه إلهاً. أنظري كم يوجد من أشخاص ليس لديهم أي شيء ليلبسوا، أو ليأكلوا، أو لا يعرفون كيف بمقدورهم دفع فواتيرهم.”

…. أراني يسوع جوع إخوتي، وكيف أنا أيضاً كنتُ مسؤولة عن الجوع وعن الحالات التي أصبح عليه بلدي والعالم … لأننا جميعنا مسؤولون! كشف لي كيف كان لي علاقة بكل هذا، لأنه متى تكلمت سوءاً عن أحد ما، هذا الأحد قد خسر عمله وبالتالي إعانة عائلته، وسرقتُ منه الشرف والإسم الحسن. وبعد ذلك، كيف بإمكاني أن أردَّه لأصله له؟!

أظهر لي أنه كان أهوَن إعادة المال المسروق، لأنه يستطيع الإنسان إعطاءه، وبالتالي التعويض عن خطيئته. لكن عندما نسلب إسم شخص، بعد أن تنتشر النميمة، من يمكنه رد الإعتبار والشرف لهذا الشخص؟ إننا نسبب الكثير من الشر لأنفسنا، في العمل، أو في العلاقات مع الآخرين! الزواجات تتدمّر! الكثير من الشر! الكثير من الشر!

ومع ذلك، سرقتُ من أولادي نعمة أن يكون لهم أم في البيت، أم حنون، رقيقة، كانت لتحبهم وتواكبهم! عوضاً عن ذلك…! الأم غير موجودة، الأولاد لوحدهم، مع الأم، “التلفزيون” والأب ” كمبيوتر” وألعاب “الفيديو”… واعتقدتُ دائماً أنني الأم المثالية. أترك المنزل عند ال5:00 صباحاً ولن أعود قبل ال 11:00 ليلاً.

لكي أرضي ضميري، عندئذٍ، رحتُ أبتاع لهم السلع ذات النوعية العالية والمعروفة وكل ما أرادوه. انتابني الخوف الشديد عندما رأيتُ والدتي تسأل نفسها أين أخطأَت… ما الذي كان عليها فعله أو ليس فعله، بخصوص تأديبي! كانت امرأة قديسة، التي أعطتنا وزرعت فينا المبادئ بحسب الرب” وأبي كان رجل طيب معنا. لذا قلتُ لنفسي: ما سيكون مصيري، أنا التي لم أفعل أي من هذا لأولادي؟

اقشعرّيت وقلتُ لذاتي: ماذا سيكون، عندما سيدينني الله بحسب أولادي؟ يا له من خوف! يا له من غمّ عظيم! سرقت السلام من أولادي: الآن أرى هذا في كتاب الحياة. اختبرتُ عار عظيم!…

في كتاب الحياة

نرى كل شيء، كل حياتنا مثل فيلم. يا له من ألم كان أن أرى أولادي الذين كانوا يقولون: لنأمل بعودة ماما متأخّرة! لنأمل أن يكون هناك اقتظاظ في السير وتصل متأخّرة! لأنها مضجرة كثيراً، مكدّرة، وعندما تصل فهي دائماً تدمدم وتصرخ كل النهار!” يا له من حزن، إخوتي! طفل في الثالثة من العمر، والآخر أكبر بقليل، أن يقولوا تلك الأشياء !

آملين عدم وصول الأم! سرقتُ الأم من هؤلاء الأطفال، سلبتُهم السلام الذي كان يجب وهبه في البيت، لم أفعل ما كان عليَّ فعله ليعرفوا الله من خلالي، ويحبُون القريب. لكن، بمعنى آخر، لم يكن بإمكاني إعطاء ما لم يكن لديْ: لم أحب القريب! فإذا لا أحب القريب، لا أحب حتى الرب. لأن كونهُ الله فحسب…

أيضاً أن نكذب هو أن نسرق. في هذا كنت خبيرة، أتعلمون؟ لأن الشيطان صار أبي، في الواقع، يمكنكم أخذ الله كأب لكم، أو الشيطان. إذا الله هو حب، وأنا كنتُ الكره، فمن كان أبي؟

إذا الله يكلّمني عن السماح وعن الحب لهؤلاء الذين يفعلون الشر لي، بينما قلتُ أن هؤلاء الذين يفعلون ذلك لي عليهم أن يدفعوا”، كنتُ حقودة، كاذبة، وإذا الشيطان هو أبو الكذابين، عندها من كان أبي؟ الكذب هو الكذب، الشيطان هو الأب لهذا. إن خطايا اللّسان فظيعة! رأيت كل الشرور التي صنعتُها بلساني، عندما إنتقدت، عندما سخرت، عندما اعطيتُ ألقاب لأحد ما. كيف شعر ذلك الشخص! كيف أن اللقب الذي سخرتُ به أذى الشخص، خالقةٌ له مشاعر بالنقص هائلة، كافية لتدميره! على سبيل المثال، سميّت شخص بالسيئة والتي كانت بدينة، جاعلةً إياها تتألّم، وبسبب هذه الكلمة، إنتهت بتدمير ذاتها.

أعيد قص هذا عليكم من أجل خيركم. في ال13 من العمر، كنتُ جزءاً من هذه المجموعة الصغيرة من الصديقات، التي كان لي شرف الإنتماء إليها…

مجموعة صغيرة من الفتيات المثقفات والخبيرات… كشف لي الرب كيف هذه العشرة من “الفتيات الرائعات” قتلت روحياً رفيقة في المدرسة. كان في الصف فتاة سمينة، بدينة. بدأت صديقاتي بتعذيبها، يجعلن منها موضع ضحك واستهزاء، منادينها بأسماء حقيرة، مثل الفقمة، فيل، وأسماء أخرى. ضحكنا عليها. فعلتُ الشيء نفسه حتى لا أبدو خارجة عن نمطهن. الآن، في كتاب الحياة، رأيتُ كيف هذه المخلوقة المسكينة أصيبت بتعقيدات أكثر بسبب بدانتها. كانت تنظر إلى نفسها في المرآة، وكلّ مرة كانت ترى نفسها بصورة أبشع بعد.

لذا بدأت تكرهنا، وتكره نفسها، وكلما كانت تنظر إلى ذاتها أكثر، كانت تكره نفسها أكثر. والكره هو الموت، إنه الموت للنفس.

