أخبار عاجلة

عَ مدار الساعة


ناقوس الخطر واجب وطني… (سحر القبرصي)

– ما يؤلم الشجرة عند قطعها ليس الفأس ، بل أن يد الفأس من خشبها

طالما كان القطاع التربوي البذرة الصّالحة لكلِّ مجتمع، فقد غرس قمح العلم و المعرفة في نفوس أبناء الوطن محوِّلاً طلّاب الأمس إلى متخرّجين قادرين على حمل عبء النهوض بلبنان على أكتافهم

‏‎يتألّف هذا القطاع  من إدارات و مؤسّسات عامّة لكلٍّ مهامها الّتي حدّدها القانون بما يضمن عدم ازدواجيّة القرارات وتضارب الصلاحيات . فللمؤسسات كالجامعة اللبنانية و المركز التربوي للبحوث و الانماء شخصية اعتبارية أمام القانون تمنحها بذلك استقلالية ادارية و مالية طالما أثمرت انفتاحاً و ساهمت في تفعيل روح التنسيق بينها وبين الادارات العامة.
‏‎إلّا أننا نسمع أصواتاً في الآونة الأخيرة تنعت هذا الاستقلال المالي و الاداري و عدم تبعية المؤسسات بالشعارات الغير مقنعة التي مر عليها الزمن طارحةً السؤال حول نيّة افقاد هذه المؤسسات صلاحياتها وخصوصياتها.

‏‎ومن هنا يصبح دقّ ناقوس الخطر واجباً وطنياً و بالأخص عندما تكون هيكلية وزارة التربية و تغيير القوانين والأنظمة من السيناريوهات الّتي تضع نصب أعينها التصويب على دور المؤسسات العامة كالجامعة اللبنانية و المركز التربوي. فتُرمى بذلك السِّهام على مبدأ تقسيم المهام والثقة بهذه المؤسسات و دورها و يضيع مصير الهبات الدّولية وأساس قبولها و شروط منحها الّتي كان لهذه الأخيرة الدور الأول في ضمان عدم تعارضها مع القوانين والمراسيم المرعية الإجراء في خطوة تجعل من مصير الطلاب و المستوى التعليمي حلبة صراع مُطيحةً بالمصلحة الوطنية أولاً…

‏‎قال أحد الفلاسفة :” ما يؤلم الشجرة عند قطعها ليس الفأس ، بل أن يد الفأس من خشبها” . وفي ظل هذه الضوضاء التربوية نعوِّل على حكمة وزير التربية وحسِّه المؤسساتي الصحيح مراهنين على إعادة ‏‎تصويب مسار الأجندات الداخلية والخارجية بغية المحافظة على ما وصل إليه القطاع التربوي اللبناني من نهضة على مستوى الوطن أجمع.