أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


عمِّر يا معلِّم العمَار، بعد الصلحة مع بشَّار! (أمين أبوراشد)

– الحريري كمقاول عليه أيضاً إسكات أبواق الحلقة المُحيطة به التي “خَرَبت بيته” وهي أكبر مصيبة ورثها عن والده..

***

أخبار عالنار- أيام تفصل بين عودة الرئيس الحريري من فرنسا، جازماً بأن الرئيس الأسد راحلٌ حُكماً، وبين زيارته الى روسيا وسماعه كلاماً من الرئيس بوتين أن الأسد باقٍ، وقد يكون الحديث على جلسة نبيذ فرنسي مع الرئيس ماكرون، أخفّ على قلب ومعدة الرئيس الحريري من الفودكا الروسية، لكن الرئيس الروسي خرِّيج مدرسة ال “كي جي بي“، قادرُ ربما أكثر من سواه، على تجريع الرئيس الحريري كأس مرارة بقاء الأسد، وأن عملية إعادة إعمار سوريا ستبدأ قريباً والشركات الروسية ستكون لها الأولوية ولبنان سيكون منصَّة العمل في هذه الورشة الضخمة.

ولأن الرئيس الحريري يعشق “المقاولات”، وقد ورثها عن المرحوم والده، عاد من موسكو بوعود واعدة أنه سيكون شريكاً في إعادة إعمار سوريا، حتى دون أن يتصالح  مع الرئيس الأسد، وذهب فريقه المُرافق بعيداً في الإجتهادات الساذجة، أن مناطق إقتصاد حُرّ، يُمكن إنشاءها في لبنان، وتكون منصَّات مقاولات للشركات الدولية واللبنانية بمعزلٍ عن تطبيع العلاقات بين “معلِّم العَمَار” وصاحب الدار.

صحيح أن الرئيس الأسد أكَّد مراراً، بأن عملية تلزيم إعادة إعمار سوريا، ستكون من نصيب البلدان التي وقفت الى جانب سوريا، وسمَّى بالإسم روسيا والصين وإيران، ولبنان هو حُكماً قاعدة إنطلاق وعَمَل هذه الورشة ولأكثر من سبب، بدءاً من القدرات العلمية والتقنية اللبنانية، مروراً بكفاءات التواصل مع الخارج التي يمتلكها اللبنانيون، ووصولاً الى المرافىء اللبنانية التي ستكون شريان حياة لهذه العملية الإعمارية الكبيرة.

ليس مطلوباُ من الرئيس الحريري، أن ينقلب 180 درجة بلحظات، ولا طلب زيارة دمشق خلال أيام، ولا بإرسال وسطاء لترطيب الأجواء والتمهيد لزيارة قد يوافق عليها الرئيس الأسد وقد يرفضها، لكن على الرئيس الحريري كرئيس حكومة لبنان، ويتمنى أن يكون لبنان شريكاً أساسياً في إعادة إعمار سوريا، وهو كمقاول يرغب بالتعويض عن نكسة “سعودي – أوجيه، أن يُمهِّد لنفسه طريق العودة الى دمشق، وأن يُسكت أبواق الحلقة المُحيطة به والتي “خَرَبت بيته” ولم ينتبه بعد أنها أكبر مصيبة ورثها عن والده، وأن معظم من ورِثهُم هم “قرطة شبِّيحة” يعتاشون على معلف العائلة، ويجب الإنعتاق منهم قبل أي خطوةٍ صوب دمشق.

أما عن الإجتهادات السخيفة، التي يطلع بها جهابذة الإقتصاد وخبراء الإعمار في حكومة الرئيس الحريري، أو ضمن حلقته الضيِّقة، الذين يجتهدون بنظريات مناطق إقتصادية حُرَّة في لبنان يتمّ من خلالها العمل في سوريا، دون الحاجة الى تطبيع العلاقات مع الرئيس الأسد فنقول لهم: أنتم حمقى سياسة، وحمقى علاقات دولية وبروتوكولات إلزامية للتعاون بين الدول، وأنتم أعجز من أن تُدخلوا الى سوريا “كيس ترابة” دون أخذ بركة صاحب الدار بشَّار الأسد، وقبل أن تحلموا بإعادة إعمار سوريا ، توقَّفوا عن تخريب لبنان بنظرياتكم ورهاناتكم وخيباتكم واعترفوا بهزيمة مشروعكم الشيطاني قبل أن تلعبوا دور ملائكة الرحمة وملوك الإنماء والإعمار