في فكَّيْ هذا اليأس، شربت الفتاة يوماً قنينة يود، لترى إذا بإمكانها خسارة الوزن لكن أتعلمون ما الذي حدث؟

أتعلمون ما الذي أصابها، بسبب اليود ؟ تقريباً عمياء ! أصيبت بتسمّم قوي، ومكثَت مكفوفة تقريباً! ولذلك لم تعد إلى المدرسة! لم نكلّف أنفسنا لمعرفة عن الأمر! لم نرَها أبداً بعد، ولم نكن مهتمّات لمعرفة السبب !

لذلك أقول لكم، إخوتي، إن الخطايا الجماعية فظيعة جداً، الأفظع لأنها خطايانا نحن، الخاصة! خطيئة الجماعة هي أيضاً خطيئتك، لأنك لم تفعل أي شيء لتفاديها! وهذا صحيح ليس فقط للخطيئة الفردية، ولكن لتلك للبشرية، التي لأجلها لم تفعل أي شيء لكي تكون متجنَّبة.

قوة الكلمة…! لقد دمّرنا تلك الفتاة، ساكبين عليها الألقاب، دخل الشيطان ودمرها والآن هي تستطيع، بدوْرها، أن تدمّر الآخرين، بكرهها، بهذه الطريقة تتقدم تيارات الشيطان مكونتاً ذاتها. حيث هناك الكره، هناك الشرير. هوذا كيف نغتال رفيقة في المدرسة. لقد قتلنا نفسها !

بعد 20 سنة… كان لي قريبةً جميلةً جداً، علّمتُها، نصحتُها كيف تلبس، كيف تعطي قيمةً لجسدها، أن تستعمل التبرّج …إلخ. في يومٍ من الأيام حرقَت ذاتها بشدّة، أكثر من 70% من جسدها. فقط وجهها لم يحترق، لكنها كانت بخطر، كان من الممكن أن تموت.

لقد فار دمي، غضبتُ غضباً على الله، قصدتُ كنيسة المستشفى وقلت: ” يا الله، إن كنتَ موجوداً، برهنه لي! أرني أنك موجود، خلّصها!” تخيلوا فقط كبريائي! حسناً، قريبتي عاشت. لكنها مكثت محروقة بالكامل، مع فزع مريع. بقيت يداها مشوهةً… حزن. في تلك الحقبة كنت أصلاً ميسّرةً إقتصادياً، وكنتُ أذهب لأتمشى معها، وأوقات ما عند بركة السباحة. ولكن عندما أنزتُلها في المياه، خرج الجميع محتجّين وقالوا: “يا لها من فظاظة! لكن لما تتركين البيت مع هذا المخلوق؟ إنها تأتي لتفسد لنا عطلتنا!” هذا ما قالوه، الأشخاص الذين رأوها! إن الناس هم سيّئون، متمردّون، أنانيّون، عندما يتكلّمون هكذا، برؤية عار الآخرين. بناءاً على ذلك، لم تعد تريد قريبتي ترك المنزل. وصلت إلى حد خوف الناس! وفي النهاية أبغضتهم !( تبكي).

يكشف الرب، لكل منا، عندما نهزأ بأخ لنا، من دون قطرة شفقة. بأي حقٍ تسبب الألم لأحد ما، بأن تعطي الألقاب، وأن تنده بأسماء مكدّرة، من دون معرفة ما الذي يمر به الشخص؟ أي حق لديك بأن تكون بهذه الوحشية؟ الله سيدينك كم قتلت من الأشخاص بواسطة الكلمة فقط! سوف ترى القوّة المريعة للكلمة، أن تقتل النفوس.

و أيضاً، لو إلتجأتُ للسر الأقدس، لطلب نعمة التكفير عن خطايايْ، كان الله ليشفي نفس قريبتي. لان إلهنا هو إله حب، إلى درجة أن متى أغلقنا أبواب الشر، يفتح هو لنا أبواب النعمة. عندما أعطاني الرب إمتحان الوصايا العشر، كشف لي أنني قلتُ أنني أحببتُ وعبدتُ الله، بالكلمات، لكن بالحقيقة عبدتُ الشيطان. أنتقدتُ كل شيء وكل شخص، ودلَّ الجميع بالأصبع، ” القديسة غلوريا”! … كشف لي عندما قلت أنني أحببت الله والقريب، لكنني كنت مخطئة وحسودة… كشف لي كيف لم أكن أبداً عارفةً بالجميل لأهلي، كما لم أشكرهم يوماً لأجل إلتزامهم في اعطائي مهنة وإمكانية النجاح في الحياة، كل الجهود والتضحيات اللواتي قاما بها… كل هذا لم أره. في الوقت الذي بدأت بمهنتي، حتى انهما أصبحا أقل شأناً في نظري…

الكثير إلى حد الخجل بأمي، بسبب تواضعها وفقرها. أنظروا هذا التفكير السفلي.

أعطاني الله تحليل لكل حياتي، على ضوء الوصايا العشر: أراني كيف كنتُ بالنسبة للقريب، وبالنسبة له.

أحبب قريبك

أبداً، أبداً، لم يكن لدَي حب، ولا شفقة للقريب، لإخوتي في الخارج. لم أفكّر أبداً، بالمطلق، بالمرضى، بوحدتهم، بالأولاد من دون أم، بالأيتام…. مع الكثير من الأطفال التي تتألم، الكثير من الألم، كان بإمكاني القول: ربي، هبني أن أرافقهم في أوجاعهم.. او عوضاً عن ذلك، لا. لا شيء! قلبي الصخر، لم يتذكر أبداً آلام الآخرين. والأسوء كان أنني لم أقم بأي شيء لحب القريب! … مثلاً، دفعتُ نفقات الكثيرين في السوبرماركت، الذين لم يكن لديهم المال وكانوا في حاجة، لكنني لم أفعله من أجل الحب: كلن لدَي المال، ولم يكلّفني أي شيء. فعلته ليرى الكل حركتي، وليقولوا أنني كنتُ حسنة، بأنني كنتُ قدّيسَة. وكيف أعرف كيْفيّة الإستفادة من حاجة الناس! لم أعطي أي شيء مجاناً!

في الواقع كنت كما لأقول: ” أفعل هذا لك، لكن أنت في المقابل إفعل لي معروفاً بالذهاب، مكاني إلى مدرسة أولادي، إلى الإجتماعات، لأنه ليس لدي الوقت… أوصل لي ظروف فواتير السيارة… إفعل هذا لأجلي، إفعل ذاك من أجلي…،” بهذا الأسلوب إحتكرتُ الجميع: قمتُ بأفعال الإحسان ليكون لي فضل بالمقابل، وليس أبداً لأن الشخص كان بحاجة.

