أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


عباس ابراهيم..هذا الرجل الصادِم / أمين أبوراشد

أخبار عالنار- من حق الجميع أن يتساءلوا عن مغزى هكذا عنوان، وعن هذه المُقاربة التي تتناول شخص اللواء ابراهيم، وكيف يُمكن أن يكون هذا الرجل بوسامته وأناقته ورُقِيِّه، وهدوئه ودماثة أخلاقه، ووقاره وجدِّيته، وآدميته ونظافة كفه رجُلاً صادماً.

سرُّ المغزى ليس في الشخصية موضوع حديثنا، بل في فهمنا لمواصفات الرجولة، نحن الذين اعتدنا أن نرى الرجال، زعماء أحزاب وميليشيات وقادة محاور وأصحاب مزارع وزعران، ووزراء سارقين ونواباً نوائباً، وأن نرى سياسيين لبنانيين بالهوية مستعربين ومتأسرائيليين أو متفرنسين أو متأمركين، وفي نتيجة الأمر هُم عملاء ودُمى رخيصة.

والصدمة، هي في لقب “رجُل المهمات الصعبة” الذي مُنِحَ للواء عباس ابراهيم، ونحن نُدرِك أن وضع لبنان صعبٌ بطبيعته قياساً لمحيطه الجيو- سياسي، وأن المهمات الصعبة هي قدر كل من يعمل في الشأن العام البناني، لكننا في لبنان نُعاني من أزمة رجال للمهمات الصعبة، فبدا عباس ابراهيم وكأنه قادمٌ من عالمٍ آخر.

والصدمة، هي أننا نعيش في أمجاد كتاب التاريخ، ونستذكر ونُفاخر بيوسف بك كرم، وجبران، ونعيمة، وحسن كامل الصباح، وميشال شيحا وشارل مالك، ونستكثر على أنفسنا أن تُنبِت أرض لبنان مجدداً قاماتٍ هامات تُشبه ميشال عون وحسن نصرالله وعباس ابراهيم!

الصدمة، هي في كيفية أن يكون عباس ابراهيم لبنانياً، شيعياً وسنياً ومسيحياً ودرزياً، وإنساناً يقدِّس قيمة الإنسان، يسعى لإطلاق راهبات وكأنهنَّ معتمرات عائدات من الحجّ، ويسعى لإطلاق المطرانين وكأنهما شيخين مُعَمَّمين، وأن يسهر ليله ونهاره ويحمل دمه على كفِّه عشرات المرات لمفاوضة إرهابيين ورُعاة إرهاب، لإطلاق سراح شباب لبنانيين يرتدون بذلة الشرف العسكري اللبناني والأرزة تاج رؤوسهم.

والصدمة، أن يتولى مدير عام للأمن العام قضية عُمالية هي من اختصاص وزارات، وأن يحلّ مُعضِلة 400 عائلة لبنانية تعتاش من مؤسسة أمضى موظفوها 50 يوماً بلا عمل نتيجة عقلية المزارع السائدة في الوزارات والإدارات العامة، فَحَمَل اللواء ابراهيم الملف من منطلق لبناني إنساني الى فخامة الرئيس عون، وخلال ساعات حلَّ فخامته مشكلة الملف العالق وفق الأصول القانونية والإجرائية.

وبات عباس ابراهيم، ليس الرجل الباحث عن المهمات الصعبة، بل باتت المهمات الصعبة تبحث عن رجُل، في دولةٍ يُصرِّح أحد وزرائها الذين لا علاقة لهم بالعلاقات الخارجية ولا الأمنية، ومنذ خمسة أيام تحديداً، ويقول رداً على سؤال حول أزمة النازحين: “نحن لا نتعاطى مع نظامٍ مُجرم”.

وفي دولةٍ ضاعت فيها الطاسة بين جهابذة القانون الدولي، وبين من يقول أن عودة النازحين من اختصاص الأمم المتحدة، وبين من يقول بوجوب التواصل بين الحكومتين اللبنانية والسورية، وفي ظلّ حكومة لا ترغب حلّ مصيبة مليوني نازح يستنزفون لقمتنا ودماءنا لأنها لا تستطيب نكهة “البرازق” السورية، كان لا بُد لفخامة الرئيس القائد أن يصرخ “الأمر لي”، وعباس ابراهيم، هذا اللواء القائد القدوة، موفداً رئاسياً لبحث ملف النازحين، وما سوف يُنجزه هذا الرجُل الصادم بإنجازاته سوف يصدُم الجميع وألف تحية لعهدٍ لا مكان فيه سوى للرجال.