أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


باسيل في مؤتمر الطاقة الوطنية اللبنانية: فرصتين كبيرتين للبنان، الاولى بالغاز والثانية بإعادة إعمار سوريا

– السياحة الدينية​ قطاع واعد

***

أكد وزير الخارجية والمغتربين في الكلمة الختامية لمؤتمر “الطاقة الوطنية”، الذي عقد في “البيال” بعنوان “تحريك عجلة الاقتصاد”، برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أنه يجب على لبنان ان “يكون جاهزا”، في موضوع إعادة إعمار سوريا، لافتا إلى أنه على الصعيد الاقتصادي “لدينا فرصتان كبيرتان، الغاز في البحر، واعادة اعمار سوريا، وبواسطتهما نستطيع ان نضخ في اقتصادنا ونوسع شرايينه”.

ورأى أن “لبنان بحاجة الى تسويق، ويجب ان نعيش الايمان بلبنان لنسوقه بصورته الحلوة، ولننتقل من السلبية الى الايجابية، وهذا هو اهم عامل نفسي لاحياء الاقتصاد اللبناني”.

وأمل أن “تكون قضية الاعفاءات الضريبية على السياحة الدينية قريبا على طاولة القرار”، كذلك “وجوب ربط لبنان باتفاقات سياحية”، وفي السياحة الاستشفائية اعتبر أننا “بحاجة إلى السمعة الطيبة”،

واعتبر أن “الاولوية في مشاريعنا الاستثمارية العامة، يجب ان تكون للبنانيين في الانتشار، فهم من يجب ان يكونوا الشركاء الفعليين بانهاض اقتصادنا”.

وقال: “أود ان اقول ان مؤتمر الطاقة الوطنية اللبنانية، أتى بسببب مؤتمر الطاقة الاغترابية، وقد تكون هي المرة الاولى التي نذهب فيها الى لبنان في الخارج، ونعود منه لنجد ان لبنان في الخارج بحاجة الى لبنان في الداخل ليكملا بعضهما. ويوم عقدنا مؤتمر الطاقة الاغترابية، اعتقد الكثيرون اننا نهدف الى جلب الاستثمارات الى لبنان، وهذا غير صحيح. بل هي علاقة لها ثلاثة ابعاد. لبنان الموجود في الخارج مع لبنان، ولبنان الموجود في الداخل نأخذه الى الخارج ليستثمر ويعمل، وليس لدينا اي خوف من اللبناني اذا توجه الى الخارج، المهم ان يعود، وقد وجدنا ان هناك حاجة لنجمع الطاقات الوطنية اللبنانية”.

أضاف: “البعد الثالث هو تعارف اللبنانيين المنتشرين في كل الدول على بعضهم، من هنا وجدنا ان هناك حاجة لنجمع الطاقات اللبنانية الوطنية، وليس فقط الانتشارية لنحاول النهوض بالاقتصاد، ونكمل مع ما قمنا به في مؤتمر الطاقة الاغترابية، وهو مجال واسع وتبين معنا خلال نقاشنا اليوم في المؤتمر، كم تناولنا الانتشار لجهة السياحة الاستشفائية والدينية، ولمسنا الحاجة لهذا التكامل والترابط. لذلك نود ان نقول اننا اليوم في النسخة الاولى لهذا المؤتمر ونعود الى شهر ايار من العام 2014، يوم عقدنا اول مؤتمر للطاقة الاغترابية، واليوم نقول ان مؤتمر الطاقة الوطنية هو في المكان، الذي كان فيه مؤتمر الطاقة الاغترابية في العام 2014”.

وتابع: “ما نود من هذا المؤتمر، هو ان نأخذ جزءا من توصياته، ونخبركم بعد سنة عما قمنا بتنفيذه و الشيء الاساسي والمهم، انه حتى اليوم الفرد في لبنان هو أقوى من الدولة وهذا صحيح لأن المبادرة الفردية نجحت اكثر من المبادرة الجماعية، ونحن علينا جمع هذه المبادرات الفردية، اليوم الدولة اللبنانية، ليست هي من احيا الانتشار اللبناني، بل هو من احيا نفسه، بمجرد ان توجهنا اليه. فالمبادرة الفردية اللبنانية هي بجمعها، من خلال اشعارها ان لديها قوة وهي محتضنة ما يمكنها من اطلاق نفسها اكثر”.