من ثم، كنتُ أعبد أن يكون ورائي الكثير من الناس، ليقولوا أنني كنت محسنة وكريمة، حتى قديسة: لأنه كان هنالك هؤلاء الذين قالوا حتى هذا، وكانوا أشخاص قد عرفوني جيداً! في الإختبار الذي أعطاني إياه يسوع للوصايا العشر، رأيتُ أن كيف من الجشع جاءت كل شروري. كنت معنية بشهوة الحصول على المال، الكثير من المال، لأنني اعتقدتُ أنني سأكون سعيدة إذا ما كان لدي المزيد من المال. من السوء أنه، بالضبط في الحقبة التي كان لدي فيها الكثير من المال، كانت الأسوأ لنفسي، إلى حد أنني أردت الإنتحار.

على الرغم من وفرتي للمال، شعرتُ بالوحدة، فارغة، مرارة، محبطة. هذا الولع، هذه الشهوة للمال، كان الطريق التي قادتني بيد الشرير، لأبعد نفسي ولأنفصل من يد الرب. فقال لي:” كان لكِ إلهاً، وهذا الإله كان المال، وبسببه أدنتِ نفسكِ، غرقتِ في الهاوية، وابتعدتِ عن ربكِ”.

عندما قال لي “إله المال” … لقد وصلنا، نعم، ليكون بحوذتنا الكثير من المال، لكن مؤخّراً كنّا على الخط الأحمر، عائميْن بالديون، ولم يكن معنا قرش. عندها صرخت: ” لكن أي مال؟! ما تركته على الأرض، هم ليسوا أكثر من ديون”… في اختباري على الوصايا العشر لم أنجح في واحدة منهن! مريع !!! يا له من خوْف!!!

كنتُ أعيش في تشويشٍ حقيقي!…. لكن كيف؟… أنا ؟! أنا، التي لم أقتل يوماً ؟! التي لم تؤذي أحد ؟! هذا ما اعتقدته… وعوضاً عن ذلك بلا، لقد قتلت العديد من الأشخاص!

كتاب الحياة
بعد الإختبار للوصايا العشر، أراني الرب “كتاب الحياة”. أودّ أن يكون لدي الكلمات لأصفه. يا له من روْعة! نرى حياتنا بالكامل، أفعالنا وما ترتّب عنها، الجيّدة ام السيئة، لنا أو للآخرين. أحاسيسنا وأفكارنا، وتلك للآخرين. كل شيء مثل الفيلم. تبدأ منذ لحظة التلقيح: نرى حياتنا المبتدئة من تلك اللحظة، ومن هناك نُؤخذ باليد من الله، الذي يرينا كل وجودنا.


في نفس لحظة التلقيح، هناك شرارة النور المقدّس، إنفجار جميل، وتتكوّن نفس، بيضاء… لكن ليست كالأبيض الذي نعرفه! أقول هذا اللون لأنه الأكثر قربة، لكنه شديد الروعة إلى حد من غير المعقول وصف جماله بالكلمات، البهاء… النفس جميلة جداً، مليئة بالنور، ساحرة، مشعّة ومليئة بحب الله… لا أعرف إذا لاحظتم يوماً كيف أطفال الحديثي الولادة، عادةً، يضحكون من تلقائهم، ويصدرون تلك الأصوات والثرثرات، أتعلمون؟ إنهم يتكلمون مع الله! نعم، لأنهم مغمورون بالروح القدس. نحن أيضاً مغمورون، لكن الفرق أنهم، ببراءتهم، يعلمون كيف يستفيدون من الله ومن وجوده.

لا يمكنكم التخيّل روعة هذا الشيء أن أرى البرهة التي خلقني الله فيها، في رحم أمي. نفسي محمولة بيد الله الآب! أكتشف جمال الله الآب، رائع، حنون، منتبه ومحب، الذي يعتني بي 24 ساعة في اليوم، الذي أحبّني، حماني، وجاء دائماً يتفقّدني عندما أبتعد، بصبرٍ لا متناه، رأيت فقط القصاص، بينما كان فقط حب، حب فقط، لأنه لا ينظر إلى الجسد بل إلى النفس، وقد رأى كيف كنتُ أبتعد أكثر فأكثر عن الخلاص.

أتعلمون، لقد مرّ على زواج أمي سبع سنوات ولم يكن لديها أولاد. في ذلك الوقت كانت مضطربة كثيراً، وهذا يعود لحياة أبي الغير أمينة لسر الزواج: كانت خائفة جداً ومغمومة، عندما أدركتْ أنها حامل. بكتْ بحزن عظيم.

كان لذلك تأثير، الذي وصمني من الداخل إلى حد كبير، حتى ان في الحياة لم أشعر أنني محبوبة من أمي! رغماً أنها كانت دائماً كثيرة الحنُو، حسنة جداً معي، أعطتني دوماً الحب والحنان، لكن كنتُ أقول وأصرّ أنها لم تحبّني، وعشتُ دوماً مع هذه العقدة النفسية. لهذا، فقط هي الأسرار ونعمة الله التي تحمينا. عندما عمّدوني، عليكم رؤية الفرحة التي كانت في السماء! إنه مخلوق صغير يُختم على رأسه، خَتم أبناء الله! إنه نار! نار الإنتماء ليسوع المسيح.

لكن رأيتُ في كتاب الحياة كيف عندما ما زلت طفلة، بدأتُ أمتلئ بعواقب خطايا أبي في الزواج، من الخطايا التي بدأتُ أعرفها، مثلاً اكاذيبه، رزيلة الشرب، الخيانة، وآلام أمي. كل هذا وصمني في الداخل، وسبّب فيّ عواطف سيّئة، وإنفعالات.

المواهب
قال لي الرب:” ماذا فعلتِ بالمواهب التي أعطيتكِ إياها؟…. ليست تلك التي من الخارج، ذات الرائحة الجميلة، مع العطورات الثمينة، مع الألبسة التي تستعمل قطّ”… مواهب؟! جئتُ إلى العالم بمهمّة: ذلك للدفاع عن ملكوت المحبة. لكنني نسيتُ أن لي نفس، حتى لا أذكر ان لدي مواهب، وأكثر بعد ان اكون بين يدّي الله الغافرة، لم أعرف أن كل الخير الذي أهملتُ فعله، سبّب الكثير من الحزن لربنا. رأيتُ المواهب الرائعة حقاً التي وضعها الله في حياتي.

