أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


“المستقبل” في أسوأ حالاته شمالاً.. ميقاتي خارج “اللّعبة” والصفدي “فلوكلوري” – (حسان الحسن)

نظراً إلى الظروف التي تمرّ فيها المنطقة، وبسبب التعقيدات في الوضع الإقليمي، تعاني مدينة طرابلس من خلل في التوازن في المرحلة الراهنة، نتيجة تخلي الإدارة الخارجية، خصوصاً الأميركية والسعودية، عن بعض التيارات السياسية الطرابلسية التي تدور في فلكهما، لانشغالهما بالتطورات الانسيابية في العراق وسورية، لاسيما الضربات التي يتلقاها تنظيم “داعش” وأخواته على يد محور المقاومة، آخرها كان تحرير الموصل، والتقدُّم الكبير للجيش السوري في البادية السورية، بالإضافة إلى نجاح الجيش اللبناني بتوجيه الضربات النوعية لرؤوس الإرهاب في عرسال مؤخراً.
ويبدو أن الثابت الوحيد لدى الدول المؤثرة في الوضع الداخلي اللبناني، هو الحفاظ على الاستقرار، من دون التدخل في كل تفاصيل هذا الوضع، بالتالي الحد من الرعاية المباشرة والحثيثة لبعض التيارات اللبنانية، نظراً إلى الأسباب المذكورة، ونتيجة هذا الخلل ينطبق على الواقع الطرابلسي القول الشعبي: “كل مين فاتح على حسابو”.
وبحسب مصادر طرابلسية عليمة، فإن أكثر المتضررين من هذا الواقع هو “تيار المستقبل”، فهو يمر بأسوأ حالاته، بسبب الانقسامات في صفوفه، وخسارة مراهنته الإقليمية، تحديداً على سقوط الدولة السورية.
شأن حال الوزير السابق أشرف ريفي ليس أفضل بكثير من “التيار الأزرق”، فقد استنفد الخطاب السياسي والشعارات المعادية لمحور المقاومة ودمشق، ولم يأتِ بأي جديد، في وقت تخلّت الدول الكبرى، وفي طليعتها الولايات المتحدة وفرنسا، عن شرط تنحّي الرئيس الأسد عن الحكم، بالتالي فإن تكرار خطاب ريفي منذ بداية الأزمة السورية في العام 2011 حتى الوقت الراهن صار مُملاً، ولم يعُدْ يجدي نفعا، برأي المصادر.
وعن “الحالة الوسطية” التي يمثلها الرئيس نجيب ميقاتي فقد أصبحت خارج اللعبة السياسية، ويقتصر دوره انتخابياً وخدماتياً في مسقط رأسه، بعد التسوية التي أدّت إلى ترؤّس الرئيس سعد الحريري حكومة العهد الأولى، فما دامت التسوية باقية، فالحريري باقٍ في سدة الرئاسة الثالثة .
وعن دور النائب محمد الصفدي الراهن، فقد اقتصر على تنظيم بعض النشاطات الفلوكلورية؛ تارةً معرض الميلاد، وطوراً ليالي رمضان، بإدراة زوجته، أضف إلى ذلك فقد أدى لقاء الصفدي برئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع في معراب في منتصف أيار الفائت، وقول الأخير إنه “على علاقة تاريخية مع النائب الطرابلسي”، خصوصاً أن جعجع مدان بجريمة قتل الرئيس الشهيد رشيد كرامي ابن الفيحاء، إلى استياء شمالي واسع.
أما “السلفيون” فقد أضحوا خارج قواعد الاستخدام الإقليمي والدولي بعد هزيمة “مشروعهم” في المنطقة، فهم اليوم في حالة ضياع، بحسب مصادر إسلامية واسعة الاطلاع.
بالانتقال إلى الضفة الأخرى، أي مكونات فريق الثامن من آذار السابق، فهي أفضل حالاً مما كانت عليه في الأعوام الفائتة، خصوصاً بعد ضبط الوضع الأمني في عاصمة الشمال، الأمر الذي أتاح لهم تنظيم بعض النشاطات، كذلك بدأ يشعر هذا الفريق بنشوة الانتصار في المنطقة، لكنه لا يملك رؤية مشتركة، حتى الساعة، ليُحدثوا اختراقاً حقيقياً على الساحة الطرابلسية.

-الثبات-