أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


عامٌ على فخامة الشموخ..

لتقييم عقولنا، وتقويم العقول المُعَاقة.. ولأهل الضمائر الحُكم ( أمين أبوراشد )

أخبار عالنار– لسنا بحاجة لأن نستعرض عاماً من إنجازات عهد، بل نحن بصدد أن نُبارك لأنفسنا بمن لم نعهد قبله مثيلاً في الأداء العام على كرسي رئاسة الجمهورية اللبنانية، ونترك لأهل الضمائر الحُكم على ما تم تحقيقه خلال فترة قياسية، على مستوى ملفات عمرها سنوات، ولن ندخل لا بقانون إنتخاب ولا بموازنة ولا بسلسلة ولا بإصلاحات، لأن فخامة ميشال عون قالها عام 1990 “شطف الدرج يبدأ من فوق“، وإحياء المؤسسات يبدأ من القضاء الذي كان قبل ميشال عون رهينة القضاء والقدر، وقد بدأ شطف الدرج من فوق ومنذ اليوم الأول من عهد فخامة الآدمي، وها هُم أهل الفساد أنفسهم باتوا يخطبون بالعفَّة ويُزايدون بالشفافية ويحرصون على إحياء المؤسسات من بعد ما أحياها فخامة ميشال عون.

ثلاث جزئيات فقط نتناولها، ليس لتقييم سنة من عهد ميشال عون، بل لتقييم عقولنا، وتقويم العقول المُعَاقة التي تعتقد أن مزرعة عمرها عقود، قد تغدو دولةَ نموذجية خلال عامٍ واحد، وبوجود مخلوقات المزرعة كشركاء ورِثهم فخامة الآدمي نتيجة تسوية سياسية لا بدَّ منها لمباشرة بناء دولة.

أولاً في صلاحيات رئيس الجمهورية، قضى ميشال عون على بدعة “الترويكا” الموروثة من زمن الرئيس الراحل الياس الهراوي، ومع حرصه على حسن العلاقة المؤسساتية مع رئيسي المجلس والحكومة، لكنه لا يتسامح في صلاحياته التي يكفلها الدستور، وهو يعلَّق جلسات مجلس النواب لمدة شهر ساعة يخطىء هذا المجلس، ويوقِّع مع رئيس الحكومة مرسوم تعيين سفير للبنان في سوريا، حتى ولو كان رئيس الحكومة “حردان” من سوريا ويرفض التعامل معها، ويتجاهل أن لبنان يأوي مليون ونصف مليون نازح سوري وينتظر الأمم المتحدة لتسوية أوضاعهم، فجاءت أول نبرة من معيار “الأمر لي” لفخامة ميشال عون، وتمّ تكليف اللواء عباس إبراهيم كموفد رئاسي للإهتمام بهذا الملف، وكانت هذه الخطوة، من مؤشرات شخصية قيادية لا تهوى المزاح!

ثانياً في تحرير الأرض، ودون الدخول في تفاصيل ملفات الخَوَنة، لأن أسماءهم باتت معروفة وتتقيأ منها صخور عرسال، فإن الذين طعنوا المقاومة عام 2000 وعام 2006، وحاولوا من خلال مُباركتهم الكاذبة للجيش اللبناني في إنجاز “فجر الجرود”، التعتيم على من حرَّر جرود عرسال، ورفضوا ربط عملية الجيش بعملية “وإن عُدتم عُدنا” التي أنجزتها المقاومة، فإننا لن نتوقَّف عندهم في حديثنا عن تفاهمات الكبار، ونقول لسماحة سيِّد المقاومة، لم تُخطىء سماحتك يوم وصَّفت ميشال عون بالـ “جبل”، ونترك الزواحف عند السفح حيث الجحور.

ثالثاً في السياسة الخارجية، ومن خلال كل إطلالاته في مقرّ الجامعة العربية وعمَّان، مروراً بالأمم المتحدة ووصولاً الى الإليزيه، هذا هو ميشال عون، لا تُغيِّره مواقع ولا تُبدِّل مواقفه منابر، عربيٌ أكثر من كل العرب، لبنانيٌ أكبر وأشرف من أن يُقارن بلبنانيين مُرتهنين لسفارات ودواوين ملوك وأمراء، ومسيحيٌّ مشرقيٌّ جاء كما الحلم، يحيي الأمل في زمن اجتثاث الأقليات من هذا الشرق، عبر مدِّ اليدّ لا بل اليدّ باليدّ مع كل آخر يؤمن بالأخوَّة الإنسانية والشراكة الوطنية، وبلبنان بلداً سيادياً نهائياً لجميع أبنائه، ووطن أقدس معادلة جعلت من أصغر وطن، يكتب تاريخاً من مجد عجِزت عنه أُمَم دون الحاجة لكل الأُمَم..

ميشال عون، شكراً لأنك فخامة الشموخ.