جميعنا، إخوتي، مهمّين جداً لدى الله. هو يحبنا جميعاً، كما كل شخص على وجه الخصوص. كلنا لدينا مهمة في هذا العالم. رأيتُ الشيطان مضطرب جداً لأن تلك المواهب التي وضعها الله فينا، كانت في خدمة الرب.

أتعلمون ما الذي سألني عنه الرب أكثر؟ عن النقص في المحبة والإحسان للقريب، قال لي: “إن موتكِ الروحي بدأ عندما لم تدعِ ذاتك تتحرك للألم، وحتى أنتِ أيضاً اختبرتها. كنت على قيد الحياة، لكن ميّتة”. لو بإمكانكم رؤية ما هو الموت الروحي! إن نفساً تكره هي مخيفة الرعب، بشعة، مغيظة، مقرفة، تبعث الإنزعاج وتؤذي الكل. إنه لموجع أن نرى نفسنا، عندما تكون مليئة بالخطايا… أنا رأيت نفسي: موسومة.. أما من الداخل نتانة مريعة، وغارقة في الهاوية. لهذا السبب كان هناك الكثير من الكآبة والمرارة. قال الرب لي:” إن موتك الروحي بدأ عندما لم تدعِ نفسكِ تتآلف مع الرأفة اتجاه إخوتكِ. إنه كان تنبيه، عندما رأيتِ محن إخوتكِ في كل مكان، أو عندما سمعتِ من خلال الإعلام عن القتل، العزل… لكنكِ مكثت كالصخرة! قلتِ فقط، بفمكِ: آه، المساكين. لكنكِ لم تأسفي، لم تشعري شيئاً في قلبكِ، كان لكِ قلب من صخر، وكانت الخطيئة التي قسّته!”

سأخبركم الآن كيف أراني الرب المواهب. عليكم أن تعرفوا أنني لم أكن أشاهد الأخبار على التلفاز مطلقاً، لأنني لم أكن أشعر بالإرتياح برؤية الكثير من الموتى، الكثير من الأمور السيّئة….

كنتُ مهتمة فقط بالفقرة الأخيرة:

  • الحميّة(دايت)،
  • الأبراج،
  • قوّة العقل،
  • النشاطات، ورسائل من هذا النوع…

جميع الأمور التي يستعملها الشيطان ليلهينا، ليبلبلنا… الآن كشف لي الرب، في كتاب الحياة، كيف أن في يوم ما، باستراتيجيته المقدّسة، أخّر البرامج، وشغّلتُ أنا التلفاز عندما لم تكن قد انتهت الأخبار بعد: رأيتُ فلّاحة وضيعة، كانت تبكي على جثة زوجها.

يجب أن أخبركم، إخوتي، أن الشيطان يجعلنا نعتاد على أحزان الآخرين، أن نرى آلام الآخرين باعتبارنا أن هذه المشكلة لا تعنينا: هؤلاء الذين يواجهون الصعوبات فليهتمّوا بأنفسهم، لأنها ليست مشكلتي.

حسناً، كشف لي الرب كيف يتألم عندما ينشغل الإعلاميون فقط بالأخبار التي تترك إنطباع، دون أن يتحركوا من الداخل، هم يفكّرون فقط ببيع الخبر، من غير إقلاق أنفسهم، بتلك القصة، قصة تلك المرأة!

عندما شغّلتُ التلفاز ورأيت تلك القروية تبكي، إختبرتُ حزن عميق لألمها، كنت حقاً محزونة، تلك المرأة المسكينة. كان الرب الذي سمح بهذا! أعطيتُ إهتمامي لما كان يقال، وأدركتُ أن المكان الذي كانت تجري فيه تلك الأحداث في فينا ديّو، توليما: مكان ولادتي…! لكن بسرعة بعدها، بدأت البرامج اليومية، حيث يتكلمون عن حميّة عجيبة، ونسيت بالكامل عن تلك القروية، لأنني كنتُ مهتمّة أكثر بالدّايت…. ولم أفكر فيها أبداً بعد الآن!

أما الذي لم ينسى القروية، كان ربنا! لقد جعلني أشعر بجوع وألم تلك المرأة، لأنه أرادني أن أساعدها. كان ذلك الوقت بأن استعمل المواهب التي وهبني إياها. قال لي:”إن الألم الذي أحسستِ به نحوها، كان أنا، الذي صرخ إليك كي تساعديها. كان تأخير الأخبار، حتى تستطيعي أن تسمعي: لكن لم يكن بإمكانكِ أن تحني ركبتكِ وتصلي لها، حتى ولا لدقيقة واحدة! لقد عمتكِ غيوم الدايت، ولم تتذكريها بعد! ”

أظهر لي الرب وضع تلك المرأة. كانت أسرة فلّاحين وضيعين. الشيء الأول كان، لقد طلبوا من الزوج أن يهجروا البيت حيث يعيشون. فكان جوابه لهم لا، لن يترك. عندئذٍ جاء بعض الرجال، ليطاردوه… رآهم ذلك الفلاح آتين نحوه، ليطردوه، وأدرك أنهم مسلّحون وفي نيّتهم قتله. رأيت حياة ذلك الرجل بالكامل، رأيتُ وأحسست بالخوف والغم الذان أحسّ بهما، رأيت كيف ركض ليخبّئ أطفاله والزوجة تحت بعض الأشياء، الذي بدا كمستودع تراب ضخم. رأيته يهرب من هناك، لكن هؤلاء الرجال لحقوا به. أتعلمون ما كانت آخر صلاة له؟ ” يا رب! إعتنِ بزوجتي وأولادي الصغار: استودعهم لكَ!” وقتلوه! وقع على الأرض ميتاً. عندما اطلقوا النار، جعلني الرب احس بألم تلك المرأة وأولاده الصغار، الذين لم يستطيعوا الصراخ. (تبكي)

بهذه الطريقة يكشف لنا الرب الألم الذي يحسّ به، كما آلام الآخرين. لكن نحن، عادةً، نهتم فقط بأمورنا، ولا نكترث حتى قليلاً لإخوتنا وحاجاتهم! (تكمل البكاء). هل تعلمون ما كان يريده الرب؟ أراد مني أن أركع وأتضرع له من أجل تلك العائلة، لتلك الماما وأولادها! كان الله ليلهمني كيف بإمكاني مساعدتهم! وتعرفون كيف؟ كان كافياً أن أخطو بضع خطوات وأذهب إلى عند كاهن، الذي كان يسكن مقابل منزلي، واخبره بما شاهدت على التلفاز. هذا الكاهن كان صديق راع كنيسة تلك القرية،( فيناديّو، توليما)، وكان عنده بيت ضيافة في بوغوتا، كان ليساعد تلك المرأة.

