أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


بعد خسارة كركوك.. الأكراد يلقون باللائمة على إيران

اعتبر الكثير من الأكراد، أن خسارة كركوك، وقعت نتيجة مؤامرة تواطأ فيها أكثر من طرف، إلا أن تركيزهم انصب على الدور الإيراني في هذه الأحداث.

ويسود أربيل اعتقاد بأن الهجوم، الذي شنه الحشد الشعبي والقوات العراقية على كركوك صبيحة الاثنين، كان بقيادة وإشراف الحرس الثوري الإيراني.

ونقل موقع 24 الإلكتروني الإماراتي عن كفاح محمود، المستشار الإعلامي لرئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني قوله: “الإيرانيون كانوا واضحين جدا، كان هناك العديد من جنودهم من عناصر ما يسمى بالحرس الثوري، بل إن أغلب هذه العناصر كانوا يتحدثون بالفارسية”.

وتابع مشددا على أن “ما حدث مؤامرة شاركت فيها إيران بالحشد والتغطية الجوية وبالطبع هناك موافقة تركية”.

كما اعتبر المسؤول الكردي أن هناك أيضا “صفقة مع جناح من أجنحة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني”، خاصة وأن هذه المحافظة تقع تحت نفوذ الحزب، وبالتالي “سُلمت المواقع الاستراتيجية بكركوك من قبل هذا الجناح، الذي كان معاديا للاستفتاء وللرئيس مسعود بارزاني”.

ونفى محمود وجود خلافات عميقة بين قيادات الإقليم وقيادات الحشد الشعبي، مشيرا إلى أن المشكلة ظهرت مع خضوع الحشد للتأثير الإيراني.

وقال: “يبدو أنهم غيروا مواقفهم، معظم قياداتهم كانوا لاجئين لدينا بكردستان أيام حكم صدام حسين وما قبله، ولكني أعتقد أن الحشد الشعبي بات مسيطرا عليه من قبل الإيرانيين، فالحشد يتبع عقائديا وفنيا وماليا للحرس الثوري الإيراني”.

“الخيانة” الأمريكية

كما ألقى محمود باللوم أيضا على الأمريكيين، مرجحا أنهم كانوا على علم بتوقيت الهجوم العراقي على كركوك، لكنهم لم يحذروا أربيل منه.

وقال: “الطيران الأمريكي منذ يومين أقام مظلة فوق كركوك، وكان بإمكانه أن يرصد بالعين المجردة وعبر طائراته المروحية، التي لم تكن مرتفعة كثيرة، وجود الأسلحة الأمريكية من دبابات وعربات ضمن الاستعدادات العسكرية للهجوم”.

وأضاف: لم يتم تحذيرنا بشكل واضح، رغم استخدام بغداد لأسلحتهم في الهجوم…التحذير كان على شاكلة أنه ستكون هناك عواقب سيئة في حال الإصرار على الاستفتاء، وإجرائه بكركوك…ولكنه لم يشر إلى عملية عسكرية تشترك فيها قوات إيرانية وبأسلحة أمريكية بالتعاون مع أحد أجنحة حزب الاتحاد الكردستاني”.

وفي إشارة إلى دخول الصراع الأمريكي الإيراني على خط أحداث كركوك، نقلت صحيفة الوطن السعودية عن “مسؤول بارز” في الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة بارزاني، أن واشنطن “مستاءة من موقف حزب الاتحاد الوطني وحكومة بغداد، وذلك بعد سماحهما لسليماني بأن يكون طرفا محوريا في مجريات التطورات الميدانية”.

وأشار المسؤول إلى أن واشنطن علمت بالاتفاق الذي جرى بين العبادي ومعصوم والاتحاد الوطني الكردستاني، بإشراف سليماني، حول عملية كركوك ودخول القوات العراقية إلى حقول النفط والمطارات، واستبعادها من هذه الخطة، لافتا إلى أن الموقف الرسمي الصادر عن وزارة الدفاع الأمريكية المحذر من التصعيد يشير إلى هذا الامتعاض.

سليماني كمستشار عسكري و”منسق” سياسي

وبدورهم، لم يخف المسؤولون في بغداد وأنصار الاتحاد الوطني الكردستاني دور طهران في أحداث كركوك.

وقال سعد الحديثي المتحدث باسم الحكومة العراقية، في حوار مع قناة رووداو الكردية، إن سليماني يلعب دور “المستشار العسكري” لقوات الحشد الشعبي، فيما أشار المحلل السياسي العراقي هشام الهاشمي، إلى أن التطورات الأخيرة في كركوك، حدثت نتيجة “تنسيق بين سليماني وبافل طالباني نجل زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني الراحل”.

من جانبه، قال شيخ مصطفى، عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، قائد قوات 70 التابعة لوزارة البيشمركة، في حديث تلفزيوني أمس الاثنين، إن “الإيرانيين هم الذين قادوا العمليات في الهجوم على محافظة كركوك”، مع أنه دافع عن قرار انسحاب قوات البيشمركة من مواقعها، معتبرا أنه لم يكن “قرارا خاطئا”.

يذكر أن طهران تولي أهمية كبيرة لمواجهة التبعات المحتملة لاستفتاء كردستان العراق على الانفصال الذي جرى الشهر الماضي، باعتباره مؤامرة إسرائيلية أمريكية ضد المنطقة عامة وإيران خاصة.

وقال علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى للشؤون الدولية أمس الاثنين، إن هزيمة الأكراد في كركوك “قصمت ظهر مؤامرة بارزاني”.

وأضاف: “هدف بارزاني ومن خلفه إسرائيل، السيطرة على حقول النفط في كركوك لصالح تل أبيب، وهذه المؤامرة انتهت بفضل قوة الحكومة العراقية في بغداد”.

وحذر ولايتي، من أن “رفع الأعلام الإسرائيلية في إقليم كردستان العراق يعني أنه في حال انفصال الأكراد ستصبح لإسرائيل حدود مع إيران”.

-روسيا اليوم-