أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


صيد إنتخابي و”الهوا شمالي” / أمين أبوراشد

أخبار عالنار- بدأنا الرحلة من وادي الجماجم في المتن لندخل كسروان، وصولاً الى وادي خالد العكارية على الحدود مع سوريا، في وقفات سريعة “على الحاطط” ونصطاد ما هو “سمين” ويغنينا عن العصافير الصغيرة قبل بدء عجقة الصيادين.

ونحن  نُغادر المتن، الى كسروان وجبيل، لا ننكر أننا نترك خلفنا معارك حامية، سواء في المتن حيث النائب ميشال المر يتباهى دائماً بمواجهته منفرداً كل التيارات والأحزاب، أو الجبل، حيث النائب وليد جنبلاط ومعقل الزعامة، الى كل دائرة إنتخابية ستشهد حماوتها الخاصة، لأن كل الزعامات والأحزاب قابلة للخرق الحقيقي بالصوت التفضيلي باستثناء تحالف حزب الله – أمل، لأن أي خرق لصالح العائلات في بعلبك – الهرمل أو الجنوب، لا يعني شيئاً، كون هذه العائلات ضمن بيئة المقاومة ومرشَّحها “الخارق” سيكون ضمن النهج والموقف.

وضع العائلات في كسروان وجبيل مختلف، والنائب السابق فريد هيكل الخازن، قال بعد هزيمته عام 2005 كلمته “الشهيرة: “إنهم يُقفلون البيوتات السياسية”، فرَدَ عليه النائب فريد الياس الخازن: “شو نحنا ما عنَّا بيوت؟!”، وفي المعركة القادمة ، لن يجِد “فريد هيكل” ما يُحارِب به “فريد الياس”، سوى استنهاض “العصَب الخازني”، من منطلق أن “فريد الياس” عوني أكثر منه خازني، وبما أن “فريد هيكل”  لن يستطيع التحالف مع القوات لمواجهة التيار لأن بين الإثنين “خبز وملح ومُصالحة”، وهُما، بتحالف أو بدونه، أو عبر اقتسام الخبزة، سيكونان ضدَّه، سيجد “فريد هيكل” نفسه مُجيِّشاً للعائلات الكسروانية التي لا مرشَّح عائلي لديها بهدف مواجهة الأحزاب الزاحفة الى عرين العائلات.

وضمن نفس الدائرة(كسروان جبيل)، هناك رئيس بلدية جبيل زياد حوَّاط، وهو لو ترشَّح، فإن حسابات الإنتخابات النيابية مُغايرة للبلدية، وعائلة حوَّاط الجبيلية يعود أصل تسميتها الى مهنة “الحوَّاط” الذي كان معروفاً في القرية اللبنانية منذ نحو قرن، أنه صاحب الصوت الأعلى في الضيعة، والذي كان يقِف على أعلى تلَّة ويُنادي على الناس في المناسبات لإعلان خبرٍ ما، خاصة في حالات الوفيات، لكن زياد حوَّاط  لا يستطيع مواجهة دفق التيار العوني، ولو اعتقد أن الرئيس السابق ميشال سليمان سيكون قيمة مُضافة له فإن صوته سَيَخفُت ولن ينال ما يحلم به من أصوات تفضيلية وتحالفه مع سليمان سيكون انتحاراً. 

بالوصول الى مشارف البترون، (دائرة البترون الكورة زغرتا وبشري) نتهيَّب المشهدية التي ستكون عليها أقسى المعارك وأشرسها، أحزاب مسيحية بكل تلاوينها وتتوسَّطها “زوبعة” القوميين الذي سيكونون حُكماً في تحالفٍ مع فرنجية، لأن التيار بالنسبة إليهم بات كما القوات والكتائب، حزب طائفي أنجز مؤسسه وقائده قانوناً طائفياً، ورغم كل شيء، يفوز باسيل بمقعد عن البترون، في الوقت الذي قطف ميشال معوض مقعداً عن زغرتا، منذ اختار خلال حضوره عشاء التيار في شباط الماضي مقعده الى جانب باسيل، والإثنان عينهما على “كسر جناح فرنجية” في عقر داره، لكن لغاية هذه النقطة، ليست هناك شراسة في المواجهة، وهي ستكون بين ساحة بشري وساحة إهدن والقوات وضعها جيّد، لأن فرنجية بنظر المسيحيين حاول أن يكون عقبة تَحُول دون وصول أقوى شخصية مسيحية في الشرق الى بعبدا.

في (طرابلس الضنية)، جاء الصوت التفضيلي ليُنقذ أشرف ريفي ويتسلل من خلاله ليفوز بمقعد، إلا إذا تحالفت كل طرابلس ضدَّه، كرامي وميقاتي والصفدي، ومعهم الرئيس الحريري، الذي سوف يجِد أمامه ناخبين ما زال مديناً لهم بـ “بونات بنزين” من العام 2009، والدفع مطلوب الآن أكثر من قبل و “كاش”. ومن (طرابلس الضنِّية)، وصولاً الى “ولاية عكار” حيث يتربَّص المرعبي والضاهر، تنتهي رحلة الصيد في وادي خالد، بأعلى كلفة خرطوش في تاريخ الصيد الإنتخابي، مع عدم وجود ضمانة، إذا كانت السعودية جاهزة “لخرطشة” الرئيس الحريري من جهة، وإذا كان خرطوشها ما زال صالحاً للصيد في لبنان من جهة أخرى، والرئيس الحريري، من صيدا الى البقاع الى بيروت ووصولاً الى طرابلس وعكار، سيجلس في فيىء شجرة بوادي خالد ويُحصي الطرائد، ولن تكون الحصيلة بقيمة الخرطوش الذي أهدره…  .