أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


منابر الدِّين والإعلام.. والأبواق الملعونة!

نُعلِن إزدراءنا لكل إعلاميٍّ رخيص.. (أمين أبوراشد)

***

لسنا نُهنىء بعض وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، على هفواتٍ وسَقطات لغوية، بل على أمورٍ مبدئية بديهية، عندما نسمعها تَزِفُّ إلينا خبر القبض على المجرم مصطفى الحجيري بالقول: “قبضت مخابرات الجيش اللبناني على الإرهابي الشيخ مصطفى الحجيري”، ويمرّ الخبر عبر النشرات المتلاحقة لهذه الوسائل الإعلامية، ولا يتدارك الأمر، لا مُعِدّ النشرة، ولا مُذِيعها، ولا مُخرجها، ولا كل قسم الأخبار، للمبادرة الى إختيار التعبير المناسب والتمييز بين القبض على إرهابي أو على شيخ، إذ كيف يُمكن الجمع بينهما، إلا إذا باتت بعض عمائم المشيخة تُباع على الطرقات، أو على أرصفة “الربيع العربي” التي تتحمَّل بعض منابر الدِّين والإعلام، مسؤولية صبغها بأحمر الشهداء والضحايا وبدموع الثكالى!

المجرم الموقوف عمر بكري فستق، كانت تتسابق وسائل الإعلام المرئية الساقطة القذرة على استضافته، ويُناديه المُذيع الأقذر والأرخص منه بلقب “شيخ”، في اللحظة التي كان عمر بكري يُنادي فيها بضرورة “أسلمة” لبنان ووجوب دفع المسيحيين “جزية” أو الرحيل لأنهم كفَّار والمذيع الرخيص الساقط.. مسيحي، ويقولها فستق بوجهه أنه كافر، وأن الرايات السود يجب أن ترتفع على مدخل قصر بعبدا!

والمجرم الموقوف أحمد الأسير، الذي عاث إرهاباً في مثلث عبرا، ويُهدد راهبات مدرسة عبرا، هذه المدرسة التي تحتضن بين طلابها 70% من أبنائنا المُسلمين، أجاب يومذاك مُفتي الجمهورية اللبنانية السابق الشيخ محمد رشيد قباني عن وضعه فقال:

إنه ليس شيخاً ولكن له “أتباعه ومُرِيدوه”، وعن مسجد بلال بن رباح قال المفتي قباني: إنه ليس مسجداً تابعاً لدار الفتوى، بل هو مُصلَّى.

وهنا السؤال، أين دور دار الفتوى من هذا الفلتان لإرهابيين يعتمرون عمامة كاذبة؟ نجد الجواب لدى مفتي الأزهر الشريف الذي يُفترض أن كل دُور الفتوى في البلدان الإسلامية تابعة له.

رداً على سؤال حول جرائم داعش قال مفتي الأزهر الشيخ أحمد الطيَّب، لا نستطيع تكفيرهم لأنهم يؤمنون بالله!ّ!!!
القتل والحرق والتنكيل والتدمير والسبي وانتهاك الأعراض وتهجير الملايين من المسلمين قبل سواهم على مدى ست سنوات، والإعتداء على المساجد والكنائس والأضرحة والمعالم الحضارية هو جهاد ومن أفعال الإيمان عند أحمد الطيِّب.

شيوخ الفِتَن من يوسف القرضاوي الى عبد العزيز آل الشيخ الى الحويني الى العُريفي الى مئات العلماء التكفيريين هم أهل إيمان!

فتاوى التكفير وتحليل هدر الدماء، وجهاد النكاح واللواط وإرضاع الكبير وشرب بول البعير..من الإيمان!

أمام عمائم تكفيرية مُجرمة انتقصت من قيمة عمائم الدين وسماحته، وأمام إعلامٍ مأجورٍ رخيصٍ – والإعلاميون التُجَّار الساقطون في لبنان والعالم العربي معروفون – نتوقَّف عند الإعلامي الكبير والمدرسة الإنسانية والمرجعية الأدبية والثقافية عمرو أديب في إطلالاته الشجاعة والمسؤولة بوجه علماء الدين التكفيريين وفتاويهم الدُّونِيَّة، وإنتقاده البنَّاء لأداء شيخ الأزهر وتحميل الرئيس السيسي مسؤولية بقاء هذا الرجل في منصبه، ونتحسَّر على علماء دين أجلاء عرفناهم في لبنان وحفرناهم في الذاكرة والضمير، أمثال المفتي جسن خالد والشيخ صبحي الصالح والشيخ الدكتور عبد الناصر جبري والإمام المُغيَّب السيد موسى الصدر، وفي نفس السياق، نأنف من إعلامٍ مجرمٍ بات يشبه قناة الجزيرة (صانعة الحروب في الشرق الأوسط) كما وصفها الإعلام الغربي، ونُعلِن إزدراءنا لكل إعلاميٍّ رخيص، ونرفع في لبنان أسماء إعلاميين كبار أوسمة على صدورنا، وعلى جبيننا نرفع عمرو أديب وأمثاله أيقونات قداسة…