وأردف: “اليوم، نحن كنا امام اعلان كبير انتظرناه منذ خمسين عاما، وقد بدأنا نلمسه منذ خمس سنوات، اليوم لبنان قدم له رسميا عرض من تحالف دولي كبير، من المؤكد ان موازنته اكبر من موازنة الدولة اللبنانية، ومردوده السنوي اكبر من الدين اللبناني، والعرض الذي قدمه لنا هو التزام اسكتشاف وتطوير الغاز في البحر اللبناني، وهذه محطة حقيقية والحكومة اللبنانية هي من يقرر ماذا تفعل، ولكن ولاول مرة نحن امام فرصة حقيقية لنقوم بالنقلة الكبيرة في اقتصادنا”، متمنيا الا “تضيع الحكومة اللبنانية هذه الفرصة، التي اضعناها من خمس سنوات، ويتجرأ لبنان ويستكشف غازه في البحر”.

وقال:”كل هذا يترافق مع مناقصات كبيرة في الهواء والشمس والماء، فأهم شيء في سد جنة هو استخراج الكهرباء منه، بقوة 140 ميغاوات، ما يأخذنا الى الطاقة النظيفة. هناك ايضا مشروع يتطلب متابعة من الحكومة اللبنانية، ولكن نستطيع ان نتوسم ان يبدأ بأخذ مراحله التنفيذية، وهو تحويل طاقة لبنان اعتمادا على الغاز مع مشروع خطوط الغاز، التي تربط لبنان ببعضه للصناعة والاستهلاك المنزلي، وللخارج باستعمال الخطوط العربية، وصولا الى وصله بأوروبا، والغاز المسيل الذي نستطيع جلبه الى شواطئنا ونستخدمه، اذا لبنان يجب ان يقوم على فكرتين الغاز والطاقة المتجددة المعروفة”.

أما في مجال السياحة الدينية، فقال: “يستطيع لبنان ان يقدم السياحة الدينية المتنوعة، وهي غير موجودة عند الجميع، فتنوع لبنان وتنوع اديانه وثقافاته، ولفتني اليوم كم لدينا القدرة على تسويق السياحة الدينية من خلال فيلم صغير رأيناه في المؤتمر وأثر فينا، واذا اعتمدنا هذا الفيلم من خلال وسائل الاتصال الاجتماعي لنصل الى العالم في الخارج، يمكننا تسويق السياحة الدينية. آثاراتنا وتراثنا الديني موجودة وقائمة، قد تكون بحاجة لنفض الغبار عنها، ولكن ليس لدينا الكفاية من ادلة سياحية وخرائط وطرق، ومن الواضح ان ما تريده السياحة الدينية هوالاعفاءات الضريبية، وهذا يسمح به القانون، وآمل ان تكون على طاولة القرار قريبا”.

أضاف: “لدينا فكرة قابلة للتنفيذ، كنا عملنا عليها في وزارة الخارجية، والفكرة هي وجوب ربط لبنان باتفاقات سياحية، وقد مهدنا لاتفاق ثلاثي بين لبنان وقبرص واليونان، ما يضعنا على الخارطة السياحية الواعدة”.

وتطرق الى موضوع المصارف، فقال: “الفكرة الاساسية هي المنصة المالية للبورصة، والشيء المهم فيها، اننا نستطيع ان نتوجه الى المنتشرين اللبنانيين للمشاركة”، مشيرا “عندما تم الحديث عن 16 مليار دولار لخطة استثمار رأس المال، الذي تعده الحكومة اللبنانية، اقول لكم انه كي تكون عدالة بين كل المناطق والقطاعات، بالتأكيد سنصل الى العشرين مليار دولار، ولا يجب ان نخاف من كيفية تأمينهم، فالمنتشرون اللبنانيون وبمجرد ان نفتح لهم امكانية الدخول، يتأمن التمويل بجزء كبير منه، وبالتالي نكون لا نسعى فقط الى التمويل الدولي مع فوائد، ولو كانت ميسرة، فالاولوية في مشاريعنا الاستثمارية العامة، يجب ان تكون للبنانيين، وهم من يجب ان يكونوا الشركاء الفعليين بانهاض اقتصادنا”.

