أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


ادلب آيلة نحو الحسم السريع ؟

حسان الحسن-

في الظاهر يبدو ان تركيا قد كُلفت من الروس والايرانيين بانهاء موضوع هيئة تحرير الشام في ادلب، وفرض منطقة خفض التصعيد على المجموعة

الارهابية الاقوى في تلك المحافظة السورية الخارجة حتى الان عن سيطرة الدولة السورية، ولكن من المبكر الحديث عن بدء عملية تطهير أدلب من المجموعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة.
حتى الساعة أنقرة ليست في صدد الدخول في حرب مع جبهة “النصرة” التي حظيت بدعم تركيا ورعايتها، وشكلت المعبر الرئيسي لمسلحي “الجبهة” وأخواتها الى الأراضي السورية، ومن خلال هذا الدعم التركي وسواه، لاسيما القطري أيضاً، بلغ عدد المسلحين التكفيريين الذين يدورون في فلك “الجبهة” في محافظة أدلب نحو 15 ألف مسلح، ولم يعد بالأمر السهل مكافحتهم والإجهاز عليهم او فرض اي مشروع عسكري او ميداني عليهم، وقد تكون الأعباء ثقيلة على كاهل أنقرة، هذا إذا قررت أصلاً القيام بعملية أحادية الجانب في المحافظة المذكورة، بحسب رأي مصادر ميدانية متابعة .
وتكشف هذه المصادر اعلاه أن القوات التركية لم ترسل أي من تشكيلاتها الحربية الى داخل أدلب، لكنها أدخلت بعض فرق الاستطلاع في إتجاه الأراضي الخاضعة لنفوذ المسلحين الأكراد، وفي شكلٍ خاص نحو عفرين في شمال حلب، بالتنسيق مع “النصرة”. كذلك يقيم الجيش التركي نقاطاً عسكرية على الحدود الشمالية مع سورية، في محاولةٍ للضغط على الكرد والتصدي لمشروع قيام “كونتون” كردي على الأراضي السورية المجاورة، الأمر الذي يتهدد الأمن القومي لتركيا، ويتهدد وحدة أراضيها، وقد يحفز الأكراد الأتراك على الإنفصال، خصوصاً بعد الإستفتاء الذي دعا إليه حاكم كردستان العراق مسعود البرزاني، “للإستقلال” عن الجمهورية العراقية.

من جهة اخرى، وبالإضافة الى وجود آلاف المسلحين في أدلب، فهي أيضاً منطقة معقدة جغرافياً، ومتصلة بالمناطق الخاضعة لسلطة الدولة السورية وحلفائها، ويتطلب تطهيرها من الإرهاب عملية عسكرية سورية- روسية- تركية، وقد تدخل عندها القوات التركية من الشمال، تحت غطاء جوي روسي، على غرار ما حدث في مدينة الميادين في دير الزور، على سبيل المثال لا الحصر، ودائما برأي المصادر .
وعن إمكان إدخال “قوات درع الفرات” الى “عاصمة النصرة”، تؤكد المصادر أن هذه “القوات” غير مؤهلة للتقدم نحو إدلب، ولا يتخطى عديدها الألفين مسلح بأحسن الأحوال، لذلك لا تلوح في الأفق القريب بشائر معركة تطهير إدلب وبالاخص على يد الوحدات التركية التي يبدو انها حتى الان بعيدة عن اتخاذ هذا القرار، وجل ما في الأمر أن القوات التركية، تتخذ تدابير إحترازية لمحاصرة التمدد الكردي في الشمال السوري، ليس إلا، على الأقل في المدى المنظور .
و يبقى على تركيا ان تخلق مناورة استثنائية خاصة، تستطيع من خلالها اولا ان تنفذ وعودها للروس من ضمن اتفاق خفض التصعيد المفترض تنفيذه في ادلب، و ثانيا تحافظ على مسلحي جبهة النصرة التي رعتها ودعمتها وكانت الموجه الاساس لها في اغلب معاركها في سوريا، وثالثا تحمي قدر الامكان مئات الاف المدنيين السوريين من ابناء ادلب او النازحين اليها .

-المرده-