أتعلمون أن أول شيء نرد جميله لله، حتى قبل الخطايا، هي الإهمالات! إنها خطيره جداً! لا تتخيلوا كم! يوماً ما سترون، كما رأيتها أنا! تلك الخطايا تجعل الله يبكي!

نعم، الله يبكي، رؤية أولاده يتألّمون بسبب لامبالاتنا وعدم الرأفة بالقريب؛ للواقع أن الكثيرين يتألّمون ، و نحن لا نفعل أي شيء لهم! الرب سيُظهر لنا، سيكشف لكل شخص، نتائج خطيئة لامبالتنا أمام آلام الآخرين. الكثير من العذاب، في العالم، في ذمّة لامبالاتنا، عدم إكتراثنا، والقلب القاسي.

سألخّص قليلاً: تلك المرأة القروية، التي وجدت نفسها مضطهدة، في الواقع، كانوا يريدون قتلها هي أيضاً، هربت مع أولادها، وطلبت النجدة من كاهن القرية. فراعي الكنيسة، متأسف، قال لها: ” يا ابتني، عليكِ بالفرار، لأنه إذا وجدوكِ سوف يقتلوكِ!”

بعجلةٍ كبيرة، قام بما بدا له الأفضل لها: خائف جداً، ارسلها إلى بوغوتا، أعطاها القليل من المال، وبعض رسائل توصية!

غادرت على عجلة، قدّمت نفسها، مع هذه الرسائل، في الأماكن المختلفة التي دلّها إليها الكاهن، لكن لم يستوعبها أحد!

هل تعلمون أين انتهت؟ هل تعلمون من ساعد، في النهاية، تلك المرأة؟ هؤلاء الذين زجّوها في البغاء!!!

إعطاني الرب فرصة أخرى أيضاً لنجدتها، عندما رأيتها مرة أخرى بعد أعوام! كان يوم عليّ الذهاب إلى وسط المدينة. كنت أكره الذهاب إلى هناك، لأنه مكان حيث ترون المزيد من البؤس، ويما أنني كنت أشعر أنني أرفع منزلة، لذا لم أكن أحب رؤية الفقر، أهل البلد، وأمور كهذه. لكن في ذلك النهار كان علي حقاً الذهاب إلى هناك، و وبينما كنا نمرّ من هناك، سألني إبني: آه!…. ماما، لما ترتدي تلك السيدة بذلك الشكل، وتلبس تنورة قصيرة جداً؟”

أجبتُه: “لا تنظر، يا بُنيْ! تلك النساء حقيرات، التي تبيع جسدها للذّة، للمال: انها مومسات، إنها قذرة.” فقط تخيّلوا! أن أتكلم هكذا، وأكثر بعد بتسميم إبني! لقد صنّفت من دون شفقة أخت لي، واقعة في هذا الوضع بسبب لامبالاة الناس. قال لي الرب: ” اللامبالون هم الفاترون، وأنا أتقيئهم! شخص لا مبالٍ لا يدخل الجنة أبدأً! الشخص اللامبالي هو الذي يمر في العالم ولا شيء له أهمية بالنسبة له، لا شيء يعنيه، ما عدا منزله وإهتماماته! موتكِ الروحي بدأ عندما توقفتِ عن الإهتمام بما كان يحدث لإخوتكِ، عندما فكّرتي فقط بنفسكِ وبرفاهتكِ.

الكنوز الروحية

لقد دُعيت إلى الوجود بغية اعمار عالم أفضل، وأن أستعمل المواهب، التي أعطاها الرب لي، من أجل المشاركة في نشر ملكوت السماء على الأرض. لكنني لم أفعل!… على العكس!

كم من النصائح السيئة أعطيت، وكم من الأشخاص سمّمت ودمّرت، بنصائحي وأمثالي السيّئين! لم أستعمل أبداً المواهب التي أعطاها الله لي، لم أستعملها قط!

سألني الرب أيضاً: ” أي كنوز روحية تجلبين لي؟”

كنوز روحية؟! كانت يداي فارغتَين!

لذا قال لي: ” ما نفع الشفتين التين كانتا لكِ، المنازل التي امتلكتِ، العيادات الخارجية، التي أعدّيتِ كأخصّائية، برضى عظيم؟ هل كان بإمكانكِ إحضار معكِ لُبنة واحدة فقط؟ ما كان نفع هذا الحد من العبادة لجسدكِ، كل المال المنفق عليه، كل المهاوس للبقاء في مظهر لائق؟ ما كان النفع من إخضاعِه لكثير من الدايت الذي سبب لكِ التألّم من قلّة الشهية للطعام، الضّوْر، تعذيب جسدكِ؟ جعلتِ من جسدكِ، من ذاتكِ، إله؟ وما الخير الذي فعله لكِ، الآن، هنا؟

كنتِ كريمة جداً، هذا صحيح، لكنّكِ فعلتِ هذا كي يشكرونك، لتُمدحين، حتى يقولون أنك كنتِ صالحة. تحكّمتِ بالجميع، من خلال المال، لكي يفعلون لك معروفاً بالمقابل. أخبريني: ماذا جلبتِ إلى هنا؟ عندما رأيتكِ بالإنهيار الاقتصادي، لم يكن هذا قصاص كما ظننتِ، لكن نعمة. نعم، ذلك الإفلاس كان لتعرِيتكِ من ذلك الإله، ذلك الإله الذي خدمتِه! كان ليجعلكِ تعودين إلي! لكنكِ انتفضتِ، رفضتِ النزول والتخلي عن مستواكِ الاجتماعي، ولعنتِ، عبدت هذا إلهكِ، إله المال! اعتقدتِ أنكِ حصلتِ على كل هذا لوحدكِ، بقواكِ، بالدروس، لأنكِ كنت عاملة، مناضلة… بدلاً من ذلك لا! انظري كم هناك من الاختصاصيين، مع الدراسات الجامعية أفضل منكِ، انظري إلى الكثيرين في العمل الذين هم ملتزمون مثلكِ وأكثر بعد: راقبي ظروفهم.”