وفي موضوع السياحة الاستشفائية، اعتبر أن “ما نحتاجه هو السمعة”، وقال: “في السياسة بامكاننا ان نتنافس مع بعضنا، لكن لا يحق لنا اذا ربحنا في السياسة، ان نؤذي كل لبنان ونشوه سمعته ونمس باقتصاده، لنسجل نقطة شعبوية على حكومة او فريق سياسي، وحين نشهر خصوصا زورا في قطاع او في الاقتصاد اللبناني، علينا ان نعرف ان الارتدادات السيئة تتخطى لبنان، وتطال سمعته، واذا اخطأ طبيب لبناني يجب محاكمته في المحكمة وداخل نقابته، في المقابل هناك عشرة الاف طبيب لبناني يعملون بشكل صحيح وتحية لهم ولكل من يعمل في لبنان بضمير”، مقترحا “فكرة ايجاد مراكز للعلاج الاستشفائي، خصوصا ان طبيعة لبنان على البحر والجبل”.

أضاف: “حين نضع خطة عمل في لبنان، نفكر بالاربعة ملايين لبناني وبسوق جونيه والنبطية وبعلبك، علينا ان نتعود على الاسواق الخارجية مثل ساو باولو و باريس ونيويورك وابيدجان وملبورن وسيدني واوكلاند، فكل مدينة في العالم فيها لبنانيون اكثر من اي مدينة في لبنان، ويجب ان نوصل لهم البضاعة اللبنانية. الحنين والعطش اللبنانيان في الخارج كبيران جدا، ويجب ان نعرف كيف نصل بشكل سليم”، آملا أن “تبدأ وزارة الخارجية قريبا، باستخدام ملحقين اقتصاديين للذهاب اكثر باتجاه الديبلوماسية الاقتصادية”.

وتابع: “حين حكي عن زيادة صادراتنا الى 3 مليارات، اعتقد انها سياسة كاملة وسياسة حكومية عليها ان تاخذ بعين الاعتبار الوقت والاجراءات السريعة، ويجب على الجمهور اللبناني محاسبة الحكومة الحالية. نحن اليوم امام تحد واضح، اصبح لدينا مجلس وزاري اقتصادي، وليس هيئة دستورية جديدة، هي لجنة وزارية مدعوة ان تجتمع مرة في الاسبوع، ويكون لديها فريق عمل يقوم بتحضير خطة اقتصادية، تناقشها وتقدمها للحكومة كل القوى الاقتصادية فيها، وتأخذ الحكومة اللبنانية كل اسبوع قرارات اقتصادية. هذا ما يجعلنا نشعر اننا حقيقة نحس بحالة الطوارئ الاقتصادية، واننا متجهون الى اجراءات سريعة”.

وحول قضية اعادة الاعمار في سوريا، قال: “من الواضح ان لبنان يجب ان يكون جاهزا، واللبنانيون سبقوا الدولة الى ذلك. الدولة مدعوة لتهيئ نفسها، وتهيئ لبنان في بناه التحتية، واللبناني سيذهب ويبني مستشفى او جامعة او فندقا تجاريا ويستثمر، ولكن البنية كلها للدولة، لانه لدينا فرصتان كبيرتان، الغاز في البحر، واعادة اعمار سوريا، وبواسطتهما نستطيع ان نضخ في اقتصادنا ونوسع شرايينه”.

وختم: “لبنان بحاجة الى تسويق، لنعود الى حالة الحنين والربط القوي مع الاغتراب اللبناني، لبنان جميل ويجب ان نعيش الايمان بلبنان لنسوقه بصورته الحلوة، ولننتقل من السلبية الى الايجابية، وهذا هو اهم عامل نفسي لاحياء الاقتصاد اللبناني”.