أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


ماذا بعد إلغاء ترخيص “المُظاهرة الرخيصة” / أمين أبوراشد

أخبار عالنار- كل ما أنجزه وزير الداخلية بإلغاء التظاهرتين، هو منع الإحتكاك المباشر بين المتظاهرين السوريين واللبنانيين، الذين مُنحوا ترخيص التظاهر بنفس الزمان والمكان، والتراجع عن الخطأ من الوزير، لا يُبرِّر خطأ الترخيص أصلاً، لنازحين ينتمون لما تُسمَّى “المعارضة السورية” أو المُعَارضات، هُم الذين لم تحتمل أوروبا ذات ال 550 مليون نسمة، مليون لاجىء منهم، ولفظتهم كل الدول العربية وخاصة الخليجية التي موَّلت الإرهاب في بلادهم، وهم الذين عجِزت الدول المانحة والأمم المتحدة عن دفع تكاليف إيوائهم في لبنان، وهم أنفسهم هؤلاء المُعارضون السوريون، يصبُّون جام غضبهم وحقدهم على المؤسسات الحكومة والبلدية اللبنانية، ولم يتساءلوا، أين حكومات المنفى السورية التي تأسست لإدارة شؤونهم، وأينَهُم قادة “مُعارضة الفنادق” في الخارج، وأين راعي الأغنام أحمد الجربا رئيس الإئتلاف السوري السابق الذي حَلَب الأموال التي جمعها على حساب دمائهم وانتقل للعيش في اوروبا حياة “خمس نجوم”!.

هذه المُظاهرة، الرخيصة بالمشاركين فيها، والرخيصة بأهدافها الدنيئة، رخيصة أيضاً في توقيتها، لأنها جاءت متزامنة مع معركة عرسال، ولم يأبه لها الجيش اللبناني رغم أنه المُستهدف الأول بها، لكن أية تجاوزات أو “قلَّة أدب” من المشاركين، كانت ستُنهي المظاهرة بحفلة “دعس” من رناجر الجيش وسائر القوى الأمنية على أعناق “أوباش” ما اعتادوا ربما على التعامل الحضاري، هُم الذين كان “الكف برقابهم” في سوريا، وكانت المخابرات تتعاطى معهم بما يليق بهم، ولا يستحقون هامش الحرية السائد في لبنان، لأن ألسنتهم نَضَحَت بما في قلوبهم السوداء من حِقدٍ على وطن يستضيف لاجئين ونازحين أكثر من نصف عدد سكانه.

وإذا كان الهدف المُعلن لمُظاهرة السوريين يتناول ما يدَّعونه “التمميز العنصري” في لبنان ضدَّهم، فإن الصفحة المشبوهة المُسمَّاة “إتحاد الشعب السوري”، والتي اعتُقل من يُديريها أمس على أيدي رجال الأمن العام، أشعلت بحقارة مدوناتها الشباب اللبناني الناشط على مواقع التواصل، وإقدام وزير الداخلية على الترخيص لمظاهرة “الثوار”، خلق فعلاً جواً غاضباً بين اللبنانيين بكل فئاتهم، وبات التمييز العنصري مبرراً في لبنان ضد أي غريب، لأن الشعب اللبناني سَمِعَ من تركيا وسوريا وحتى من أوروبا، أقذع الكلام بحق لبنان وشعبه على ألسُن سوريين.

وإننا إذ نَرُدّ على من تطاول على لبنان بعبارات “جيش هيفا وهبي” و”المقاومة العميلة لإسرائيل”، نقول له “إحنِ رأسك عنذ ذكر الجيش والمقاومة” وحرِّر الجولان كما حررنا لبنان، وقاتل من يُقاتلك، على أرضك، وخلِّص سوريا من “بشار” في قلب سوريا وليس من لبنان.

إننا إذ نؤكد لوزير الداخلية، قيام تيار غير مُعلَن إسمه “التمييز العنصري اللبناني”، نتيجة الذي حصل، وهو ليس بحاجة الى “علم وخبر” من وزارة الداخلية ولا الى ترخيص، نطلُب رأفة بلبنان وأمنه، من معالي الوزير المشنوق ومن فريقه السياسي الرافض أن يتواصل مع الحكومة السورية لبحث ملف إعادة النازحين، المُسارعة بضبط الإنتشار السوري داخل المخيمات، ونزع صفة نازح عن كل من يذهب الى سوريا ويعود ساعة يشاء، لأن الشارع اللبناني يعيش غلياناً غير مسبوق نتيجة خطأ الترخيص الذي ارتكبه معاليه، وإلغاء مظاهرة السوريين، لا يعني أن شوارع لبنان لن تشهد اليوم وكل يوم تجمعات لشباب لبناني ومسيرات سيارة داعمة للجيش، وعلى معاليه بدل أن يُقاضي بلدية حملايا لأنها تتقاضى 10 دولارات كبدل رفع نفايات من كل سوري مُقيم فيها، تعزيز أمن البلديات، لضبط تحركات العمال السوريين المقيمين في لبنان منذ نحو عشرين سنة، والذين لا علاقة لهم بمسألة النازحين، لأن أية مخالفة منهم للقوانين، “…وأي استفزاز لشباب لبنانيين، سيُشعِل حرباً عنصرية ضدَّهم من قرية الى قرية ونحن كلبنانيين “اللي فينا يكفينا.