أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


“المغراق” من أكثر الأماكن جمالاً في لبنان… ومطربين مشهورين لتصوير فيديو كليب أغانيهم.. (Pictures+Video)

– ارض الاجداد اثمن من التفريط بها بهذه السهولة.. (الد. حنينا أبي نادر)
– 7500 متر مربع من الاشجار الدهرية، على مد النظر، حور وسنديان وعفص…(هالة الحمصي)

***

تقع بلدة المغراق في عبدللي في قضاء البترون على ارتفاع 600 متر فوق سطح البحر ويعود تاريخها إلى 200 عام، وهي مستنقع تتجمّع فيه المياه كلّ سنة لمدة 5 أشهر تقريبًا لأنّ الأرض هي أرضٌ كلسيّة . تضمّ المغراق منزلاً خشبيًا جميلاً تم بناؤه منذ 25 سنة فوق المياه، ويكمن جمال البلدة في أشجارها الضخمة والهدوء الذي يخيّم عليها وفي القارب الذي يتنقّل به الزوّار هناك، كما في المجموعة المتنوّعة من الحيوانات (البطّ والكلاب ومختلف أنواع الطيور والخنازير، إلخ). وثمّة عامِلٌ يسهر دائمًا على مساعدة الزوّار وعلى تولّي أعمال الصيانة.

تعود ملكيّة أرض المغراق إلى طبيب لبنانيّ (الدكتور أبي نادر) عاد حديثًا من الولايات المتحدة. ولدى عودته، فوجئ برؤية أرضه في حالٍ من الفوضى فقرّر الاعتناء بها وجعلها أرض مفتوحة لعامّة الناس. كما أنّه زرع أكثر من 500 شجرة ووزّع 500 شجرة أخرى، وحظّر الصيد وقطع الأشجار ومنع السيّارات من الدخول ونظّف الأرض من القمامة ورتّبها . ودائمًا ما يقول الدكتور حنينا إنّ “الشجرة أهمّ من المنزل”.

إلى ذلك، صوّر الكثير من المطربين المشهورين فيديو كليب لأغانيهم في بلدة المغراق، ونذكر على سبيل المثال المطربة هيفاء وهبي ونانسي عجرم ونجوى كرم بالإضافة إلى يارا في الآونة الأخيرة . ويمكن لمن يهمّه الأمر أن يزور صفحة المغراق على “إنستغرام” و”فايسبوك”.

والمغراق بعيدةٌ عن الضجيج والسيّارات والتلوّث ويغطّيها خضارٌ رائعٌ موجود في هذا العالم. وتتوفّر الكهرباء والمياه في الموقع الذي يحوي أيضًا حمّامًا وغازًا يمكن استخدامهما . أما الرسالة التي يردّدها الطبيب فهي بسيطة: “حافظوا على ما تبقّى لنا في لبنان من مساحاتٍ خضراء وخصوصًا في ظلّ قطع الأشجار والحرائق والأمراض التي تهدّد لبنانَنا الأخضر الغالي”.

***

“لقد وصلتم رسميا الى اكثر الاماكن سعادة على الارض. يمكن ان تسموه المكان السعيد. هكذا يحلو للناس هنا ان يسموه. اهلا وسهلا بكم في #المغراق”. 7500 متر مربع من الاشجار الدهرية، على مد النظر، حور وسنديان وعفص… وفي الوسط كوخ خشب، وعصافير الوروار والصفار والسنونو تزقزق في الارجاء، وطبيب مدافع عن البيئة يسهر على حماية الطبيعة. هنا البيئة هي الملكة، والملكة خضراء. وللواصلين الى تلك الارض العذراء، تنبيه: “ممنوع المس باي شجرة”.

القصة قديمة جدا، ترجع الى 200 عام على الاقل، على قول الدكتور #حَنينا_ابي_نادر، “الى ايام جدنا الاكبر” تحديدا. يحكى انه قصد تلك الارض احد الايام، واصطاد عصفورا وقع في الارجاء. وعندما اراد ان يأخذه، واجهه احد الجيران بان المكان له، وبالتالي العصفور الميت له. غير ان الجدّ اردف: “الارض لك اليوم، لكنها لي غدا”. ووفقا للرواية المتناقلة، “جمع الجد المال الكافي واشترى الارض”.

(فيديو من تصوير الاب شادي بشارة عن المغراق)

ما قام به يومذاك لا يزال يشهد لما اراد ان تتحول اليه تلك الارض. “زرع شجر حور في شكل مربع. كان يبني عندها خيما من قش ويمضي الوقت تحتها”، يروي ابي نادر. عمر الاشجار في تلك البعقة الخضراء لا يقل عن 200 عام، وفقا لتقديراته. غابة صغيرة تسخو بظلالها وكنوزها، وسطها كوخ خشب بسيط “بُني قبل نحو 25 عاما”.

المعنى في الاسم نفسه. تُسمَّى المغراق، كما يرد في المستند العقاري، لكونها “ارضا كلسية تغرق في الماء في فصل الشتاء”، فتتحول بحيرة صغيرة يستجوب استخدام الزورق او الجيب للمرور بها. جنة طبيعية في #عبدللي في قضاء #البترون، وليست كأي ارض اخرى في لبنان.

