أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


ماذا بعد مقابلة يعقوبيان مع الرئيس الحريري

– تحول تدريجي للمملكة ( حبيب البستاني )

***

هل بدأت السعودية تعد العدة للعودة عن قراراتها المجحفة بحق الرئيس الحريري، وهل هي بصدد إعادة الاعتبار لرئيس الحكومة اللبنانية، وذلك بعد أن فشلت كل المساعي لاستبداله، بعد عزله، وهل الضغوط الدولية أثمرت تخفيفا للإجراءات القمعية المتخذة بحقه؟

أسئلة مشروعة يطرحها اللبنانيون وكل المحللين السياسيين، والتي أجمعت على التأثر الكبير والتوتر الذي بدا واضحاً على وجه رئيس الحكومة، خلال مقابلته مع بولا يعقوبيان، التي أقرت فيما بعد وبمقابلة مع الصحافي المصري عماد أديب بعدم وجود الساعة التي لا ينزعها أبدا من معصمه، كذلك وبالرغم من قولها بأنها لم تلاحظ أشياء غير اعتيادية داخل أو خارج قصر الحريري في الرياض، فإنها لم تستطع مقابلة أو رؤية أي فرد من أفراد العائلة وقد عزت ذلك إلى اتساع القصر، وهذا أمر مستغرب، سيما وإنها امرأة مقربة من دولته وباستطاعتها ذلك. أما بالنسبة لحرية الحريري في المملكة فإنها قد اكتفت بالقول إنها تصدق دولته حين يقول بأنه حر.

بكل الأحوال وبعيدا عن التحليلات، فإن كل المؤشرات تدل على التحول التدريجي للمملكة بالنسبة لموضوع الحريري، ولكنها بحاجة لسيناريوهات أكثر إتقانا لتغيير قناعات الناس والمحللين والمجتمع الدولي، وإن صورة المملكة التي اهتزت في عيون اللبنانيين بحاجة إلى الكثير الكثير لإعادة التلميع،وأنه أصبح من الواجب أن تعيد حساباتها مع لبنان، فهذا الشعب لم يعد يمشي بسياسة العصا، وإن كل الذين نصحوها وحرضوها لاتخاذ هذا الموقف، لم يجدوا البيئة الحاضنة لهم حتى في لبنان أو داخل أحزابهم ومزارعهم.

ويبقى السؤال الكبير، هل يعود الرئيس الحريري إلى لبنان وهل يعود حرا؟ وهل ستسمح المملكة بمغادرة عائلته للسعودية؟ وهل سيسمح له بحرية الحركة كرئيس لحكومة لبنان، وليس كمواطن سعودي يخضع للإملاءات والضغوط شأنه شأن كل رعايا المملكة بدون استثناء؟ والسؤال الأهم الأهم هل سيتمكن الرئيس الحريري من لعب دور الحامي للوحدة الوطنية، بغض النظر عن مصالح هذه الدولة أو تلك؟

من المعلوم أن السياسة هي فن الممكن، وفي لبنان يعلم الرئيس الحريري كما يعلم فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أن الممكن والمتاح قليل، وإن المطالب والمصالح الخارجية هي أكبر من أن تعد أو تحصى، ولكن اللبنانيين كل اللبنانيين يأملون، ونحن منهم بالطبع، أن يتمكن رئيس حكومة لبنان من العودة وهو يتمتع بكامل حريته، لكي يستطيع متابعة دوره إلى جانب فخامة رئيس البلاد، والقائم على الحفاظ على لبنان وسلامة اللبنانيين، وتوفير مقومات الوحدة الوطنية، التي بدونها لا قيامة لوطن الأرز.

* كاتب سياسي