لكِ أُعطيَ الكثير، ولهذا الدافع يُطلب منكِ الكثير، على الكثير عليكِ الإجابة.”

فكّروا بالأمر، لكلّ حبّة رز بذّرتها، كان علي أن أعطِ حساب لله! لكل المرّات التي رميتُ فيها الطعام في النفايات!

في كتاب الحياة خاصتي، رأيتُ عندما كنت صغيرة وكانت عائلتي فقيرة. كانت أمي تطبخ غالباً الحبوب، وكرهتُ تلك الحبوب، بغضتُها. كنت أقول: “أيضاً تلك الحبوب اللعينة؟ يوماً ما سأصبح ثرية، ولن آكل منها أبداً بعد.”

رأيتُ أن مرّة رميتُ الحبوب التي قدّمتها لي ماما، دون ملاحظتها، وعندما جلست لتأكل لاحظت أن صحني كان فارغاً. اعتقدتْ أنني قد أكلتُ بسرعة لأنني كنتُ جائعة جداً، وقدّمت لي مرة أخرى، معطية لي حصتها: لذا انتهى بها الأمر بلا أكل.

أتعلمون، كشف لي الرب أن من بين الأشخاص الأقرب إلي، فالشخص الذي عانى غالباً الجوع في ذلك الوقت، كانت أمي.

كوْن لديها سبعة أولاد، كثير من الأوقات لم تأكل كي نستطيع نحن الأكل، لأننا كنا فقراء جداً. إذاً، مكثتْ جائعة ذلك اليوم لكي تعطيني، دون معرفة ذلك، ما كنتُ قد رميته في الزبالة. لكن حصل أيضاً، غالباً، أنها لم تأكل لأن أحد طرق الباب طالباً الطعام، وأعطت ما كانت تأكل.

لقد عانت الجوع، لكنها لم تقم أبداً بأي نوع من الظهور، لم يكن لها يوم وجه مرير، أو أقل حزين، ولا أي علامة أخرى. بالعكس، كان لها دوماً الإيتسامة ولم يلاحظ أحد أي شيء عليها.

لقد سبق وأخبرتكم أي ابنة “الماسة” كنت؟! سميّت والدي “بطرس قاهر القلوب” “Peter the rock-breaker” و لأمي قلت أنها كانت ليست على الموضة!

بأنها كانت سيدة قديمة مضى زمانها، وأشياء مشابهة أخرى. حتى إلى حد إنكار أنها كانت والدتي، لأنني كنت مخجولة. فقط تخيّلوا!….

وأيضاً، لا يمكنكم التخيّل النّعم، البركات التي نثرت علي وعلى العالم اجمع، استحقاقاً من أمي! فكروا في نعمة أن يكون لي أم تذهب إلى الكنيسة، وأمام بيت القربان، تقدّم آلامها وأوجاعها ليسوع، وأكثر بعد، إنها تثق! إنها تثق به!

قال لي الرب:” لم يحبكِ أحد أبداً، وسيحبكِ، كما أمكِ! أبداً! لن يحبكِ أحد بهذا النحو مثلها!” ثم أراني الرب كل الحفلات التي أعطاني إياها (بعد التغيّر في حالتي الإجتماعية) …. في تلك الولائم، في تلك البوفيهات، انتهى نصف الطعام في المهملات، دون أي افتكار به.

وتابع الرب:” انظري إلى إخوتكِ، يتألمون من الجوع! كنتُ جائعاً!، قال لي صارخاً تقريباً.

لو تعلمون كيف يحزن الجوع الرب، العوز، وآلام أولاده! كيف تكدّره أنانيّتنا وعدم الإحسان اتجاه القريب!

وأكمل ليجعلني أرى أن في منزلي كان هناك الكثير من الأشياء القيّمة والثمينة. في واقع الأمر، في ذلك الوقت، كان عندي في المنزل أغراض ثمينة جداً، ثياب أنيقة، غالية الثمن، قال لي الرب:” كنتُ عرياناً، وكان لكِ خزانة مليئة بالثياب الثمينة، التي لم تستعمليها…:

رأيتُ أيضاً أن، عندما عشنا حياة اجتماعية مرموقة، إذا ابتاعت صديقاتي ثياب ذات علامة فارقة، كان عليّ الحصول على أفضل منها، إذا ابتاعت إحداهن سيارة جميلة، فكان يجب أن آتي بأجمل… أردت دائماً شيء أفضل مقارنةً بهن، لأنني كنت حسودة. قال لي الرب:” كنتِ دائماً متعجرفة، قارنتِ نفسكِ مع هؤلاء الأحسن حال منكِ! الأغبياء! ولم تتطلعي أبداً إلى هؤلاء الذين كانوا أقل تيسيراً اقتصادياً منكِ.

عندما كنتِ فقيرة، مشيت على طريق البر، لأنكِ أعطيت حتى الأشياء التي ما كنتِ بحاجة اليها.” واظهر لي كم كانت مرضية عنده حركاتي، مرّة بالرغم من فقرنا، نجحت بأن تشتري لي أحذية كرة مضرب أصليّة.

كنتُ جداً سعيدة، لكنني التقيت بولد على الطريق حافي القدمَين، وشعرتُ بهذا الألم من أجله، فخلعت الأحذية، وأعطيتها له. عدت للبيت بلا أحذية، وكاد أبي يقتلني! وليس بدون سبب: فالفقر الذي كنا فيه، الكثير من الإماتات لشرائها، وقد أعطيتها مباشرة، بعد شرائها للتو!

لكن الرب كان مبتهجاً بهذا! كم كان سعيداً بطريقة مشيي! بالرغم أننا كنا عائلة معقّدة وفقيرة، نثر علينا الله الكثير من النعم والبركات بسبب استحقاقات أمي، لطيبتها وصلواتها.

تابع الرب كاشفاً لي أن، لو لم أكن مغلقة على النعمة وعلى الروح القدس، لكان بإمكاني مساعدة الكثير من الناس. من خلال المواهب التي وهبني إياها.

