أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


دمعة “نسر النصر” التي انهمرت معها الدموع! / أمين أبوراشد

أخبار عالنار– لا جديد لدى سماحة السيد حسن نصرالله، طالما أن قديمه الجديد هو إعلان الإنتصارات، واعتدنا في كل إطلالة معه، أن نسمع كلاماً كبيراً من القامة الكبيرة، ولو أن إطلالة إعلان النصر على شياطين الإرهاب في عرسال، جاءت هادئة، ربما لأنه لم يرغب الإحتفال على أضرحة شهداء كان من الممكن حقن دمائهم الطاهرة، لو أن الشياطين انسحبوا عبر المفاوضات الى أي جهنَّم تشبههم ووفَّروا على أنفسهم الهزيمة الساحقة الماحقة.

الدموع التي انهمرت مع دمعة “نسر النصر”، جاءت في وقتها، ربما لأننا بحاجة الى الإغتسال من نجاسة وحقد مخلوقات غريبة، والى تنقية عيوننا من مسلسل صُوَر حُثالة من الذئاب والخنازير، لا هدف لهم ولا حُلم سوى التفجير والتدمير والقتل والتنكيل والإنتحار المجاني طمعاً بالموت و”الصعود الى السماء” حيث الجِنان والحواري بانتظار مجانين!

نحن اللبنانيين عُشنا مع سماحة السيِّد ومع المقاومة، معارك التحرير ومعمودية نار تموز، وكانت كما الحروب التقليدية بين جيشٍ مُعتدٍ ومقاومة أعظم من جيوش، ولم نبكِ ولم نذرف دمعة خوف، لكننا في سنوات “ربيع العربان” ذرفنا الكثير من الدموع على الضحايا البريئة، من شيوخ ونساء وأطفال سقطوا في تفجيرات انتحارية، وذرفنا دموع القلق اليومي على أولادنا في طريقهم الى المدرسة أو الجامعة أو العمل، وذرفنا سيلاً من دموع الكفر بالغد القاتم في وطنٍ تُزنِّره مصانع تفخيخ السيارات وإعداد أحزمة الموت.

ودخلت المقاومة إليهم هناك، حيث دمّرت مغاور “صناعة الموت” داخل الحدود السورية، وأقفلت عشرات معابر تمرير أدواتهم، وشعرنا بالأمان في متابعتنا للحرب الإستباقية التي يخوضها هناك رجال المقاومة.

واليوم، ورغم أن معارك عرسال السابقة واللاحقة تحصل في الجرود، وكل اللبنانيين يعيشون الأمان ويُحيون المهرجانات حتى في بعلبك على الحدود مع ميدان المعركة ولكن، نشعر أن نصر عرسال يصنع لنا وطناً ينهض كما طائر الفينيق من رماد “ربيع العربان” رغماً عن كل من حاول إدخال الإرهاب الى الداخل اللبناني، وضمانتنا الجيش اللبناني والمقاومة الشريفة التي صنَّفها ترامب بحضور رئيس وزراء لبنان أن سلاحها “غير شرعي”، ونقول: شرعية مقاومتنا هي من قلوبنا وعقولنا ورؤيتنا نحن الشعب اللبناني، وكل ما سوف يحمله سعد الحريري من أميركا، لن يُعطي لبنان ذرَّة واحدة من الأمان والسيادة والكرامة والأمل بالغد لنا ولأولادنا، بقدر ما أعطتنا إياه دمعة “نسر النصر” حسن نصرالله..