أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


المعارضة السورية: هذا ما قصده السيد نصر الله

حسان الحسن-

لا شك ان ما يجري في سوريا والعراق لناحية تحرير المواقع والنقاط التي سيطر عليها “داعش” في حربه الارهابية لسنوات خلت، يمكن ان يشكل الطريق النهائي والاخير للقضاء على التنظيم الارهابي، والذي شارف على اعلان هزيمته.

في سوريا، وبعد إستعادة الجيش السوري السيطرة على مدينة البوكمال في محافظة دير الزور في الشرق، والتي تعد راهناً أبرز معاقل تنظيم “داعش” الإرهابي، سنشهد حتما استكمالا لتطهير ما تبقى من البؤر الإرهابية المحيطة بالمدينة، وذلك في نفس الوقت الذي تتابع فيه القوات العراقية تحرير غرب الأنبار في الشطر الثاني من الحدود ، الامر الذي يزيد من الضغط ويضاعفه على التنظيم، والذي اعتمد في اغلب معاركه في الشرق السوري وفي غرب الانبار في العراق على ترابطه بين الحدود.

صحيح أن إرهابيي داعش لايزالون ينتشرون في نقاط منعزلة في كل من باديتي سوريا والعراق، حسب ما تؤكده مصادر ميدانية في البلدين، كما انه يبقى لن يبقى للتنظيم تواجد في الغوطة الشرقية لدمشق وفي سهل حوران ومخيم اليرموك في الجنوب السوري، يمكن القول أن هناك أراضٍ سورية عدة، لاتزال بحاجة للتحرير و للتطهير من الارهاب، ومن الطبيعي والمتوقع ان تتجه القوات السورية اليها لتطهيرها.

وعن مرحلة ما بعد البوكمال، وهل ستليها الرقة أو أدلب، تشير المصادر الى أنه ليس لديها معطيات ملموسة في هذا الشأن حيث ان مناورة قيادة الجيش السوري تدرس جميع الاحتمالات المناسبة في هذا الشان، وهي حتما سوف تأخذ بعين الاعتبار جميع المعطيات الدولية والاستراتيجية التي تحدد قرارها في تحديد الوجهة، لأنه في حال تقدمت قوات الجيش السوري الى الرقة، قد تصطدم مع الجيش الأميركي الداعم لقوات سورية الديموقراطية “قسد” التي تسيطر على المدينة، كذلك في قرار إستعادة إدلب حساسيات معقدة بعض الشيء، ويتطلب الامر حتما تنسيقاً سورياً- روسيا- تركياً، وهذا ليس قائماً في الوقت الراهن، ودائماً بحسب المصادر .

وفي هذا الصدد، يعتبر مصدر سياسي سوري، أن الأهمية الأساسية لاستعادة البوكمال، ليست إقتصادية، فحسب، أي لإعادة تنشيط حركة الاستيراد والتصدير بين البلدين، بل تكمن أهميتها، باستعادة الدولة للحدود السورية- العراقية، وإخضاعها للسيادة السورية، وإعادة وصل الخط الاستراتيجي الممتد من إيران الى لبنان، مروراً بالعراق وسوريا، بالتالي فك العزلة التي حاول المحور المعادي للمقاومة فرضها على سوريا.

وفي هذا السياق جاء كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير في الأيام القليلة الفائتة، ليؤكد قرب القضاء على تنظيم “داعش”، وبأن الأزمة السورية إنتهت، و قد علق مصدر في المعارضة السورية على كلامه قائلا : ” لا ريب أن قامة كالسيد نصرالله، تدرك حقيقة الأمور والوقائع في الميدان السوري على حقيقتها الكاملة، ولديه كل المعطيات”.

ويعتبر المصدر نفسه أن الأمين العام لحزب الله قد قصد أن الأزمة شارفت على نهايتها، وقد تحتاج الى أشهر، كي تتبلور العملية السياسية، وأن محور المقاومة، إنتقل في معاركه مع الإرهاب من حرب الجبهات الى حرب الجيوب، والتصفيات العسكرية، وهذا ايضا ما أكده الرئيس الروسي فلاديمر بوتين على على هامش قمة آبيك في فيتنام، وتابع: “بعد القضاء على التهديد الإرهابي في هذه الأراضي، فإننا سنتحرك نحو التسوية السياسية تحت إشراف الأمم المتحدة”، يختم المصدر.

-المرده-