أظهر لي البشرية بأكملها، وكيف نرد على الله، على أساس كيف كانت حياتنا، قابضين القلب مقفل عليه وعلى الروح القدس، وإلهاماتهم المقدسة. قال لي:” كنت قد ألهمتكِ بالصلاة لهؤلاء الناس. لو فعلت، لما كان دخل الشر عليهم، مسبباً الكثير من الخراب.” مثلاً: فتاة صغيرة قد عنّفت جنسياً من قبل أبيها: لو لم أقفل نفسي على الروح القدس، لأصغيت إلى إلهاماته المقدسة، وكنت قد صليت من أجلهم: حتى لما كان قد دخل الشرير في ذلك الأب، محمي بالصلاة، ولم يكن ليحصل هذا العنف، وما كان قد سبب الكثير من الألم.

أو أيضاً، لما كان قد انتحر ذلك الفتى.

تابع الرب قائلاً: ” لو كنتِ قد صليتِ، لما كانت أجهضت تلك الفتاة، لما ماتت تلك المرأة شاعرةً بأنني قد تركتها في سرير المستشفى. لو صليتِ، لكنتُ نصحتك بإعانة إخوتكِ. لكنتُ أرشدتكِ! لكنتُ قدتكِ إلى هؤلاء الناس. الكثير من الحزن في العالم، كان بإمكانكِ المساعدة!”

أظهر لي كم من الأشخاص يتألمون في العالم، وكم كان باستطاعتي المساعدة. لم اسمح أبداً بأن يمسّني الروح القدس، كما لم أترك نفسي اهتز من الداخل لألم الآخرين. قال لي الرب:” أنظري إلى معاناة شعبي، شاهدي كيف احتجتُ لأن أجرح عائلتكِ بالسرطان، لكي تشعرين مع هؤلاء الذين يعانون المرض ذاته! لقد شعرتِ اتجاه المحتجزين، فقط بعد أن كان زوجكِ نفسه محتجزاً.” وصارخا تقريباً: ” لكن أنتِ، من صخر!!! غير قادرة أن تشعري بالحب!”

لأختصر، سوف أحاول أو أفسّر كيف نرى أنفسنا في كتاب الحياة.
كنتُ منافقة كثيراً، مصطنعة. كنتُ واحدة من هؤلاء الذين يمدحون الشخص في وجهه، ويطعنون في الظهر، هؤلاء المرائين من الخارج، بالكلام الجميل، أما من الداخل لا يمكنكم السماع ماذا يقولون.

على سبيل المثال:” أثنيت على أحد قائلةً: أنتِ جميلة، يا له من ثوب أنيق، إنه يناسبكِ تماماً.” أما في داخلي كنتُ أفكر: يا لها من غلاظة، أنتِ بشعة، وتعتقدين أنكِ الملكة!

في كتاب الحياة ترون كل هذا، مع الفارق أننا نرى أيضاً الأفكار. كل أكاذيبي خرجت للضوء، واضحة جداً لحد أن الجميع كان بإستطاعتهم رؤيتها.

كم من المرّات ذهبت خفية عن أمي، لأنها لم تكن تسمح لي الذهاب إلى مكان، كم من كذبة إخترعت: ” ماما، لدي عمل جماعي في المكتبة.” صدّقتني، وخرجت لحضور فيلم خلاعي، أو إلى الحانة لشرب الجعة مع صديقاتي. وها هي أمي هناك، الآن، رائية كل شيء في كتاب الحياة… الآن ما من شيء كان مخفي. يا له من خجل شعرتُ به! يا له من خجل! أيام كان أهلي فقراء، جلبت إلى المدرسة، للغذاء، القليل من الحليب وموزة. أكلتُ ورميت القشرة حيثما كنت، لم يخطر ببالي أبداً أن تلك القشرة قد تؤذي أحدهم. جعلني الرب أرى، في واقع الأمر، العواقب: من وقع، من الذي تأذّى …. كان بإمكاني قتل أحد ما بتهوّري وعدم الرحمة.

رأيتُ بألم، وخجل عظيميْن، كيف إعترفت إعترافاً جيداً مرة واحدة فقط، كمراهقة. كان هذا عندما أرجعتُ لي سيدة 4500 بيزوس بالغلط، في سوبرماركت في بوغوتا. كان قد علّمنا والدي أن نكون أمناء وألا نلمس أبداً ولا حتى قرش واحد ليس لنا، أدركتُ الخطأ في السيارة، بينما كنت متوجهة إلى عيادتي، وقلت لنفسي: ” لكن أنظروا إلى هذا، تلك البلهاء، تلك الحيوانة (هكذا كنت أحكي)، لقد أعطتني 4500 بيزوس هذا كثير! الآن علي أن أعود أدراجي!…”

لكن عندما نظرت بالمرآة إلى الخلف، رأيت زحمة سير، فقلت: ” لا ! لن أعود، لا أريد أن أتأخر وأخسر الوقت! إنه خطأها لكونها بهذا الغباء!” لكن تأنّبت لهذا المال. بهذا الخصوص، لقد هذّبنا والدي جيداً. ذهبت نهار الأحد للإعتراف، وقلتُ: ” أتّهم ذاتي لكوني سرقتُ 4500 بيزوس، لم أعيدهم، إحتفظت بهم لنفسي!”

لم أعر إنتباهي لما قال لي الكاهن، لكن الشرير، لم يكن بإستطاعته إتّهامي بأني سرقت!

أما الرب قال لي:” ذلك كان عدم إحسان ألّا تعيدي المال لأن 4500 بيزوس بالنسبة لك كانوا لا شيء، أما لتلك المرأة كانوا الغذاء لثلاث أيام. المحزن في الأمر أن رؤية كيف تلك المرأة عانت الجوع لمدّة يومين، نتيجة خطأي، ومعها طفلَين صغيرَين؛ هكذا أراني الله. عندما أفعل شيئاً، هناك عواقب أفعالي، وهؤلاء الذين يتألّمون بسببها: لأن أفعالي لها دائماً عواقبها. فالتي نفعلها والتي لا نفعلها، تجلب العواقب لنا وللآخرين! كل واحد سوف يرى تلك العواقب في كتاب الحياة. عندما تأتي الساعة لتمثل أمام الله للدينونة، سوف تراه، كما أنا نفسي رأيته.

عندما أغلق كتاب الحياة خاصتي، تخيّلوا كآبتي، خجلي، الحزن الغير محدود…
أُغلق كتاب حياتي بأجمل طريقة. بالرغم من تصرّفي، بالرغم من خطاياي، تفاهتي، لا مبالاتي، وعواطفي المرعبة، بحث عني الرب حتى آخر لحظة: أرسل إلي دائماً وسائل، أشخاص، تكلّم إليّ، صاح بي، أخذ أشياء مني، تركني أقع في العار لكي يبحث عني وأبحث عنه. تبعني دائماً، حتى اللحظة الأخيرة. هل تعلمون من إلهنا وأبانا؟ هو إله قوي، يحب، الذي يتوسل كل واحد منا، لكي نتوب.