“الشجرة اهم من البيت”

منذ الجد الاكبر… مرت السنون، وبقيت الارض ملكا لعائلة ابي نادر، قبل ان يتسلم الطبيب حَنينا، الاختصاصي بالطب الوقائي والباحث في “جامعة جون هوبكنز”، شؤونها كلها بعد عودته من الولايات المتحدة قبل اشهر عدة. “عندما زرتها احد الايام، وكنت لا ازال اقيم في الولايات المتحدة، فوجئت بالفوضى فيها. اشخاص يقطعون الحور القديم لبيعه، وآخرون يصطادون العصافير، او يلقون بنفاياتهم في الارجاء”.

ارض الاجداد اثمن من التفريط بها بهذه السهولة. ابتداء من 15 كانون الثاني 2017، منع ابي نادر “كل هذه الامور”. نظّف الارض. خطّط. نظّم. “منع دخول السيارات”، ووضع شروطا لزيارة المغراق، بما يجعلها بمثابة محمية. “اصبحت منتزها نوعا ما. وهذا يعني ان الصيد محظور على بعد 500 متر من حدود الارض، وفقا للقانون”. وبموجب ذلك ايضا، ستؤمن وزارتا الزراعة والبيئة اشجارا لزرعها فيها “قريبا جدا”.

للراغبين في زيارة المغراق، تحضّروا: فسحة خضراء عذراء، خام. لا طريق معبّدة لدخولها بالسيارة. “طريقها رملية، بما يستوجب المشي اليها مسافة قصيرة جدا”. لا خطوط للتيار الكهربائي فيها. لم تشاهد يوما الباطون، وتأبى ان تعرفه. ويمكن ركن السيارات في موقف قربها انشأه خصيصا ابي نادر للزوار. الحفاظ على البيئة شاغله الرئيسي. “الشجرة أهم من البيت”، على قوله.

كل ويك اند، ينضم الى مغراقه، “بعيدا من ضجيج المدن وضغطها وتلوثها”. هو حامي الارض والاشجار، و”ممنوع المس بها”. عندما قرر جعل المغراق ارضا مفتوحة، فذلك انطلاقا من رغبته في تحقيق مشروع بيئي سياحي صغير، غير ربحي، يوفر للزوار بيئة خضراء نظيفة، وهواء غير ملوث، وسكينة، ووقتا ممتعا للاسترخاء.

في المغراق، يمكن الاستمتاع بنزهة وسط الاشجار. كذلك، يمكن احضار الطعام لتناوله هناك، علما ان ابي نادر جهّز المكان بطاولات وكراس خشب. ويمكن ايضا احضار الخيم للتخييم في ضوء القمر وتلألؤ النجوم ليلا. ملاحظة: الحاجات الاساسية، كالكهرباء والماء والحمام، مؤمنة في الكوخ، وهناك ناطور يسهر على نظافة الارض طوال ايام الاسبوع. ملاحظة اخرى يسجلها ابي نادر. “غالبية قاصدي المكان حضاريون ويحترمون الطبيعة ويحبون البيئة، ويتجاوبون مع شروط المغراق”.

Megrak1

(المغراق من الجو- الصورة من صفحة المغراق على “فيسبوك”)

Dr Hanina Abi Nader

(الدكتور حنينا ابي نادر)

Megrak4

Megrak3

Megrak2

(3 صور من تصوير الاب شادي بشارة)

ثعالب وخنافس
الضوابط باتت معلومة. الفلتان الاخلاقي غير مسموح. “أفضّل المتزوجين او الخاطبين، ولا نريد ثنائيا تحت الـ18 عاما. نشدد كثيرا على هذه المسائل، لاننا نحرص على الاخلاق”، على ما يؤكد. عدا ذلك، يرحّب بكل ما “يغط” في المغراق من وروار وصفار وسنونو وطيور الباشق. منذ مَنَعَ الصيد، “إتّخذت العصافير من المغراق ملجأ رحبا لها”، على ما يلاحظ. حتى الثعالب “تعيش في الارجاء”، وظهرت ايضا الخنافس.

من قاصدي المغراق، اشخاص يعانون خصوصا الربو. ويسعد جدا ابي نادر ان يعلم ان مغراقه تساعد صحة عديدين على التحسن، بسبب بيئته الصحية. طبيب الصحة الوقائية يدرك جيدا المنافع. “عندما يخفّ التلوث، تخفّ الحساسية والسعال وضيق التنفس. الاهتمام بالطبيعة والبيئة يساعد الرئات على التنفس في شكل أفضل”.

Megrak6

(الوزير حاصباني والدكتور ابي نادر في المغراق)

يوميّا، يصل نحو 50 شخصا الى المكان. “مجموع الزوار خلال شهر يراوح بين الف و1500 على الاقل”. شهرة المغراق انتشرت. ومن الزوار الاعز على قلب ابي نادر، وزير الصحة العامة غسان حاصباني الذي “يقدر جدا البيئة، ويعمل من اجلها ومن اجل صحة اللبنانيين”.

المصدر: النهار + agoraleaks