بدلاً من ذلك، عندما كانت تسوء الأمور، كنت أقول:” الله قاصصني، لقد دانني!” واضح أن الأمر ليس هكذا!

هو لا يديننا أبداً: في الواقع، بقوتي الحرّة التعسّفية، أنا انتقي بحريّتي من سيكون أبي، ولم يكن الله. إنتقيتُ الشيطان أباً لي!

عندما ضُربتُ بالصاعقة، قبل أخذي إلى ” الضمان الإجتماعي” أرسلوني إلى مستشفى حكومي، حيث كان هناك الكثير من المرضى، الكثير من المصابين، الكثير من الألم، ولم يكن هناك نقّالة شاغرة من أجلي. ولم سأل الذين جاؤوا بي الأطباء أين بإمكانهم وضعي، فقالوا فقط:” أنزلها هناك، هناك!” ومنقذي: “لكن أنزلها هناك، أين !” هناك، على الأرض!”

لكن لم يريدوا أن يتركوني على الأرض، لأنني كنتُ محروقة بشكل سيّء، ولو كنت قد أصبت بعدوَة، لكنت متُّ بالتأكيد: بينما كنت في زاوية، خلال تلك الساعات، كان الأطباء ينظرون إلي بتلك النظرة… الأمر انهم لا يمكنهم أن يهملوا أحداً ما وهو في جلطة قوية، على سبيل المثال، أو كان في حالة خطيرة جداً، لكن له إمكانية العيش اكبر مع الإحترام لي، التي كنت بدل من ذلك محروقة مثل ” الخبز المحمص”، وكل الإحتمالات تشير أنني سأموت.

لكنني كنتُ واعية، وملتهبة كثيراً، أدمدم لأن الأطباء لم يأتوا إلي. لكن مرّ بعض الوقت كنتُ فيه هادئة، من دون تذمّر، لأنني رأيتُ ربنا يسوع المسيح، الذي كان منحنٍ وكان قريباً جداً مني، لمس رأسي بيدَيه وواساني. هل بإمكانكم تخيّل هذا؟! باستطاعتكم تخيّل الحنان؟! فكّرت: هل هذه هلوسة؟ كيف من الممكن رؤية ربنا هنا؟!

أغمضتُ عيناي، وفتحتهما من جديد، وما زلتُ أراه هناك!

قال لي بحنان عظيم:” رحمة! رحمة!”، ولكن خلال هذا الوقت فكّرت: لما رحمة؟ أي سوء كنتُ قد فعلته قط؟
لم أكن أعي أخطائي، لكنني كنتُ أعي أنني على وشك الموت، هذا بلا! بهذا الشأن كنتُ حزينة… وا أسفاه، إنني سأموت!!! وا أسفاه، خواتمي الألماس!!! فوراً تذكّرتُ خواتمي.

نظرتُ، وأرى لحم أصابعي محروق بالكامل، كأنها انفجرت. لكن قلت لنفسي:”عليّ نزعها، مهما كلّف الأمر! وإلاّ سيكون عليهم كسرها، وستخسر قيمتها.” لم أفكّر بشيء آخر، رأيتُ أناملي منتفخة، وفكرت فقط في نزع خواتمي حتى لا يكسروها! لا يمكنكم التصوّر ما مدى فظاعة رائحة اللحم المحروق. وكلّما حركتُ تلك الخواتم، كلّما أنتنت.

أحسستُ إنني سأجن من الوجع، لكنني أصرّيت وقلت:” لا! لا ثم لا! عليّ النجاح بهذا! يجب أن أنجح، لأنه بالنسبة لي، ما من شيء يمكنه أن يغلبني، وهذا اللحم لن يتورّم، لا! سأنزع تلك الخواتم من هنا، مهما كلّف، لن أموت وهي معي”.

عندما نجحت بنزعها بالنهاية، تذكّرت فجأة:”آه، لا!!! إنّي على وشك الموت، وتلك الممرّضات سوف تسرق خواتمي!” في هذه الأثناء وصل صهري. أنا، سعيدة جداً:” أَنقذ خواتمي!!!”

أعطيته إياها، هو الذي كان طبيب، ولم يكن هناك من وسيلة أخرى: لأنه هو على عكس ذلك، لم يكن لِيسطعها، بل كان ليرميها جانباً، حتى بعيداً! في الواقع كانت محروقة، مع شقف ملتسقة من اللحم. قال أنه سيرسلها لفرناندو، زوجي، وزدتُ:” قل لأختي أن تأخذ أولادي لأن، المساكين، سيكونون من دون ماما. في واقع الأمر، لن أنجح!” أسوء الأمر هو أنني لم أستفد من تلك اللحظات التي قدمها لي يسوع، لأطلب منه الرحمة والغفران. لكن كيف كان عليّ طلب الغفران، إذا اعتقدتُ أنه لم يكن لدي خطايا؟!” خلت نفسي قدّيسة! عندما نشعر أننا “قدّيسون” عندها ندين أنفسنا.

عندما نزعت الخواتم وعهدت بها إلى صهري، لكي يسلّمها إلى زوجي، قلتُ لذاتي مُفرَجة:” أخيراً، الآن يمكنني أن أموت!” والفكرة الأخيرة كانت:”وا أسفاه، بأي مال سوف يدفنونني، وحسابي المصرفي كان على الأحمر؟…”.

الله الآب يحب الكل وكل واحد، بغض النظر عن واقع أننا خيّرون أو سيّئون، وبتلك القوة أنه، حتى عند اللحظة الأخيرة، هو حتى يأتي إلينا بكثير من الحنان، ويغمرنا بكلّ حبه… هو يريد أن يخلّصنا، لكن إذا لم نستقبله، إذا لم نطلب منه الغفران والرحمة، معترفين بأخطائنا، يتركنا أحرار في إتباع ما كنا قد اخترناه.

إذا كانت حياتنا من دون الله، على الأرجح في تلك اللحظة سنرفضه، وسيحترمنا. هو لا يجبرنا بأن نقبله.
وأغلق كتاب حياتي.

المصدر: الحركة المريمية في الأراضي المقدسة
لقراة الخبر من المصدر (إضغط هنا)